أفادت شركة كاسبرسكي لاب أن عام 2015 شهد اللحظة التي وصل فيها الطلب على البرمجيات الخبيثة الجديدة نقطة الإشباع، إذ انخفض عدد الملفات الخبيثة التي اكتشفت يومياً حسب منتجاتها بمقدار 15,000 ملف، أي من 325,000 ملف في عام 2014 إلى 310,000 ملف. ويعتقد خبراء "كاسبرسكي لاب" بأن ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى التكاليف الباهظة لعملية برمجتها، وإدراك مجرمي الإنترنت بأنهم قادرون على تحقيق نتائج مماثلة باستخدام البرامج الإعلانية الاقتحامية أو استخدام توقيعات رقمية قانونية في هجماتهم. ويبدو أن هذه المنهجية ناجحة بالنسبة لهم، إذ تشير النتائج تشير إلى أنه على الرغم من الحد من تكاليف إنشاء البرمجيات الخبيثة، إلا أن عدد المستخدمين الذين تعرضوا للهجمات على يد مجرمي الإنترنت قد ارتفع بنسبة 5% خلال عام 2015. وشهدت الفترة بين عامي 2012 و2013 زيادة سريعة في عدد الملفات الخبيثة التي اكتشفتها شركة كاسبرسكي لاب، إذ ارتفع العدد من 200,000 ملف جديد يومياً في عام 2012 إلى 315,000 ملف في عام 2013، ثم أخذت هذه الظاهرة بالتباطؤ بعد ذلك. ففي عام 2014، بلغ إجمالي الزيادة 10,000 ملف يومياً فقط، بينما انخفض العدد الإجمالي من 325,000 إلى 310,000 ملف في عام 2015. ويبدو أن مجرمي الإنترنت، وخلال سعيهم إلى تحقيق مكاسب سريعة، قد أدركوا بأن أدوات البرمجة المعقدة مثل: تقنيات التحكم الخفي في الحاسوب "rootkit" و" bootkit" أو الفيروسات المتناسخة، قد تحقق النتائج المطلوبة، لكنها تخفض من أرباحهم وإيراداتهم نظراً لتكلفتها العالية. إضافة إلى ذلك، ليس بمقدور هذه البرمجيات الخبيثة المعقدة، التي يمكن أن تصل تكلفتها إلى عشرات الآلاف من الدولارات، حماية نفسها من البرامج المضادة للفيروسات الدائمة التطور، وبشكل خاص في مجال اكتشاف البرمجيات الخبيثة الأكثر تعقيداً وتحليلها. لذلك السبب، أصبحت برامج الإعلانات الموجهة adware، وهي برمجيات ليست ضارة أساساً لكنها اقتحامية ومزعجة، أكثر ظهوراً في عمليات الكشف المضادة للفيروسات خلال عام 2015. ويشير ذلك إلى تحول في الأساليب التكتيكية التي يتبعها مجرمو الإنترنت، الذين يعمل العديد منهم حالياً من خلال شركات تبيع برمجيات وأنشطة "وعناصر أساسية" إعلانية تبدو شرعية في ظاهرها. هنالك توجه آخر يتمثل في استغلال مجرمي الإنترنت، وكذلك العاملين المكلفين من الحكومات لمكافحة التهديدات، للشهادات القانونية للمنتجات الرقمية. يستخدم المهاجمون شهادات تمت سرقتها أو شراؤها بقيمة ضئيلة لا تتجاوز بضع عشرات من الدولارات، ليتمكنوا من التحايل على برمجيات الأمن التي تثق بالملفات الموقعة رسمياً أكثر من الملفات العادية. وفي هذا الصدد، قال فيتشيسلاف زاكورجيفسكي، رئيس فريق البرامج المضادة للبرمجيات الخبيثة لدى كاسبرسكي لاب: "فقدت جرائم الإنترنت آخر لمساتها الرومانسية، فقد باتت البرمجيات الخبيثة تصمم اليوم وتباع وتشترى لغايات معينة. وقد استقر سوق البرمجيات الخبيثة الإعلانية ويتجه نحو المزيد من التبسيط، وأعتقد أننا لن نرى بعد اليوم أنشطة "برمجة معقدة" للبرمجيات الخبيثة. كما أننا نرى ذات التوجه لدى القائمين على الهجمات ذات الأهداف المحددة."