أكد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أن هناك تفاهما كاملا بين مصر والعراق على تطابق المصالح وضرورة الاستمرار فى التنسيق الكامل من أجل مصلحة شعبينا وبلدينا. وقال العبادي - في تصريح لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" فى بكين خلال زيارته للصين، التى اختتمت أمس - إن لدينا مع مصر مصالح مشتركة وتحديات مشتركة، لدينا مصالح عميقة فى مجال التجارة المشتركة والطاقة والنفط وفى مجال التبادل التجارى وفى مجالات أخرى ونحن نطمح فى أن ننشئ خط غاز من العراق إلى الأردن ثم إلى مصر، وهذا نبحثه أن شاء الله بعد أن ننتهى من تطهير كل الأراضى العراقية من جماعة "داعش" الإرهابية، ونسعى لهذا المشروع وهو مهم للتبادل التجارى بيننا. وأضاف "أننا نؤمن أن المنطقة لا يمكن أن تنهض إلا بالتكامل الاقتصادى ليس فقط بين الأنظمة ولكن بين الشعوب كذلك وهذا يساهم فى تنمية كل المنطقة والنهوض بها بشكل عام". واستطرد قائلا "إن مسألة مواجهة الإرهاب أمر مهم وخطير.. صراحة اليوم الإرهاب منتشر، نحن عندنا داعش ومصر عندها تحدى من داعش وغير داعش وها هى العملية الإرهابية بتفجير الطائرة الروسية وهى بصراحة عملية إجرامية جدا وأثرت بشكل مباشر على الاقتصاد المصرى والسياحة على وجه الخصوص.. واليوم وفى مواجهة هذا التحدى الإرهابى من داعش وغيرها فمن المهم أننا نقاتل على الأرض ونحن نحتاج للتعاون من أجل القضاء عليه. وأضاف أن المشكلة التى نجابهها هى الفكر المتطرف الذى يريد أن يقضى على الأخر فهو لا يؤمن بفكرة أن كل إنسان حر فيما يؤمن به ومسألة أن أحدا يصفى الأخر لأنه لا يتفق معه فى الرأى هى فكرة خطيرة بصراحة وهذا الفكر اليوم هو الذى يحاول أن يخطف مننا ديننا ويشوهه ولهذا نحن نرفضه بالكامل، وعلينا أن نوحد جهودنا.. فالإرهاب يوقف عملية الإعمار وعملية البناء ويوقف عملية التفكير الحر أصلا لدي الشعوب وهذا الأمر بمثابة تحد يمسنا جميعا واصبح يهدد كل المنطقة وللاسف سوريا بسبب هذه الاوضاع فيها تدخل أكثر من دولة تتضارب مصالحها ولهذا فهى كانت منبع نشأة "داعش" والجماعات الإرهابية الاخرى ولهذا علينا أن نتعاون من أجل ايجاد حل سلمى فى سوريا والحل السلمى هو من خلال أن الشعب السورى هو الذى يختار النظام الذى يريده، هو الذى يختار القائد وهو الذى يختار الحكومة التى يرغب فيها. وقال العبادي، "أنا لا أتصور أن تعطى أى دولة لنفسها الحق فى أن تفرض نظاما ما على سوريا وعلى الشعب السورى.. علينا أن نعيد الأمن فى سوريا لأن الشعب السورى مسكين، هناك عشرة ملايين ما بين نازح ومهجر، إن قضية سوريا قضية إنسانية والوقوف للتفرج عليها هو شئ غير مقبول لا إنسانيا ولا دينيا ولا أيضا عروبيا.. والحقيقة أن هذه الحالة فى سوريا إذا استمرت فستكون أرضا خصبة لتفريخ المزيد من الإرهابيين وهذا مرفوض". وحول الوضع الحالى فى العراق وتأثير الغارات التى يشنها التحالف الدولى والطائرات العراقية على مواقع تنظيم "داعش" الارهابى.. قال الدكتور حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى أنه بالنسبة ل"داعش" الأن نحن طهرنا محافظتين كاملتين "ديالا وصلاح الدين" فى مرحلة السنة الماضية أو السنة ونصف منذ أن دخلت "داعش" العراق وهددت حتى بغداد الآن نحن أزلنا الخطر