نيويورك: صادق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع الخميس على فرض حزمة جديدة من العقوبات على إيران بهدف حملها على وقف برنامجها النووي المثير للجدل. وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن الوقت قد حان لتشديد الموقف حيال إيران وأضاف: "إنها عصابة من المجرمين وهي تفهم جيدا أن نظامها المفلس أخلاقيا قد أصبح في الجانب الخاطئ من التاريخ الإيراني". وصوت 90 من أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عدده 100 لصالح القرار فيما لم يعترض عليه أحد. ويتوقع أن يصادق مجلس النواب على القرار في وقت لاحق. ويستوجب القرار حيازته مصادقة الرئيس اوباما عليه ليصبح قانوناً نافذاً. ويرمي القرار الذي يأتي بعد العقوبات الدولية والاوروبية ضد طهران الى وقف الواردات النفطية المكَررة الى ايران، والحد من استثماراتها في قطاع الطاقة، اضافة الى تقييد استفادتها من النظام المصرفي العالمي. وفي خطوة استباقية، قالت طهران، الأسبوع الماضي إنها زادت مخزونها من البنزين إلى 2.35 مليار ليتر، في مواجهة الضغوط الأمريكية، مؤكدة أنها ضخت 750 مليون ليتر في احتياطياتها من البنزين في الأشهر العشرة الأولى من السنة الفارسية التي بدأت في مارس/ آذار. في هذه الاثناء، أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس، أن بلاده ستعلن الاسبوع المقبل شروطها لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع مجموعة الدول الست الكبرى. وقال احمدي نجاد في كلمة خلال ملتقى أئمة الجماعات والمسؤولين عن المساجد: إن الغرب يتبنى قرارا ضد ايران ثم يدعوها للتفاوض، وهي ستفاوض الدول التي صوتت للقرار ولكن بشكل يمنعها من ارتكاب خطأ مماثل بعد اليوم. وأضاف الرئيس الايراني، أن الدول التي صوتت على القرار ضد ايران خائفة، ودليل ذلك أنها قامت فور التصويت على العقوبات بالإدلاء بتصريحات تدعو فيها ايران الى التفاوض. ومن جانبه ، اکد وزير الخارجية الايراني منوتشهر متکي الخميس، على ضرورة نزع السلاح النووي في العالم وحمل مالکي الاسلحة النووية المسؤولية عن فشل جهود نزع السلاح. وقال متكي في کلمة له امام مؤتمر "نزع السلاح في اسيا الوسطى وحوض بحر قزوين" الذي تستضيفه ترکمنستان، ان مسؤولية فشل جميع الجهود الرامية لمنع الانتشار والنزع الشامل للسلاح النووي ملقاة على عاتق مالکي هذه الاسلحة. واضاف، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي مسار تعزيز هدف نزع السلاح النووي، تدعم اخلاء منطقة اسيا الوسطى من السلاح النووي. وتابع قائلا، ان ايران على ثقة بان هذا الاجراء سيکون مثمرا وجديرا بالاشادة في مسار حفظ الامن لدول هذه المنطقة. واعتبر وزير الخارجية الايراني في جانب اخر من کلمته، استغلال السلاح النووي کاداة للتهديد بانه النوع الاسوأ من الابتزاز على صعيد السياسة الدولية وقال، ان من مسؤولية المجتمع الدولي من اجل الوصول الى السلام والامن العالمي ان يحول دون تبديل مثل هذه الامکانيات الى مصدر لاقتدار الدول وان تمنع امتلاك الدول لها. واکد متکي ايضا، ان امتلاك السلاح النووي امر غير مشروع باي صيغة وعنوان، واضاف، انه للوصول الى النزع الشامل للسلاح فان من مسؤولية مالکي هذه الاسلحة کمرحلة اولى ان يخلصوا البشرية من وجود هذه الاسلحة. واضاف، ان من مسؤولية مالکي الاسلحة النووية ايضا تفكيك هذه الاسلحة بصورة کاملة وفق جدول زمني محدد، وفي غير هذه الحالة فان جميع الجهود الرامية للوصول الى عالم خال من الاسلحة النووية لن تحقق اي نتيجة. واشار الوزير الايراني في جانب اخر من کلمته الى ان الاحتلال الإسرائيلي بامتلاکه السلاح النووي قد عرض الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط للخطر وقال، "ان الماضي المظلم لهذا الکيان في استخدام اي نوع من السلاح ضد الشعب الفلسطيني المظلوم يجعل افاقا غامضة امام العالم في مجال نزع السلاح النووي".