إسلام أباد: يسود الاضراب العام مدينة لاهور الباكستانية السبت ، حيث أغلقت متاجر ومراكز أعمال أبوابها بعد تفجيرين انتحاريين أسفرا عن مقتل اكثر من 45 شخصا وسقوط 180 جريحا. وأطلق تحالف ديني باكستاني الدعوة للاضراب أمس الجمعة وسط مطالبة بسقوط حكومة إقليم البنجاب برئاسة شهباز شريف، شقيق زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، بعد أعمال العنف، فيما سخر محتجون من تعهداته المتكررة بالانتصار على "الإرهابيين"، مطالبين بإغلاق المدارس الدينية التي تدرّس عقائد حركة طالبان. وأغلقت كل الاسواق ومراكز الاعمال الكبيرة في لاهور أبوابها تلبية لدعوة للاضراب ، فضلا عن مدينة كراتشي ، فيما أجبر محتجون مسلحين بالهروات بعض اصحاب المتاجر على اغلاق متاجرهم بالقوة . وقالت الشرطة الباكستانية انها اعتقلت عددا من المشتبه في انتمائهم للمسلحين حول لاهور وضبطت 20 سترة ناسفة وملابس خاصة بالشرطة وكميات كبيرة من الذخيرة ليل الجمعة. وقبيل الاضراب شهدت مدن باكستانية تظاهرات واضرابات احتجاجا على التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا بالقرب من مرقد تابع لجماعة صوفية في منطقة هزرت داتا غانج باخش بمدينة لاهور يوم الجمعة . وقالت مصادر من الشرطة " إنها عمدت الى استخدام مدافع مياه لتفريق المتظاهرين في محاولة للسيطرة على الفوضى الأمنية التي أحدثتها التظاهرات وانها اعتقلت اكثر من 15 متظاهرا" . ووقعت في مدينة لاهور أعمال عنف نفذها متظاهرون من مختلف مؤسسات المجتمع المدني حيث من المقرر ان يزور رئيس الوزراء الباكستاني يوسف جيلاني موقع التفجيرين. وتنفذ قوات الأمن الباكستانية عمليات دهم متعددة على مخابئ مسلحين مشتبه في ضلوعهم بتنفيذ هذين التفجيرين فيما نفت حركة طالبان باكستان التي تتخذ من اقليم وزيرستان الباكستاني مقرا لها تنفيذ الاعتداءين. وكان انتحاري فجّر سترته الناسفة في طابق تحت الارض ضمن المجمع الضخم للمزار الواقع وسط لاهور، حيث تواجد حوالى 2500 شخص ليل الخميس، ثم فجر انتحاري ثانٍ نفسه في باحة المجمع لدى محاولة كثيرين الفرار بعدما تملكهم الذعر. ويتجمع آلاف الزوار مساء كل خميس لتكريم الشيخ الصوفي الذي ولد في غزنة وسط أفغانستان، وجاب جنوب آسيا في القرن الحادي عشر لنشر الإسلام ثم توفي في لاهور العام 1077. والاعتداء المزدوج هو الثاني الضخم في لاهور خلال نحو شهر، بعد مقتل اكثر من 80 شخصاً في هجمات متزامنة نفذها انتحاريون مدججون بأسلحة وطاولت مسجدين تابعين لطائفة الاحمدية في 28 مايو/أيار. ونفت طالبان مسؤوليتها آنذاك، على رغم تنفيذها سلسلة هجمات غالبيتها انتحارية في باكستان خلال السنوات الثلاث الماضية، أسفرت عن حوالى 3450 قتيلاً.