اعتقلت السلطات الإيرانية اثنين من الصحفيين البارزين المقربين من التيار الإصلاحي، وهما عيسى سحر خيز، وإحسان مازندراني، وذلك مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، المزمع إجراؤها في فبراير المقبل. وكان سحر خيز قد شغل منصب مدير عام المطبوعات في وزارة الثقافة الإيرانية في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، غير أنه سجن لأربع سنوات بسبب مشاركته في الانتفاضة الخضراء، وقد أطلق سراحه قبل عامين. وكان سحر خيز قد انتقد المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال في إحدى مقالاته إن "هجوم خامنئي الصريح والشديد ضد مسؤولين سابقين في النظام الإيراني والإيرانيين الذين يعتقدون بالانفتاح استنادا لمقولة "الإسلام المتسامح" ونعته لهم بحماة الليبرالية الغربية والقيم الأميركية أثبت مرة أخرى أنه لا أمل يلوح في الأفق حول تحسين السياسة الداخلية وليس هناك مشروع لإيجاد وفاق وطني في الظروف الراهنة". أما مازندراني فيشغل حاليا منصب مدير مسؤول صحيفة "فرهيختكان" المقربة من رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني، أكبر هاشمي رفسنجاني. ويقول مراقبون إن الضغوط على الإصلاحيين تتزايد من قبل المتشددين الذين يسيطرون على الأجهزة الأمنية والقضاء بهدف عرقلة مشاركتهم الفعالة في الانتخابات المقبلة. يذكر أن مقرر الأممالمتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران، الدكتور أحمد شهيد، حث الأسبوع الماضي، على فرض عقوبات ضد كبار مسؤولي النظام الإيراني لارتكابهم انتهاكات ضد حقوق الإنسان، من بينها سجن نحو 40 صحفيا خلال العام باتهامات مبهمة. وكانت منظمة مراسلون بلا حدود، ذكرت في بيان سابق لها، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يتخذ أية خطوات للتقدم في مجال حرية الإعلام، وما زالت إيران تعتبر أكبر سجن للصحفيين. وطالبت المنظمة السلطات الإيرانية بالإفراج عن 58 صحافياً ومدوّناً من السجون، ورفع الحظر عن الصحف ووسائل الإعلام التي تم توقيفها. وذكر البيان أن معظم الصحفيين الذين يقبعون في السجون تم اعتقالهم عقب احتجاجات عام 2009 وصنّفت المنظمة إيران في المرتبة 173 من بين 180 بلداً على مستوى العالم في مجال حرية الصحافة، وبذلك تكون إيران من بين الدول الخمس الأكثر قمعاً للصحافيين.