المواطنون : "المرشحين هيظبطوا نفسهم" .. النخب : " اللي مش أد اللعب مينزلش ملاعب " .. السياسيون : تجار الدين كشفوا نفسهم ومحدش هينتخبهم ساعات قليلة تلك التي تفصلنا عن بدء جولة الإعادة في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، بعد أن شهدت الجولة الأولى منها حالة من ضعف الإقبال والعزوف عن المشاركة، حيث وصلت نسبة المصوتين وفقا لما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات نحو 26% بواقع 7 ملايين و270 ألفًا و594 ناخبين. وفي الوقت الذي تعاد فيه الانتخابات على جميع دوائر النظام الفردي بعد أن فاز أربعة مرشحين فقط في الجولة الأولى تباينت ردود أفعال الشارع السياسي ما بين الاستمرار في العزوف عن المشاركة أو التصويت للمرة الثانية، فيما رأى آخرون أن الفرصة لا تزال أمامهم لاختيار من يريدون وإبعاد المرشحين غير المرغوب بهم. وعلى الجانب السياسي كانت للانتخابات ردود فعل واسعة حيث أثارت استياء أعضاء ومرشحي حزب النور إلا أنه أعلن استمراره خوض المعركة الانتخابية فيما قرر ائتلاف نداء مصر الانسحاب من المرحلة الثانية بعد فوز قائمة "في حب مصر" في الصعيد وغرب الدلتا، وهو ما قال عنه سياسيون مصريون إنه لن يؤثر في نتيجة الانتخابات. الشعب حيشارك ليه محمد مواطن مصري يقطن محافظة الجيزة قال لنا إنه لم يشارك في الجولة الأولى ولكنه حريص على الإدلاء بصوته في جولة الإعادة وذلك لم يكون حبا للمشاركة في الواجب الوطني إنما لمساعدة مرشح بعينه للفوز على غريمه الذي لا يى كونه لا يصلح نائبا عن دائرته. ولكن عبد العزيز صبري من أبناء محافظة القليوبية - كان له رأي آخر، حيث أنه توقع زيادة نسبة المشاركة في هذه المرحلة بسبب اتخاذ بعض المرشحين سواء كانوا مرشحين " أفراد أو قوائم" وأضاف : هياخدوا احتياطاتهم في الدعاية وهيتعلموا من القديم وهيظبطوا نفسهم. البركة تطرح في أصوات الجولة الثانية من جانبها توقعت مارجريت عازر عضو قائمة في حب مصر، زيادة نسبة الاقبال والمشاركة في جولة إعادة المرحلة الأولى والجولة الثانية من الانتخابات، بعد فهم الناس لطريقة الانتخابات وتوفر الوقت الكافي في المرحلة الثانية للتعرف على المرشحين، مضيفة أن نسبة 28% في الجولة الأولي ليست سيئة ولا مرضية ، خاصة بعد ثورة 25 يناير. وتوقعت عازر في تصريحات لشبكة الإعلام العربية "محيط" ألا تتعدى نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية حاجزال 10 أو 15 % وهي النسبة التي كانت قد زادت في عهد الإخوان وتراوحت بين 45 و 50 % ، لافتة إلى أن ارتفاع نسبة التصويت في عهد الإخوان كان عائدا للاحتقان بين التيار الديني والمدني في الشارع وقتها، لكن الظروف تغيرت تماما. وأعتبرت عازر نسبة التصويت بانتخابات 2015 مرضية بسبب تغيير بعض المفاهيم لدي الناخب والشارع المصري، مدللة على ذلك بوجود الكثير من النساء في جولة الإعادة سواء في الفردي والقوائم ، مشيرة إلى زيادة مشاركة النساء التي كان يرفضها المجتمع من قبل. وقالت عازر إن انسحاب بعض القوائم في المرحلة الثانية لن يؤثر على النتيجة لأن الناس أصبحت مدركة تماما ان الانسحاب ليس طريقة للاعتراض ولكنها تخاذل، منوهة أن الاعتراض يكون التعبير عنه بالصندوق إنما الانسحاب يعني الفشل. وعن فشل حزب النور في الجولة الأولي أشارت عازر أن الشارع قال كلمته ورفض المتاجرين بالدين ومن يستغلوه من أجل أغراضه الشخصية لافتة إلى أن الأمور عادت إلى نصابها والشارع "عرفهم حجمهم الطبيعي". نسبة المشاركة أقل في الإعادة ورأى محمد بكر الباحث المتخصص في الشئون البرلمانية أن الطعون المقدمة على نتائج المرحلة الأولى لم تتم قبولها جميعا وما تم قبوله منها هى أربعة فقط فى أربعة دوائر وقد قررت اللجنة العليا للانتخابات إيقاف جولة الإعادة وتحديد ميعاد آخر لهذه الدوائر، مضيفا أن نسبة المشاركة هي الأمر ستتغير تغيرا واضحا عن المرحلة الأولى. وقال "عادة ما تكون نسبة المشاركة في جولة الإعادة أقل منها في الأولى"، مفسرا ذلك بأن الجمهور المشارك في المرة الأولى يخرج للتصويت لنحو أربعين مرشحا بعينهم وحينما يخرج هؤلاء المرشحين من الانتخابات فلن يشارك مؤيديهم بالإضافة إلى حالة العزوف العامة فمن شارك في المرة الأولى لتأدية الواجب ربما لن يشارك في الإعادة. وأشار بكر إلى أن نسبة كبيرة من المشاركين خرجوا للتصويت بوازع الخوف من الغرامة التي سوق لها الإعلام بان من يتخلف عن التصويت سيدفع غرامة خمسمائة جنيه، مضيفا أن شرعية البرلمان لا تتأثر بالتشكيك والانسحابات إلا في حالة إثبات حالات تزوير بعينها ويتم الفصل بها في كل دائرة ولا يتم تعميم التزوير على مستوى الجمهورية، وإذا ثبت وقوعها يتم إعادة الانتخابات في هذه الدائرةفقط ولا ينسحب هذا على بقية الدوائر . حرب تكسير العظام في المرحلة الثانية أما عن المرحلة الثانية من الانتخابات فقال إنها ستكون أشد وأقوى في المنافسة لأكثر من سبب، موضحا "محافظات المرحلة الثانية معروفة بشدة التنافسية فيها بسبب وجود محافظات كالقاهرة ووسط وجنوب الدلتا التي تشهد منافسة ومشاركة عالية وتعداد السكان فيها مرتفع . وأكد ان هدف الانتخابات قياس القدرة التنافسية للمرشحين أو التيارات على حشد أكبر قدر من الأصوات والمؤيدين،وأن المنسحبين لا يرون في أنفسهم القدرة التنافسية للمواصلة والكسب وهذا ما يفسر تباين الموقف بين حزب النور ونداء مصر. وأضاف "حزب النور لديه القدرة التنافسية والكتل التصويتية له في دوائر المرحلة الثانية ويعتمد عليها لكن نداء مصر رأى أن نتائج المرحلة الأولى وكذلك المنافسة بينه وبين قائمة في حب مصر سببت له نوع من الإحباط ، خصوصا بعد فشل حزب النور أكبر المنافسين في الحصول على مقعد واحد خلال الجولة الأولى من الانتخات واختتم كلامه بقوله : الأمر كله يشبه مباراة كرة القدم بين فريقين أحدهما دخل الملعب بلا هدف ولا خطة فقرر الانسحاب لعدم قدرته على مواصلة اللعب .