مؤتمر كيفو: نتسلح بالتواضع ضد مونتيري.. والإيطاليون مهووسون بخطة اللعب    محافظ الأقصر يوجه بصيانة صالة الألعاب المغطاة بإسنا (صور)    بعد تراجعه 95 جنيها.. سعر الذهب يرتفع بحلول التعاملات المسائية اليوم    النيابة تعاين منازل المتضررين بسبب تسريب الصرف الصحى بسوهاج    وزير البترول يستعرض الفرص الاستثمارية في مصر خلال قمة تحول الطاقة باليونان    50 شهيدا في مجزرة بحق مُنتظري المساعدات بخانيونس..وحماس :الولايات المتحدة تدعم "مصائد الموت" بغزة    وزير الخارجية يجري اتصالين هاتفيين بنظيره الإيراني ومبعوث الرئيس الأمريكي    معلمو الحصة فوق 45 عامًا يُطالبون بتقنين أوضاعهم وتقدير جهودهم    ترامب: لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على الأجواء فوق إيران    بعد المطالبة بترحيلها.. طارق الشناوي يدعم هند صبري: محاولة ساذجة لاغتيالها معنويًا    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    من سرقة بنك إلى المونديال.. الحكاية الكاملة لصن داونز وملهمه يوهان كرويف    خاص ل "الفجر الرياضي" | ريال مدريد سيوقع مع هذا اللاعب عقب المونديال (مفاجأة)    الجيش الإسرائيلي: إيران أطلقت 400 صاروخ حتى الآن    التعليم العالى تعلن فتح باب التقدم للمنح المصرية الفرنسية لطلاب الدكتوراه للعام الجامعى 2026    "فوربس" تختار مجموعة طلعت مصطفى كأقوى مطور عقاري في مصر    نائب محافظ الدقهلية يتفقد الخدمات الصحية وأعمال التطوير والنظافة بمدينة جمصة    مصرع شاب في حادث دراجة بخارية بالمنيا    بحضور أسر الصحفيين.. عروض مسرح الطفل بقصر الأنفوشي تحقق إقبالًا كبيرًا    رصاصة غدر بسبب الزيت المستعمل.. حبس المتهم بقتل شريكه في الفيوم    "أكبر من حجمها".. محمد شريف يعلق على أزمة عدم مشاركة بنشرقي أمام إنتر ميامي    قرار مهم من "التعليم" بشأن سداد مصروفات الصفوف الأولى للعام الدراسي 2026    رئيسة «القومي للبحوث»: التصدي لظاهرة العنف الأسري ضرورة وطنية | فيديو    «البحوث الإسلامية»: الحفاظ على البيئة واجب شرعي وإنساني    "المدرسة البرتغالية".. نجم الزمالك السابق يطلق تصريحات قوية بشأن الصفقات الجديدة    "الحرية المصري": نخوض الانتخابات البرلمانية بكوادر على غالبية المقاعد الفردية    محافظ أسيوط يستقبل السفير الهندي لبحث سبل التعاون - صور    درة تحتفل بتكريمها من كلية إعلام الشروق    الخميس.. جمعية محبي الشيخ إمام للفنون والآداب تحتفل بالذكرى ال30 لرحيله    معهد ستوكهولم: سباق تسليح مخيف بين الدول التسع النووية    بدء الجلسة العامة للبرلمان لمناقشة الموازنة العامة    محافظ المنيا يُكرم مديرة مستشفى الرمد ويُوجه بصرف حافز إثابة للعاملين    نجاح طبي جديد: استئصال ورم ضخم أنقذ حياة فتاة بمستشفى الفيوم العام    عرض غنوة الليل والسكين والمدسوس في ختام الموسم المسرحي لقصور الثقافة بجنوب الصعيد    مهرجان الإسكندرية الدولي للفيلم القصير يواصل تألقه بعرض خاص في القاهرة    التعليم العالي: جهود مستمرة لمواجهة التصحر والجفاف بمناسبة اليوم العالمي    تأجيل محاكمة متهمين بإجبار مواطن على توقيع إيصالات أمانة بعابدين    شملت افتتاح نافورة ميدان بيرتي.. جولة ميدانية لمحافظ القاهرة لمتابعة أعمال تطوير حى السلام أول    محافظ أسوان يشيد بجهود صندوق مكافحة الإدمان فى الأنشطة الوقائية    التعليم الفلسطينية: استشهاد أكثر من 16 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان    زيلينسكي: روسيا هاجمتنا بالطائرات المسيرة بكثافة خلال ساعات الليل    المرور تحرر 47 ألف مخالفة متنوعة خلال 24 ساعة    هشام ماجد يسترجع ذكريات المقالب.. وعلاقته ب أحمد فهمي ومعتز التوني    وزير الرياضة يرد على الانتقادات: دعم الأهلي والزمالك واجب وطني.. ولا تفرقة بين الأندية    محافظ المنيا: استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 509آلاف طن منذ بدء موسم 2025    البحوث الفلكية: الخميس 