اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا قد أذهلت أوروبا وعمقت واحدة من أكبر الأزمات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي وهي موجة الهجرة من الشرق الأوسط الذي مزقته الحروب وغيره ، والتي تجتاح أوروبا من الضفة الأخري للبحر المتوسط. وأوردت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنه في ألمانيا حفزت الهجمات بسرعة المعارضين لسياسة الباب المفتوح التي تتبناها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، إذ يقول المنتقدون لتلك السياسة أن الأمر قد اتضح أكثر من أي وقت مضى أن المهاجرين من الشرق الأوسط يمثلون تهديدا أمنيا خطيرا ، وفي بولندا - البلد الذي يعارض بالفعل موقف السيدة ميركل - شحذ كبار السياسيين قواهم وحذروا من أنهم لن يحترموا أي اتفاق سابق لاستقبال اللاجئين. ولفتت الصحيفة إلى أن ميركل ظلت تتعرض لهجوم شديد لعدة أشهر بسبب فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين ، وقد ساعد هذا الموقف كما يقول العديد من النقاد في إطلاق موجة هجرة إلى ألمانيا ، حيث وصل العدد إلى ما يقرب من 10 الاف مهاجر يوميا . وأضافت الصحيفة أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الهجمات في فرنسا نفذها إرهابيون محليون أم هؤلاء الذين دخلوا فرنسا من الخارج ، ومع ذلك ، فقد تسببت سريعا في تغذية رأي المنتقدين الذين قالوا إن ألمانيا وأوروبا لا يمكنهما إدارة تدفق الهجرة من الشرق الأوسط. وتابعت الصحيفة أنه في إشارة الى مدى احتمال أن تعمق هجمات باريس النقاش حول الهجرة على مستوى الاتحاد الأوروبي ، سارع السياسيون في بولندا بربط الهجمات بسياسات ميركل ، وقال الوزير الجديد الذي سيكلف بالشؤون الأوروبية كونراد زيمانسكي ، إن الحكومة المحافظة الجديدة في البلاد ، التي من المقرر أن تؤدي اليمين الدستورية اليوم الاثنين ، لن تحترم التزام سابقتها التي تعهدت به في وقت سابق من هذا الخريف لقبول حوالي 7 الاف شخص في إطار خطة اعدها الاتحاد الأوروبي لإعادة توزيع المهاجرين في الدول الأعضاء. ومن جانبهم ، انبرى أنصار سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها ميركل سريعا للدفاع عنها ، وقالوا إن الإرهاب في باريس ، يؤكد يأس الفارين من العنف في سوريا وأماكن أخرى. وفي إيطاليا ، اعترف وزير الداخلية انجيلينو ألفانو بوجود مخاوف من أن الإرهابيين يمكن أن يتخفوا بين 140 الف مهاجر تم نقلهم بحرا هذا العام من ليبيا ، وقال إنه لا يمكن أن يستبعد تماما تسلل الإرهابيين وسط المهاجرين ، إلا أن روما ليس لديها أي دليل على مثل هذه المشكلة حتى الآن.