على بغداد، الخطر العسكرى أزلناه بالكامل وحتى الخطر الأمنى .. والأمن رجع بدرجة كبيرة حتى أنه وبعد 12 سنة رفعنا حظر التجوال الليلى الذى كان موجودا منذ 2003 حتى بداية 2015 والحمدلله، الآن الأمور الأمنية فى بغداد تحسنت عما كانت عليه.. والآن الدور على مدينة "الأنبار" ومنذ أمس بدأنا فى التطهير داخلها.. وأكثر المناطق المحيطة بها هى تحت سيطرة قواتنا الأمنية وهذا يعتبر نجاحا كبيرا وإن شاء الله ننتهى تماما من تطهيرها وبعد هذا تبقى فقط "نينوى". وأكد قائلا "إن تأييد التحالف الدولى للعراق مهم لأنه يمثل غطاء جويا لقواتنا على الأرض ونحن بدأنا قبل أن تدخل (داعش) العراق كانت استعداد قواتنا الجوية محدودة جدا.. الآن بدأنا نبنيها بشكل أفضل والان اكثر من 50 الى 60 فى المائة من الضربات ضد داعش كانت موجهة من قبل قواتنا الجوية فى حين أنها كانت قبل سنة كانت النسبة أقل من هذا.. نحن بسرعة نتجه نحو التكامل وإذا اتجهنا نحو التكامل.. سنطهر أرضنا". وأضاف أن المشكلة بالنسبة لنا هى سوريا فنحن لا نريد للطائرات العراقية أن تضرب مواقع فى سوريا والتحالف الدولى هو الذى يقوم بضرب مواقع "داعش" فى سوريا وهذا أمر مهم لأنه يقلل من الضغط علينا من قبل "داعش"، خاصة أنه وللاسف فإن الحدود الآن تحت سيطرة "داعش" من كلا الجانبين وهذا أمر خطير ولهذا نطلب من الجانب الدولى ومن الأمريكان تحديدا أن يحاولوا السيطرة على الشريط الحدودي لمنع الإرهابيين من الانتقال من سوريا إلى العراق أو حتى بالعكس وأيضا لمنع داعش من نقل النفط والأمور الأخرى التى يهربوها حتى يحصلوا على مزيد من التمويل.. هذه قضية استراتيجية لأن أى دولار إضافى تحصل عليه "داعش" يعني المزيد من القتل والمزيد من الدمار. وردا على شؤال بشأن "المصالحة الوطنية".. قال العبادى "نحن بصراحة ليس لدينا مشكلة داخلية وإنما لدينا مشكلة ولدتها داعش.. فداعش قامت بأعمال قتل بشعة جدا، تتفنن فى وسائل القتل بشكل غريب وقامت باستخدام بعض العشائر ضد عشائر أخرى فولدت حالة من القتل والعنف تولدت عنها حالة من الانتقام فى بعض المناطق التى حررناها.. فهناك البعض يريد أن ينتقم بسبب أنه تهدم بيته وخسر عائلته بالكامل على يد داعش.. هذه مسألة تجعل قواتنا فى بعض الاحيان فى ضع حرج جدا فهى لا تستطيع أن تضرب الناس الذين يشعرون بالظلم لما لحق بهم على يد "داعش" ومن اصطفوا مع داعش وفى نفس الوقت لا نستطيع أن ندع المواطنين يطبقون القانون بأيديهم يجب أن تأخذ العدالة مجراها ومن حق الناس المظلومين أن يحصلوا على حقهم ولكن يجب أن يتم هذا بشكل سليم وفى إطار قانونى حتى لا تختلط الأوراق وندخل فى دائرة الثأر والانتقام.. هذه بالطبع بعض الصعوبات التى نواجهها وخصوصا فى الأيام الأولى بعد تحرير أى منطقة، فبمجرد أن يحدث التحرير تكون هناك حالات من الانفعال السريعة وهذا ربما حصل فى تكريت فى بعض المناطق ولكن الحمد لله استعدنا السيطرة المنية.. فتكريت مثلا التى تم تحريرها قبل ثلاثة أشهر الآن 90 % من السكان رجعوا وأرجعنا الخدمات الأساسية وهو ما نسميه إعادة الاستقرار أو إعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ومثل المدارس والخدمات الصحية ونجحنا فى هذا الحمد لله ليس فقط فى تكريت ولكن فى المدن والمناطق المجاورة لها.