26 يونيو غرة شهر المحرم وبداية العام الهجرى الجديد    دار الإفتاء: الصلاة بالقراءات الشاذة تبطلها لمخالفتها الرسم العثماني    "ليست حربنا".. تحركات بالكونجرس لمنع تدخل أمريكا فى حرب إسرائيل وإيران    CNN: ترامب يواجه ضغوطا متعارضة من إسرائيل وحركته الشعبوية    «الرعاية الصحية» تُعلن توحيد 491 بروتوكولًا علاجيًا وتنفيذ 2200 زيارة ميدانية و70 برنامج تدريب    مستشفيات الدقهلية تتوسع في الخدمات وتستقبل 328 ألف مواطن خلال شهر    أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    ضبط 18 متهمًا بحوزتهم أسلحة و22 كيلو مواد مخدرة في حملة أمنية بالقاهرة    بدء التشغيل التجريبي لمستشفى طب الأسنان بجامعة قناة السويس    «أمطار في عز الحر».. الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الثلاثاء: «احذروا الشبورة»    بعد تلقيه عرضًا من الدوري الأمريكي.. وسام أبوعلى يتخذ قرارًا مفاجئًا بشأن رحيله عن الأهلي    «لازم تتحرك وتغير نبرة صوتك».. سيد عبدالحفيظ ينتقد ريبيرو بتصريحات قوية    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة السيسي بالأمم المتحدة
نشر في محيط يوم 29 - 09 - 2015

وانتقل الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال الكلمة التي ألقاها اليوم أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك - إلى الأزمة السورية ، فدعا مجددا القوى الوطنية السورية إلى سرعة المساهمة في كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري.
وأشار الي أن مصر ، إنطلاقا من حرصها علي وحدة سوريا الشقيقة ، كانت قد دعت القوى الوطنية السورية للاجتماع في القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف ، بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية ذات السيادة على كامل ترابها ، وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها ، ويحترم تنوع مكوناتها ويصون انتماءها القومى، وفقا لما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط .
وتناول الرئيس السيسي في كلمته العديد من القضايا العربية والأفريقية والدولية، ومن بينها الأزمة في اليمن والعراق وقضية فلسطين التي أكد أن تسوية هذه القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة ، وإحدى أخطر الذرائع التى يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب.
وشدد علي ضرورة وسرعة تسوية القضية الفلسطينية دون إبطاء حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا ، ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها ، وأشار الي أن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف دليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علي الجميع مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
وعلي جانب آخر ، أكد الرئيس السيسي أن مصر تتطلع الي مزيد من المشاركة فى إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى ، من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين ، وقال " إن ثقتكم فى دور مصر ستكون بإذن الله فى موضعها ، لأن مصر تقدر المسئولية التى تتحملها فى هذا المنعطف المصيرى ، تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية ، بل وشعوب العالم ككل ، ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التى توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي :
"أود في البداية أن أعرب عن تهنئتي لكم ولبلدكم الصديق .. على توليكم رئاسة هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة .. وأن أعبر عن خالص التقدير لسلفكم .. وزير خارجية أوغندا الشقيقة .. لجهده المتميز خلال رئاسته للدورة السابقة .. كما أشيد بالدور البناء الذي يقوم به السكرتير العام للأمم المتحدة .. وسعيه الدءوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها .. والذي ظل دستورا للعلاقات الدولية ومرجعا لها طوال سبعين عامًا".
