أنقرة: شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان هجوما على الدول الغربية ، متهما آياها "بعدم الصدق والنزاهة" حول الملف النووي الايراني. ونقلت وكالة أنباء أناضول عن أردوجان قوله في حديث إلى الصحافة التركية خلال زيارته الرسمية الى البرازيل: "إن الدول الغربية لا تتعامل مع القضية النووية بطريقة عادلة وصادقة ونزيهة". وتابع أردوجان قائلا: "إن المبادرة التي قمنا بها مع طهران ليست مبادرة تضع العالم في خطر. بل على العكس، إنها تهدف إلى الحؤول دون المبادرات التي تهدد العالم". ووجه أردوجان اللوم للدول الغربية مجددا على التزامها الصمت حول اسرائيل التي يقول خبراء انها تملك السلاح النووي. وقال أردوجان دون أن يذكر اسرائيل "ليست لديكم المقاربة نفسها للامور وانتم تثيرون العالم حول إيران. انا لا ارى ان هذه مقاربة عادلة وصادقة ونزيهة". وكرّر رئيس الوزراء التركي موقف بلاده الرافض لوجود أسلحة نووية في المنطقة. ودخلت تركيا والبرازيل وهما دولتان غير دائمتي العضوية في مجلس الامن الدولي في مواجهة متصاعدة مع الولاياتالمتحدة التي رفضت الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 17 مايو/آيار بين انقرة وبرازيليا وطهران حول تبادل الوقود النووي الايراني. ولا تزال واشنطن تصر على فرض عقوبات جديدة على ايران التي تشتبه الدول الغربية في انها تحاول امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني. وفي إيران، حث رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني الدول الكبرى على الموافقة على اتفاق التبادل النووي الذي أبرمته بلاده مع تركيا والبرازيل، من اجل التوصل إلى تسوية سلمية لملف طهران النووي. وكرر لاريجاني وصف البرنامج النووي لطهران بأنه سلمي، نافيا الاتهامات الغربية لبلاده بالسعي لامتلاك سلاح نووي. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن لاريجاني قوله: "اعتقد أن الكرة الآن باتت في ملعب الغرب. إذا عادوا إلى طاولة المفاوضات وفاوضونا في إطار هذا الاتفاق فبمقدورهم تسوية القضايا الأساسية. لكنهم إذا أرادوا أن يراوغوا في هذه المسألة السياسية، فان المسؤولين الإيرانيين سيحاطون علما بذلك، والبرلمان سيتابع الأمر بدقة. لكن هذا الأمر لن يفيدهم وسيعقد مسار التعاون بين الطرفين". وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد انتقدت الاتفاق الثلاثي متهمة إيران بالسعي إلى التحايل على المجتمع الدولي وتأجيل العقوبات الدولية عليها. وقد علق لاريجاني على هذا الموقف بالقول "ندعو وزيرة الخارجية كلينتون التي قالت إن هناك أوجه قصور في الاتفاق إلى توضيح هذه المشاكل. ما الفائدة التي يمكن أن تجنيها الساحة الدولية من هذه التصريحات العامة. إذا كنت تعتقدين أن هناك أوجه قصور فيجب طرحها في المفاوضات". وأكد لاريجاني انخفاض حدة التوتر الذي نشب بين موسكووطهران على خلفية الملف النووي لإيران، إثر مشاورات أجراها مسؤولون من البلدين، داعيا روسيا إلى تغليب مصلحتها على مصلحة الآخرين. وكانت الدول الثلاث قد وقعت على صفقة وافقت ايران فيها على ارسال اليورانيوم منخفض التخصيب الى تركيا مقابل تسليمها وقود نووي الى مفاعل مخصص لللابحاث لديها. ويهدف وضع المواد النووية الايرانية في بلد ثالث الى تحقيق اجراء لبناء الثقة من قبل القوى الدولية الكبرى لمنع ايران من انتاج يورانيوم اعلى تخصيبا ومواد تستخدم في صنع اسلحة نووية. وكانت صفقة مشابهة قد اقترحها العام الماضي الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، فضلا عن المانيا التي تفاوضت مع ايران بشأن برنامجها النووي.