تمكنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، متمثلة في الإدارة المركزية لحماية الأراضي، من إزالة 299 حالة تعدِ على الأراضي الزراعية فى عدة محافظات، وذلك في إطار الحملة الموسعة التى تقوم بها الوزارة لمواجهة التعديات والحفاظ على الرقعة الزراعية. وكشف تقرير، أصدرته اليوم الأربعاء وزارة الزراعة، أن المساحات المتعدي عليها بلغت 24 فدانا و 20 قيراطا و21 سهما، مشيرا الى أن محافظة المنيا احتلت المرتبة الأولى لإزالة التعديات ب 299 حالة، تليها "الفيوم" ب 52 حالة، ثم "الشرقية والدقهلية" ب 43 حالة، وكانت "البحيرة" أقل المحافظات من حيث عدد حالات التعدي التي بلغت حالة واحدة فقط. ومن جانبه أكد الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أنه لا تهاون مع المتعدين على الأراضي الزراعية، مشيرا إلى ضرورة استنفار جهود حماية الأراضي ومديري المديريات على مستوى الجمهورية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والإدارة المحلية لردع كل من تسول له نفسه التعدي على مستقبل الأجيال القادمة، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. ولفت وزير الزراعة إلى أنه "ليس من المعقول ومصر تبني المشروع القومي لزراعة المليون ونصف مليون فدان وان نقوم بإهدار الأراضي الزراعية الخصبة في الوادي والدلتا". وبلغت التعديات على الأراضي الزراعية الخصبة أكثر من مليون و400 ألف حالة، منذ ثورة 25 يناير 2011م، سواء بالبناء أو التجريف أو التشوين. وحذر الخبراء أن مصر أمام كارثة يمكن اختصارها في ظاهرة البناء على الأراضي الزراعية، مؤكدين أن التعدي على الأراضي الزراعية، يهدد بانعدام الأمن الغذائي، خصوصاً في الزراعات الاستراتيجية، من خلال تقليص المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل، مثل القمح الذي نستورد اكثر من ثلثي احتياجاتنا منه، إلى جانب الأرز والقطن وغيرها العديد من المحاصيل المهمة، والتي نضطر لاستيرادها من الخارج لسد عجز الغذاء. وكانت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الزراعية، قد أكدت أن مصر تستورد نحو 65% من غذائها، من بينها نحو 9 ملايين طن قمحاً و6 ملايين طن ذرة على أقل تقدير، ومليون طن ذرة فول الصويا ونصف مليون طن من الكسب ومليون طن زيتاً أو أكثر، ونستورد أيضاً ثلث حاجاتنا من السكر". ولا يتوقف مخاطر التعديات على مجرد الاستيراد من الخارج، بل إن التعدي على الأراضي الزراعية سبب مباشر في ارتفاع أسعار الغالبية العظمى من الخضر والفواكه، بالإضافة إلى اعتماد بعضهم على المحاصيل المهجنة، والتي لا تحتاج إلى أراضٍ واسعه المساحة، ما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض الخبيثة.