فاجأ فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد جميع انصاره وجماهيره باتخاذه قرار طال انتظاره من قبل الكثيرين منهم، وهو إقالة رافا بينتيز، وتعيين الفرنسي زين الدين زيدان كمدرباً للفريق حتى نهاية الموسم،وهو قرار كعادة بيريز يخرج صادماً للجميع من حيث التوقيت أو الشخصية ، مثلما كان اختياره لرافا مخيب في مطلع الموسم، لكن الفارق أن الجميع يتوسم خيراً في النجم زيزو.. ولكن هناك بعض الشكوك تحيط بالقرار الأخطر في عالم كرة القدم بالعالم، وهو تدريب الفريق الملكي، حيث هناك بعض التخوف بشأن تجربة زيدان مع الميرينجي، وهل "ستحرق" بداية زيزو التدريبية؟ ويرى البعض أن هناك احتمالاً أن يكون بيريز قد اتخذ من زيدان "كبش" فداء لمحرقة الموسم من البطولات الضائعة، فهو النجم الذي طال انتظار لحظة تواجده على قمة الجهاز الفني للفريق، وها هو حقق للجمهور حلمه.. فلن يستطيع أحد إلقاء اللوم عندها على بيريز. واستعرض موقع يورو سبورت الأسباب التي قد تعيق وتعرقل نجاح تجربة زيدان مع ريال مدريد. وأول هذه الأسباب الخبرة التدريبية الضعيفة ، بلاشك أن مؤهلات تولي مدرب للقيادة الفنية لفريق بحجم ريال مدريد هو سيرته التدريبية القوية والناجحة، ولكن زيدان للأسف بلا أية تجارب تدريبية مسبقة مع فرق كبرى أو حتى صغرى، وهي للأسف خطوة كان توقيتها سيء للغاية، فهي لا تحدث إلا قبل نهاية الموسم والتيقن مثلاً من فشل المدرب السابق وعدم قدرته تحقيق بطولات وتكون تجربة جيدة للحكم على قيادة المدرب الواعد دون ضغوطات جماهيرية لتحقيق ألقاب، ويرى البعض أن بيريز في طريقة ل "حرق" زيدان تدريبياً بشكل كبير، وهو مازال في أولى خطواته في عالم كرة القدم من مقعد المدرب. السبب الثانى يكمن فى عدم تولي المهمة من بداية الموسم ففي العادة أي مدرب يتولى تدريب أي فريق من منتصف الموسم، يكون في وضع حرج للغاية، حيث يعاني من صعوبة مع الفريق في التعود على خططه وأسلوب لعبه،والأهم عدم اختياره لمعظم عناصر الفريق ومجبر على اللعب حسب اختيارات المدرب السابق، عكس لو بدأ مشواره مع الفريق في مطلع الموسم، وخاض اللاعبون معه فترة إعدادية يتعرفون فيها عن قرب على فكره وكيفية تطبيقه، لكن في منتصف الموسم ومع تلاحق المباريات والبطولات، فيكون من الصعب على الفريق أن يتلقى فكر مدربه الجديد ويطبقه بكيفية جيدة وايضاً بسرعة. بالإضافة الى ذلك فإن الآمال العريضة قد يصاحبها خيبات كبيرة وكلما زادت التطلعات نحو أمرٌ ما كلما كانت النتائج المعاكسة، صادمة ومخيبة بشكل أكبر من المعتاد.فتولي زيزو تدريب الفريق الملكي هو أمر انتظره العديد من الملايين العاشقة للفريق، بل لعله خيار يتردد دوماً منذ رحيل البرتغالى جوزيه مورينيو، ومن بعده الإيطالي كارلو انشيلوتي، ولكن مع قلة الخبرة لدى زيدان قد تؤدي الطموحات الكبيرة الى إجهاض التجربة، ففي النهاية الجمهور يرغب في الانتصار والتتويج بالألقاب على حساب أي اسم أو نجم. ومما يزيد الضغوط المقارنة مع تجربة برشلونة ،ففما لا شك أن المقارنات ستعقد سريعاً بين تجربة زيدان مع اللوس بلانكوس، وبين تجربتيّ برشلونة مع بيب جوارديولا و لويس انريكي، والمقارنة بين نجاحات كلا المدربين مع الفريق الكتالوني، وهو أمر محبط للغاية لأي مدرب أن تقارنه بإنجازاتهما ، ليس فقط مدرب في مقتبل رحلته التدريبية مثل زيدان ، وهذه المقارنات ستزيد من الضغوطات على كاهله. وفى النهاية يرى الكثيرون أن التاريخ يقف ضد زيدان وأن معظم تجارب أساطير وعظماء كرة القدم كلاعبين ، مع عالم التدريب، آل معظم نتائجها إلى الفشل إلا النذر اليسير، وعلى رأسهم دي ستيفانو نفسه مع ريال مدريد، وكذلك مارادونا و ميشيل بلاتيني وغيرهم.