لندن: كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية الخميس أن الضوء الأخضر الذي أعطاه البيت الأبيض إلى القوات الخاصة الأمريكية للقيام بمهام سرية في أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا، هو خطوة لتمهيد الأرضية قبل اتخاذ أي قرار رئاسي بمهاجمة إيران. وتشير الصحيفة إلى ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأربعاء بشأن الأمر التنفيذي الذي وقعه الجنرال بيتريوس قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأمريكي والمسؤول عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط وأفغانستان والقرن الإفريقي في الثلاثين من سبتمبر/أيلول الماضي. وقالت الصحيفة "بموجب هذا الأمر يمكن للقوات البحرية الخاصة وقوات دلتا وغيرهما من القوات تنفيذ مهام في دول صديقة أو في دول معادية ليست في حالة حرب فعلية مع الولاياتالمتحدة". وأضافت "الهدف الرئيسي لهذه العمليات السرية كما ينص الأمر هو"بناء شبكات من أجل اختراق وتعطيل وهزيمة أو تدمير منظمات إرهابية، فضلا عن تهيئة البيئة من أجل قيام قوات الأمريكية كانت أو محلية بهجمات خاصة". ولفتت الصحيفة إن كلمة الهجمات الخاصة التي وردت في الأمر التنفيذي تشير إلى إيران ، خاصة مع رفض الرئيس الأمريكي استبعاد شن ضربات عسكرية لوقف ما يشتبه بأنه برنامج لبناء أسلحة نووية. وذكرت الصحيفة "أن القوات الأمريكية الخاصة تقوم بعمليات استطلاعية داخل إيران عبر الحدود مع العراق منذ عام 2005 ، الا أن الوضع يتغير كما يبدو مع قرار خروج القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول عام 2011 لذا فهناك حاجة لقوات من نوع خاص". وأوردت الصحيفة بعض العمليات التي نفذت خلال الأشهر الثمانية منذ توقيع الأمر ومنها قتل عضو القاعدة صالح علي صالح نبهان، والذي ارتبط اسمه بتفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام، حيث قتل في الصومال. ومن العمليات الأخرى تعزيز التعاون العسكري مع الجيش اليمني، حيث ضاعف البنتاجون المعونة السنوية له لتصل إلى 155 مليون دولار، وذلك بغرض تزويد القوات اليمنية بالمروحيات والعربات المدرعة والأسلحة الخفيفة. وتعرض الاندبندنت لاحتمال تضارب المهام المنفذة بموجب هذا الأمر مع عمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية، وتقول إن مسؤولي البنتاجون والوكالة قد اشاروا إلى أن هذا الأمر يعطي البنتاجون موطأ قدم أكبر في العمليات التي كانت في السابق قاصرة على الوكالة، وهذا يعني أن هذه العمليات لن تكون بحاجة إلى إقرار الرئيس أو الكونجرس. في سياق متصل ، قال مسؤول إسرائيلي إن موافقة وزارة البنتاجون على تنفيذ عمليات استطلاع فوق إيران هي أول مؤشر علني إلى تحضيرات عملية لعملية عسكرية أمريكية محتملة ضد إيران. واضاف المسؤول الإسرائيلي دون الكشف عن اسمه لصحيفة "جيروزاليم بوست" إنه على الرغم من إصرار البنتاجون على أن لا خطط لديها لضرب إيران، إلاّ انها "المرة الأولى التي يحصل فيها الجمهور على كلمة تشير إلى تحضيرات لنشاط عسكري". وأشار إلى أنه إذا كان تسريب هذه التوجيهات الجديدة متعمداً، فإن ذلك يكون بمثابة رسالة قاسية لإيران بأن أية خيارات لم تسحب من على الطاولة. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت الثلاثاء عن خطة وضعها قائد القيادة الأمريكية الوسطى ديفيد بترايوس وتطالب بتوسيع النشاط العسكري الأمريكي السري في دول الشرق الأوسط بغية القضاء على الجماعات المسلحة أو مواجهة التهديدات في إيران والسعودية والصومال وغيرها من دول المنطقة. وأضافت الصحيفة نقلا عن وثائق ومسئولين عسكريين أمريكيين أن الخطة التي وقعها بترايوس في سبتمبر/ايلول الماضي تسمح بإرسال قوات أمريكية خاصة إلى دول صديقة وعدوة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي لجمع المعلومات الاستخبارية وبناء علاقات مع القوى المحلية . وتابعت أن الأعمال الاستخبارية وفقا لخطة بترايوس قد تفتح الطريق أمام هجمات عسكرية محتملة ضد إيران على خلفية ملفها النووي ، كما تهدف الخطة إلى بناء شبكات قادرة على إضعاف وتدمير القاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة وتحضير البيئة لهجمات مستقبلية قد تشنها القوات الأمريكية أو القوات المحلية الموالية لها . هذا بالإضافة إلى أن الخطة تسمح بالقيام بأعمال محددة في إيران على الأرجح لجمع المعلومات حول البرنامج النووي في البلاد أو تحديد الجماعات المنشقة التي قد تكون مفيدة في أي هجوم عسكري مستقبلي.