شهدت مباراة السوبر بين أقوى الأندية المصرية (الزمالك والأهلي) التي أقيمت بدولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المشادات والحركات المستفزة بين اللاعبين وبعضهم البعض رغم كونهم أصحاب خارج المباراة. ومن ضمن تلك المواقف وقوف اللاعب "رمضان صبحي" على الكرة مما تسبب في نشوب مشاجرة كبيرة بين اللاعبين داخل الملعب وهو ما تسبب في توقيف المباراة لأكثر من عشر دقائق بعد انسحاب الحكام. تلك الحركة وغيرها من الأفعال الشخصية له في عدة مباريات، جعلت الجمهور يوجه له حملة انتقادات واسعة. لماذا تحدث تلك التصرفات من قبل هذا اللاعب، وهل ذلك علاقة بالانتصار.. أم أن ذلك أمرًا طبيعيًا اعتاد عليه خارج الملعب.. لماذا يتفاعل الجمهور المشاهد مع فريقه لدرجة التعصب.. وماهو سر تشجيع معظم الأهالي أبنائهم على دخول هذا المجال؟ هذه الاسئلة وغيرها وغيرها من النصائح الهامية يجيب عليها المعالج النفسي الدكتورة أسماء عبد العظيم في حوارها مع شبكة الإعلام العربية "محيط" . ما تفسيرك لضرب اللاعبين بعضهم داخل الملعب؟ أي لاعب رياضي يواجه الكثير من الضغوط النفسية متمثلة فى خوفه وتفكيره في مستقبله المهني، فضلا عن الضغوط من جهة مدربه والنادي التابع له وآمال وطموح جمهوره، كل ذلك يمثل ضغوط هائلة، تولد عند اللاعب توترات نفسية ممكن تخرج في أي لحظة انفعال، خاصة إذا لم يتدرب على كيفية إدارة الغضب والتحكم بالذات والحفاظ على اتزانه الانفعالي. فإذا تعرض اللاعب لضغط داخل الملعب أو توتر نجده يخرج عن حالته ولا يستطيع السيطرة على انفعالاته والتحكم بنفسه، حتى يصل الأمر في بعض الأوقات إلى الاعتداء باللفظ على الحكام أو اللاعبين بالفريق الضد، وأحيانا يكون الاعتداء بالضرب أو الركل، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدانه لجزء كبير من طاقته في الانفعال، فضلا عن اختلال اتزانه النفسي وهو ما يؤدي إلى اختلال طاقته البدنية. وكيف يحقق اللاعب الثبات الانفعالي داخل المعلب؟ لابد من إعداد اللاعبين نفسيًا كما يتم إعدادهم بدنيا، فلا يقف عند حد التوجيه للفريق بل إعداد برنامج إرشادي كامل يتضمن العديد من الجلسات النفسية منها «كيفية ادارة الغضب، الحفاظ على روحهم المعنوية، إعلاء قيمة التعاون، العمل كفريق والتمتع بالروح الرياضية فى الفوز والخسارة». بالإضافة إلى إعداد جلسات استرخاء وتأمل لتحقيق الثبات الانفعالي واليقظة العقلية للفريق بمعنى التفكير في اللحظة الراهنة وعدم التفكير في الأحداث الماضية أو الاستجابة للمخاوف والتوترات والعمل على تهيئتهم نفسيًا للعب بحضور عدد كبير من الجمهور أو مع فريق له اسم كبير. ما التفسير العلمي لارتباط المشجعين بفريقهم لدرجة قد يصاب بعضهم بالكآبة وأمراض أخرى في حالة الخسارة؟ إن الألعاب الرياضية لها طابع جماهيري وإعلامي كبير، وهو الأمر الذي جعلها تتمتع بجمهور واسع ومن مختلف الثقافات. و يرجع تحول الاهتمام بالرياضة إلى أداة للتوتر والكآبة إلى أن كثير من متابعي الرياضة يتوحدون مع الفريق، وكأنهم هم من يلعبون، ويتحول خسارة الفريق خسارتهم ومكسب الفريق مكسبهم، كما أنهم يحملون حقدًا للفريق الضد، وذلك يرجع إلى أسباب خاصة بالمشاهد نفسه. ويدعم هذا الشعور رؤيتهم للاعبين منفعلين في الملعب والمشادات بين رؤساء النوادي المختلفة وتراشق الشائعات بين أفراد كل نادي على صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون، الأمر الذي يخرج جمهور الرياضة من الاستمتاع باللعب الجميل إلى حقد وكره على الفريق الضد. ولماذا نرى حرص الكثير من الأهالي على تشجيع أولادهم لممارسة واحتراف كرة القدم؟ اعتقد أن الأسعار التي يتقاضاه اللاعبين لها دور فعال في تشجيع الآباء لأبنائهم لممارسة الرياضة خاصة كرة القدم، ولكن يبقى بداخل الآباء القلق على مستقبل أبناءهم، لأنهم يرون أن اللعب ليس بالشيء المضمون خاصة في حال وصول سن اللاعب للثلاثين أو حدوث له كسور مثلا، وغالبية أولياء الأمور يشددون على أهمية أن يحصل آبنائهم على شهادة جامعية. وقد يكون الوسط الثقافي للأسر هو من يدفع الآباء إلى تعليم أبناءهم الرياضة كنوع من الاهتمام بالصحة البدنية وليس لمقابل مادي. مانصائحك للاعبين داخل الملعب لضبط النفس.. وكيف يسيطر المشجعين على انفعالاتهم؟ أدعو كل لاعب إلى ضبط النفس والتدريب على إدارة الغضب لديه، فأنت سفير لبلدك ولناديك ولجمهورك، وأدعو الجماهير المشاهدين إلى الاستمتاع بمشاهدة «اللعبة الحلوة»، وإن خسارة فريقك لا تعني نهاية الكون، فستنتهي اللعبة ويبقى الجميع إخوة في وطن واحد أو إخوة في أوطان صديقة.