أكدت دراسة علمية للدكتور طارق جلال أستاذ مساعد بقسم النبات والميكروبولوجى بعلوم حلوان، أن النبات يقوم ببعض التحورات والحيل التى يدافع بها عن نفسه ضد الفرائس من الحيوانات البرية والحشرات والكائنات الأخرى التى تقوم بمهاجمة النبات، ومن هذه الحيل الدفاعية عند تعرض الجذور للنترات تنتج جذوراً جانبية عرضية وعند تعرض النبات للإصابة تقوم الخلايا بإرسال إشارات كهربائية بعيدة عن منطقة الهجوم لحث الخلايا الأخرى على القيام بردود الأفعال على طول الخط الدفاعي. ويوضح الدكتور طارق جلال أن بعض النباتات عندما تهاجمها الحشرات تقوم بإفراز إبر على الأوراق لتقلل من شهية الحشرات المهاجمة وتنتج أشجار الزان مركبات مثبطة ضد الحشرات العسلية التي تتغذى عليها وتدافع أشجار الصنوبر ضد الحشرات الحافرة للممرات داخل لحائها بإفراز الراتنج الصمغي المقاوم لانتشار الحشرات داخل الأنفاق وتنتج بعض النباتات الفينول وقلويدات لمقاومة الغزاة وعندما يتدفق لعاب ديدان الفراشات أكلة العشب تفرز بعض النباتات روائح خاصة تجذب الزنابير المتطفلة على يرقات هذه الديدان المهاجمة فتمنعها من مهاجمتها وبعض النباتات تقوم بافتراس الحشرات وتتغذى عليها. النباتات والحشرات ويضيف د. طارق جلال بأن العلاقة بين النبات والحشرات علاقة أزلية بدأت مند ظهرت الحشرات ومن قبلها كانت النباتات، ولعل الحشرات هى التي بادرت بعقد هذه العلاقة نظرا لحاجتها إلى الغذاء، فوجدت في النباتات طعاماًً مناسباً لها، هكذا ألهمتها القدرة الإلهية. والشيق والمثير في هذا الموضوع هو تشبه الحشرات وتقليدها لأشكال وهيئات بعض النباتات، وهو سلوك تبديه الحشرات بغرض تفويت الفرصة على أعدائها حين تفتش هذه الأعداء عنها لتصطادها. وتبدى بعض النباتات سلوكاً مدهشاً هو سلوك المحاكاة أو التنكر وإذا كان من النباتات أنواع تستطيع أن تحاكي أو تقلد شكل أنثى النحل أو تتشبه بجسد حيوان ميت أو غير ذلك فإن هذا النمط السلوكي وسيلة هامة للإبقاء على حياتها وتعزيز فرص بقائها. ويوضح عالم النبات باريت لم تستقطب المحاكاة في النباتات الانتباه إلا حديثاً وذلك لأن النباتات كانت تدرس في الماضي أساساً فيما يتعلق ببيئتها الطبيعية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لأن المحاكاة في النباتات أقل شيوعاً منها في الحيوانات وأغلب الظن أن السبب يكمن في أن النباتات تعيش مستقرة في مكانها وتميل إلى التجمع وبالتالي تستطيع آكلات العشب أن تتعرف على أفراد هذه النباتات وأن تميز بينها. ومع ذلك فإن عالم الطبيعة الألماني شبرنكل قام بملاحظات قدمت عندئذ فتحاً لحل اللغز مفادها أن النباتات شأنها شأن الحيوانات تقلد أنواعاً أخرى فقد وجد شبرنكل أن بعض النباتات وبخاصة أنواع السحلبي لا تفرز رحيقاً بنفسها لكنها بدلاً من ذلك تحاكي مظهر الأنواع المنتجة للرحيق التي تعيش في الموطن ذاته. ويلخص باريت أركان عملية المحاكاة في ثلاثة أطراف هي النموذج وهو الحيوان أو النبات الذي يعمل كمستند أو ركيزة وهو الذي يحاكي ثم المحاكي وهو الكائن الحي الذي يقلد النموذج وأخيراً المخدوع أو الذي دخلت عليه اللعبة وهو الحيوان الذي لا يستطيع فعلاً أن يميز بين النموذج وبين المحاكي وتتضمن المحاكاة سبلاً شتى منها الأشكال أو التراكيب الشكلية ومنها اللون أو النمط أو السلوك أو أية صفات للمحاكي تؤدي إلى تشبه المحاكي بالنموذج.