كشف الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، عن كواليس لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال إنه اتفق مع الرئيس السيسي على أن الارهاب مصيبة مشتركة للدولتين، وإن مصر وتونس جاهزين لمواجهة الارهاب، ولكن بإمكانيات مختلفة، موضحا أن الوضع في ليبيا صعبا خاصة مع غياب الدولة وكثرة الميلشيات المجهزة بالسلاح، وأن هذا سبب مشكلة لبلده لأن هناك 500 كلم مشتركة مع ليبيا، الأمر الذي أدى لدخول عناصر ارهابية وتسربات عدة مرات. وشدد السبسي في حواره برنامج "هنا العاصمة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، على فضائية "سي بي سي"، على أن هناك ثمة خطر، ويجب صده، ولكن التدخل العسكري في ليبيا غير وارد في السياسة التونسية، موضحا أن هناك قضايا على الساحة مهمة، سواء الأزمة السورية، أو فلسطين، وأنه تحدث مع الرئيس السيسي في هذه الأزمات. وحول اتفاقه مع السيسي على تنسيق معين بخصوص الوضع الليبي، شدد على أنه على اتم الاستعداد للتنسيق في كافة المواضيع التي تطرق في الحديث إليها مع السيسي، موضحا أنه لم يأتي إلى مصر لتفاهم في قضية واحدة، بل كل المواضيع العالقة بالمنطقة. وحول الأزمة السورية، صرح السبسي بأن روسيا موجودة بها من ذي قبل، ولكنها اتخذت مواقف أكثر جرأة الأن بتوجيه الضربات لداعش في سوريا، موضحا أن موضوع الرئيس السوري بشار الأسد مهم، ولكن الأهم هو المخرج من الوضع والأزمة، خاصة وأن هناك ضيفا جديدا في الساحة وهو إيران، وأنه لابد على العرب أن يعوا هذا الشيء وان يتعاملوا معه بموضوعية وجدية والملاحظ. وردا على هل هناك مبادرة مصرية تونسية تجاه سوريا، أجاب الرئيس التونسي :"نحن لا نبادر إلا بعد التوفيق بين الاطراف المتداخلة وخاصة المتداخلين العرب وهذا لم يتحقق بعد لكن لدينا عزيمة لذلك، والغرب يتدخل لأسبب تهمه، وهناك بعض الدول العربية لها وتركيا لهم أجندة خاصة". وشدد على أن الاسد ليس الجوهري لكن الجوهر كيف الخروج من الوضع في سوريا، وأنها هي الأهم، قائلا :"لدينا رغبة أن تتم الامور في اقل التكاليف للشعب السوري لكن هذا شيء لا يتحقق بالتمنيات لابد ان يكون لنا اسهامات في تبلور الوضع الى الان الاسهامات ضعيفة حتى لا نقول مفقودة". وأكد أن بشار الأسد مسؤول مسئولية كبرى في تدهور الوضع في بلاده وتهديد البلاد، وأنه لانتهاء الازمة فيجب أن يفكر الجميع في كيفية أعمار سوريا بشكل جدي لان وضعها متدهور، متسائلا :"هل نضع قضية الاسد قبل النظر في الاوضاع أو نبقيه لفترة أخرى طالما ان بعض القوى توافق على أن موضوع الاسد ليس الان يقع النظر فيه"، قائلا إن الاسد ليس حل أوضاع سوريا. وحول انقسام العرب تجاه الضربة الروسية في الأراضي السورية، رأى السبسي أن موقف مصر من هذا الموقف حكيم، وأن تونس ضد الضربات لأنه الأن يوجد ضربات في داعش ولكن بدون نتائج، سواء من الولاياتالمتحدة، أو في ليبيا، بل أن داعش خرجت من درنة في حدود مصر واصبحت في سرت واستولت على المدينة والمطار، وأنه يجب إعادة النظر في اسلوب المقاومة ضد داعش. واستطرد :"الان من الواضح أن ضربات روسيا ضد داعش في بعضها والاكثرية ضد المقاومة السورية في سوريا وهذا أمر اثار استياء الدول العربية الاخرى". وحول الخلاف بين تونسوالإمارات، قال إنه لا يوجد خلاف، وإن الإمارات بلد صديق وشقيق وعلاقاته الشخصية مع والدهم المغفور له كان رجلا حكيماً، قائلا :"ليس لدينا خلاف، وكان يوجد ثمة بعض الحساسيات الشخصية التي تجاوزناها في تونس". وردا على سؤال "هناك بعض التوترات مثل تقلص التاشيرات الممنوحة للتونسيين وتقلص الاستثمارات الإماراتية في تونس"، أكد أن هذا مبني على شائعات، وأن الإنسان العاقل والذي يملك مفهوم الدولة لا يبني مواقفه على شائعات، موضحا أن أمر التأشيرات هذا غير موجود ولا يوجد مذكرة توقيف، وأنه كان في دبي ولم يحدث شيء. وفيما يتعلق بقبول تونس أن تكون شريكا مع حلف