هل بالغ الغرب في رد فعله بعد سقوط الطائرة الروسية ؟ أم هل ترانا ملائكة لا يخطئ موظفونا ولا يرتشون ؟ وهل فعلا مصر ستسقط بعد مغادرة الروس والبريطانيون ؟ هذه الأسئلة وغيرها بحاجة إلى أن تجلس مع نفسك وتفكر بعمق ماذا حدث وكيف حدث والأهم كيف نتدارك هذا الخطأ في المستقبل؟ لو أنت مصري بجد أكيد حسيت بالألم وأنت تشاهد السياح الروس والبريطانيون يتدافعون للخروج من بلدك .. وإن لم تشعر بهذا الألم وحسيت بالسعادة أو التشفي فأنت مريض بداء الذاتية والأنانية ولا تستحق العيش على أرض هذه البلد من وجهة نظري على الأقل. ولو انت مصدق إن فيه مؤامرة تحاك ضد بلدك لازم تراجع نفسك شوية وتشوف مين اللي بيساعد المتآمرين – دا لو فيه مؤامرة – ح تلاقيه موظف مهمل فاسد مرتشي . الحزن والألم الذي شعرت به ليس لملايين الدولارت التي ينفقها هؤلاء السياح فكما يؤكد الخبراء فإن البريطانيين يحصل على الغرفة مقابل 18-20 دولار في اليوم لأنهم يأتون في مجموعات كبيرة وهو مبلغ زهيد جداً مقارنة بأسعار المصريين ،لكن الحزن منبعه هو الإحساس بعدم الأمان في بلد قال عنها الله "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وكل هذا بسبب حفنة من الطماعين الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم. هل تعلم أن الحياة في فندق خمس نجوم بشرم الشيخ بالنسبة للبريطاني هي أرخص مما ينفقه في بيته على الطعام والشراب والكهرباء والنظافة الخ بالتالي السائح البريطاني سيعود سيعود إنها مسألة وقت فلن يجد أرخص من أسعارنا في العالم. اذا ما صدق سيناريو القنبلة ، فلنتذكر أن أمريكا تعرضت لما هو أسوأ من هذا ولم نسمع عن دولة سحبت مواطنيها أو علقت رحلات الطيران بل العالم كله أعلن تضامنه مع سيدة العالم . لكن هل هذا ينطبق علينا وعلى غيرنا من الدول الصغيرة بالطبع لأ.. انظر حولك بريطانيا حذرت رعاياها من السفر إلى تونس بعد الهجوم الذي استهدف فندق في القنطاوي في سوسة وأودى بحياة 38 شخصا بينهم 30 بريطانيا ، وأمريكا حذرت رعاياها من مخاطر السفر إلى الجزائر، بسبب "التهديدات المتنامية للأعمال الإرهابية والاختطاف"، بل أن السعودية نفسها حذرت مواطنيها من السفر الى لبنان اكثر من مرة لدواعي أمنية . اذا فاستدعاء المواطنين ليس بدعة ولا حالة خاصة بمصر بل هو اجراء تتبعه الدول لحماية مواطنيها وبالطبع لا يستجيب كل مواطن لهذه التحذيرات. أما ما يتردد من أن طيار بريطاني تفادى صاروخ داعشي قبل شهرين وهو يحلق فوق سيناء فهو ما يذكي فكرة المؤامرة لأن هذا الكلام إن صح فيؤكد عدم صدقة نية بريطانيا في إجلااء رعاياها. نعود إلى سيناريو القنبلة كما قلت إن صح فهو دليل على تراخي في اجراءات الأمن والتأمين في المطارات ، ولا يجب أن ننسى أن هناك بعض المصريين مستعدين لعمل أي شيء لأي شخص مقابل أي مبلغ من المال بل ربما مجاملة وبدون أموال اذا ما شعر بالاستلطاف نحو شخص ما خصوصا الأجانب . اذا ما الحل ؟ أولاً: يجب أن يكون هناك نظام لمتابعة ومراقبة موظفي تأمين المطارات بشكل فعال وأن يكون هذا الأمر في قمة أولويات الأجهزة الأمنية بالدولة. ثانياً : يجب اعادة النظر في الأسلوب الذي يتعامل به السائح منذ دخوله مصر حتى مغادرته لها ولا نتركه فريسه لسماسرة الفنادق وسائقي التاكسي وموظفي الامن واصحاب مقولة "كل سنة وانت طيب يا باشا". ثالثاً : تحسين رواتب الفئات التي تتعامل مع السياح بداية من موظفي الاستقبال ورجال الأمن في المطارات والفنادق وتجريم قبول أي هدايا أو مبالغ نقدية من السياح. رابعا: تنشيط السياحة الداخلية وتشجيع المصري على دخول الفنادق وتخفيض الأسعار ولا يجب إهانة المصري في بلده في الوقت الذي نحتفي فيه بمن هو أقل منه لمجرد أنه يدفع بالدولار.