وأضاف "لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة .. ذلك الإنجاز الذي ينطوى على أبعاد تمس مجالات اقتصادية .. كالنقل والتجارة والخدمات .. وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص .. والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات .. لكنني لا أعتزم اليوم الخوض فى تفاصيل كل تلك الأبعاد .. التى أثق أنكم تدركونها .. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر .. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب .. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.
ولعلكم تتفقون معى على أن الأمل .. تلك القيمة المهمة .. هو القوة التى طالما حثت الأفراد والشعوب على السير قدما .. وعلى التطلع إلى غد أفضل .. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص .. فإنهما يصبحان معا الضوء الذى يبدد ظلمة اليأس .. تلك الظلمة التى تخيم اليوم على منطقة الشرق الأوسط .. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعى الذى تقدمه مصر إلى محيطها الواسع .
فى أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط .. وهما اليد التى تمدها إلى منطقتها .. كى تساهم فى التغلب على تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.
ومن منطلق إيماننا في مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا .. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلى نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب .. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة فى صياغته .. فإننى أعلن عزم مصر أن تطرح .. بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها .. مبادرة حول : " الأمل والعمل من أجل غاية جديدة"، أو "هاند hand" وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية .. وهى بالفعل اليد التى تمدها مصر .. كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها .. ولكن من خلال العمل الإيجابى الذى لا يكتفى بالمقاومة فقط .. على نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتى الآن .. والتى تركز على الدفاع عن الحاضر .. إن علينا ، بالتوازى مع تلك الجهود القيمة ، أن نسعى إلى اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة ، وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل الذى ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
السيدات والسادة :
لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالى نحن البشر بالعقل الذى كان وسيلتنا إلى التعرف عليه .. كما أن قدرتنا على الاختيار باستخدام هذا العقل هى أبلغ دليل على أن اختلافنا هو مشيئة إلهية تأبى على البشر أن يكونوا بلا إرادة.
إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها ، من شأنها أن تهدم كل دعاوى المتطرفين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم ، لا سيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق فى تفسير الإسلام ، ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين ، الذى لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته ، لأن إنكارهم لحق الآخرين فى الاختلاف هو إنكار لمشيئة الخالق ، فهم فى واقع الأمر يسعون لتحقيق أعراض دنيوية وأغراض خفية ، ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أى مجال يتيح لهم فهم الدين الصحيح.
لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة التى تدعى أنها تحتكر التحدث باسمهم ، بل وتسعى من خلال تطرفها وعنفها إلى إقصاء وإسكات من يعارضها ، وهو ما ينبغى أن يدركه العالم ، لكننى أشعر بأسى وحزن كل مسلم حول العالم عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم ، وهو الأمر الذى تعتبره قوى التطرف نجاحا غير مسبوق لها ، حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم والعمل على توسيعها ، واسمحوا لى إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغى أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض ، حتى يقتنع العالم أننا جميعا ، مسلمين وغير مسلمين ، إنما نحارب نفس العدو ، ونواجه ذات الخطر ، كم من أبناء الدول التى تعانى ويلات الإرهاب ينبغى أن تراق دماؤهم ، حتى يبصر المجتمع الدولى حقيقة ذلك الوباء الذى تقف مصر فى طليعة الدول الإسلامية ، وفى خط الدفاع الأول فى مواجهته ، وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا لدحره فى كل مكان؟.
السيدات والسادة،
لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير ، عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافى مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية ، فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا إلا نتيجة للتهاون فى التصدى لتمادى المتطرفين فى تحدى إرادة الشعب الليبى ورغبتهم فى الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما ، إن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية ، وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح فى التوصل إلى اتفاق "الصخيرات" الذى ينبغى أن يكون علامة فارقة ، كى نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولى ووقوفه خلف إرادة الأطراف التى وقعت على الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية ، وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها على دحره ، قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا ، وتمتد إلى عمق أفريقيا ، وفى هذا السياق، فإننى أؤكد على ضرورة الاستمرار فى تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة ، بالتوازى مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.
كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السورى المشروعة للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم فى إقصاء غيرهم ، بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا فى المغانم ، حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعانى خطر التقسيم ، فى ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
وإزاء ذلك الوضع المتدهور ، دعت مصر القوى الوطنية السورية للاجتماع فى القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف ، بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية ذات السيادة على كامل ترابها ، وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها ويحترم تنوع مكوناتها ويصون انتماءها القومى.
إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة ، فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسى من الأزمة ، يحقق تطلعات الشعب السورى.
السيدات والسادة،
إن دعم مصر السياسى والعسكرى لليمن الشقيق ومشاركتها فى الخطوات التى اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية ، قد جاء استجابة لطلب اليمن وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومى العربى أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته ، وفى إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه ، وتحث مصر الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية ، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التى تشهدها الساحة العراقية ، ونأمل فى أن تساعد الإصلاحات التى اتخذتها الحكومة على إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقى الشقيق ، والمضى قدما على طريق المصالحة الوطنية.
وأوضح "إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة ، تؤكد ما سبق أن نادت به مصر بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات والتصدى لظاهرة الإرهاب التى تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة ، وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل وربط الهجرة بالتنمية".
واستكمل "إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التى تقدمها الدولة ، رغم ما ينطوى عليه ذلك من أعباء اقتصادية على كاهل الدولة ، وتأمل مصر فى إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء على المدى القصير ، لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التى يواجهونها ، أو على المدى الطويل من خلال التغلب على الأسباب الرئيسية التى أدت إلى هذا الصراع".
وتابع "لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها ، كما أجد من منطلق المسئولية التاريخية كرئيس لمصر ، التى تقف فى قلب تلك المواجهة ، أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلى مناطق وأزمات أخرى ، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة".
وأضاف "أن تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، سوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة ، وإحدى أخطر الذرائع التى يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب ، ولعلكم تتفقون معى على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا ، ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها ، وأن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها".
وشار إلى "إننا فى مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخرى ، بجانب دحر التطرف والإرهاب لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة ، ويعد انتفاض الشعب المصرى ومطالبته بالتغيير تعبيرا عن الوعى بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها ، وصولا إلى تلك الأهداف ، وإذ نعى أن ما حققناه ليس إلا خطوات على مسيرة ممتدة ، فإننا عازمون على استكمالها رغم ما نواجهه من عقبات ،
وتابع "سوف يشهد العام الحالى إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل ، ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم فى الرقابة والتشريع فى المرحلة القادمة التى ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين فى الحرية ، والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية".
وفى هذا السياق ، لابد لى أن أشير إلى إطلاق الحكومة المصرية "استراتيجية التنمية المستدامة : رؤية مصر عام 2030" فى مارس من العام الحالى ، بالتزامن مع الحراك الدولى للتوصل إلى أجندة طموحة للتنمية الدولية ، لما بعد عام 2015 ، والتى نأمل فى اعتمادها على نحو يأخذ فى الاعتبار المسئولية المشتركة فى مواجهة التحديات والتفاوت فى القدرات والموارد والتباين فى الإمكانيات والتنوع الثقافى ، فالتنمية حق من الحقوق الأساسية وإتاحته وتيسيره ، خاصة للدول النامية وأفريقيا ، هو مسئولية جماعية لاسيما على الدول المتقدمة.
السيدات والسادة،
إن الرؤية التى تطرحها مصر هى امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنسانى ذاته ، أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر على أرضهم ، فكان إسهامهم الذى ما يزال حاضرا فى شتى مجالات الحياة ، واليوم، تتطلع مصر لمزيد من المشاركة فى إرساء السلام والاستقرار على المستوى الدولى ، من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.
إن ثقتكم فى دور مصر ستكون بإذن الله فى موضعها ، لأن مصر تقدر المسئولية التى تتحملها فى هذا المنعطف المصيرى ، تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية ، بل وشعوب العالم ككل ، ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التى توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
ل
قد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولى لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها ، كما ظلت مصر على مدى حقب طويلة مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب ، ورغم ما مرت به مصر فى مراحل أخرى من صعاب ، وما عانته من كبوات ، يتوق شعبها اليوم الي أن يكتب التاريخ من جديد ، وإننى لعلى يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين ، سيكون بمقدورهم تحقيق أسمى تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم ، ومن أجل منطقتهم ، بل ولخير العالم أجمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.