الناتو، رغم أنها خارج الناتو، أكد أن :"هذه عبارة غير دقيقة اذا كنا من خارج الناتو فلسنا من الناتو نحن تم اعتبارنا شريك مميز خارج الناتو بالنسبة للأمريكان، ونحن شركاء لهم ليس من اليوم، بل من وقت الاستقلال ومعروف ان الامريكان لهم صداقة مع تونس منذ عهد بورقيبة، وعندما حدثت الهجمة الاسرائيلية على حمام الشط، لم تستخدم أمريكا حق الفيتو لاول مرة، مما يعني أن هناك صداقة وعلاقة مميزة ونريد استمرارها لأنها من مصلحة تونس". وأوضح أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا ترغب في عمل قواعد عسكرية خارجها، لأن الوضع الأن تغير، كما أن تونس تحافظ على الاستقلال ولن يكون هناك قواعد عسكرية أمريكية على أرضها. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة ترى أن تونس دولة صديقة حقيقية وتؤكد رغبتها في أن تدخل تونس في هذه النوعية من العلاقات وهي مصلحة لتونس من حيث التعاون واشياء أخرى كثيرة وكافة المجالات. وفيما يتعلق برد فعل المعارضة على هذا، شدد على أن أي دولة في العالم تنزعج المعارضة بها، ولكن ما يهمه هو أنه على طريق سوي، وأنه أول رئيس جمهورية منتخب، وأن الشعب هو صاحب السيادة وليست المعارضة. وأشار إلى أن تونس انضمت إلى التحالف الدولي ضد داعش لأن الأخيرة عدوة لدودة لتونس، وأنهم منسجمين في هذه المقاومة، موضحا أن عامل الوقت هو من قرر انضمامهم لتحالف الدولي، موضحا أن المشاركة ليست بالضرورة عسكرية، وأنه من ضوابط تونس أن لا تدخل مواجهات عسكرية خارجية، وأن الأمر سيكون تعاون معلوماتي. وشدد على أن العلاقة مع الجزائر مميزة منذ الثورة الجزائرية، وتعاملوا جنبا إلى جنب، وتعكس تعاون كبيرا في مجال مكافحة الارهاب، وأن الحدود بين البلدين مؤمنة كاملة. وفيما يتعلق بالجدار العازل مع ليبيا، أوضح أن هذا خندق دفاعي، وأنه يدافع شرعيا عن بلده وأمام التسريبات التي تحدث من آن لأخر، قائلا إن كل الاعتداءات على تونس سواء في بادرو أو سوسة من تونسيين قادمين من ليبيا متدربين هناك ومؤيدين من جهات مختلفة في ليبيا. وفي الوضع الداخلي التونسي، تحدث السبسي وقال إن الطوارئ لم تلغى، بل انتهى أجلها المقرر 2 أكتوبر، ولم يتم تمديدها، لان الاوضاع تحسنت وخاصة في مكافحة الارهاب الداخلي فالإرهاب ليس فقط قادم من ليبيا لكن من الداخل، مشددا على أن الشرطة والجيش أدوا بشكل جيد فتحسنت الاوضاع جراء مكافحة هذه الافة وبالتالي لا فائدة من التمديد لكن لو فرضت علينا الظروف سوف يتم تمديدها. وصرح بأن الحريات مكفولة في تونس، ولا يستطيع أحد أن يقول إن الحريات "هضمت" بفعل قانون الارهاب، وانه كرئيس للجمهورية يضمن حرية التعبير والعمل السياسي، موضحا أنه قال للمعارضة "حظكم أني رئيس في هذا التوقيت لأني أضمن الحرية". وأوضح أنه لا يطرح قانون دون حجة، وأنه ورث الوضع في تونس وكان سيئا، سواء أمنيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، مشيرا إلى أنه لا يوجد الان مناخ ملائم داخلياً وخارجيا للاستثمار، وأنه منذ أن قامت الثورة منذ خمس سنوات ولم تتقدم تونس قيد انملة في فرض المشاكل الاساسية سواء الميدان الاجتماعي أو الاقتصادي. وأشار إلى أن حركة النهضة في تونس ليست حليفة له، ولكنهم يتعايشون لأنه ضد الإقصاء، وأنه واجه هذا الأقصاء من قبل عندما كان يعمل لأجل مصلحة بلده، مشددا على أن تونس بلد صغير ولكن له مبادئ واول هذه المبادئ هو استقلالية القرار ولا يخضعوا للتدخلات الاجنبية الصديقة، وفي المقابل لا تتدخل تونس في شؤون الدول الصديقة. وصرح الرئيس التونسي بان قانون المصالحة سيخلق مناخ للاستثمار وبدون ذلك لا استثمار داخلي أو خارجي وهذا موضوع أولي، وأن تونس لا تتطلب معونات، ولكن تقبل لو أحب أصدقاء تونس أن يعطوها. وأضاف ان هناك مواضيع أولية يجب الاهتمام بها مثل خلق المناخ المناسب للاستثمار داخلياً وخارجياً، لأنه لا وجود للاستثمار الخارجي بدون استثمار داخلي.