للفكاهة في مصر تاريخها العريق بقدر ماهي حافلة بالظواهر المتغيرة بتغير السياقات الثقافية والتاريخية والمجتمعية فلايمكن القول ان ساخرا مثل "فؤاد الصاعقة" الذي استرعى انتباه الكاتب الكبير عباس محمود العقاد "كظاهرة في صحافة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين" يتشابه كثيرا مع ابراهيم المازني او محمود السعدني ناهيك عن الموهوب الراحل علي سالم صاحب "مدرسة المشاغبين" والذي سيبقى علامة بارزة في تاريخ الكوميديا المصرية بحكم منجزه الشاهق. فتاريخ الفكاهة والسخرية والكوميديا المصرية سيتوقف طويلا عند اسم المشاغب الدمياطي علي سالم الذي كان في الواقع مثقفا كبيرا وعاشقا لتراب مصر وشعبها بقدر ماكان احد تجليات العبقرية المصرية الساخرة دوما من التحديات مهما بلغت قسوتها ، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأو سط". وعلي سالم الذي قضي يوم الثلاثاء الماضي عن عمر يناهز ال79 عاما علامة واضحة في ابداعات الكوميديا المسرحية المصرية فيما كان قد عرف في بداية مسيرته الابداعية الطريق كممثل في عروض مسرحية بفرق صغيرة سواء في دمياط او القاهرة. غير ان النظرة الفاحصة لطروحات علي سالم ومقالاته الصحفية قبيل وفاته تكشف بوضوح انه بدا قلقا للغاية على الوضعية الراهنة للكوميديا المصرية سواء على مستوى المسرح او المسلسلات التلفزيونية فيما انتقد بشدة الظاهرة التي وصفها "بالتخلي عن الحرفة" اي عن الكوميديا وذلك على مستوى التأليف والاخراج والتمثيل. فالبهجة التي اعتبرها علي سالم سمة مميزة من سمات الدراما المصرية تراجعت كثيرا فيما رأى ان "لدينا اكثر من حاجتنا من اصحاب الدم الثقيل بينما الضحك عملة نادرة هذه الأيام" مضيفا بطرافة وهو يتناول المسلسلات في شهر رمضان الأخير :"بمجرد انتهاء الناس من تناول طعام الافطار وحتى قبل تناول القطايف والكنافة ومشروب قمر الدين اي في تلك اللحظات التي يشعر فيها الانسان انه في اضعف احواله اطلق اصحاب المسلسلات مسلسلاتهم بلا رحمة على المشاهدين المساكين". واردف علي سالم قائلا في طرح بجريدة الشرق الأوسط اللندنية : " وكنت انا واحدا من هؤلاء المساكين غير ان تاريخي الطويل في تلقي الضربات جعلني اكثر قدرة على تحمل هذه المسلسلات وان كانت دفعتني للتساؤل في تعاسة:ياالهي ماهذا الذي اشاهده؟..هل هي دراما بالفعل بأي مقياس من المقاييس"؟!. ولئن ثار جدل حول مواقفه السياسية بين مؤيد ومعارض فثمة نوع من الاتفاق العام على ان صاحب "اغنية على الممر" و"العفاريت الزرق" و"حدث في عزبة الورد" و"الناس اللي في السماء الثامنة" اثرى ثقافة الفكاهة والنص الكوميدي المصري والحياة الأدبية العربية على وجه العموم . فعلي سالم الذي ابدع مسرحيات ""كوميديا اوديب" و "طبيخ الملائكة" و"انت اللي قتلت الوحش" و"عفاريت مصر الجديدة" ترك نحو 50 كتابا مابين مسرحيات وكتابات ادبية ونقدية كما حظت كتاباته الصحفية بجاذبية لدى القراء سواء من النخب او على مستوى القاريء العادي. وهكذا يقول الكاتب اللبناني الكبير سمير عطا الله في جريدة الشرق الأوسط التي تصدر بالعربية من لندن :"كنت من قراء علي سالم المدمنين .اختلفت معه طويلا كما اختلفت مع انيس منصور من قبل ولم يصدف انني التقيته.لكنني كنت اقرأه وكأنني اقرأ مشروع مسرحية اخرى". ويضيف سمير عطاالله في سياق تناوله للراحل المصري الكبير :"كل شيء كان عنده سيناريو وحوارا وهزلا وذكاء لماحا وابن بلد.تبدأ المقالة مثل المسرحية بعرض الأدوار وتنتهي بقفلة البطل. والبطل هو الكاتب وهو جميع اشخاصه". فكل شيء عند علي سالم "كان مسرحا ومسرحية خصوصا الحياة.وعندما اصيب بالمرض لم يكتئب ولم يشرك الناس في معاناته ولم يمنن قراءه بأنه يكتب من سرير المرض بل ظل يضحكهم ويسامرهم ويشسخر عنهم من الظواهر المريضة بعقولها وافئدتها" على حد قول سمير عطاالله. ووصف الكاتب الصحفي صلاح منتصر الراحل علي سالم "بالمبدع الشريف المناضل" معتبرا ان الرجل الذي ابدع "بكالوريوس في حكم الشعوب" و"الملوك يدخلون القرية" انما كره الحرب واحب السلام واذهلته مبادرة السلام للرئيس الراحل انور السادات فتعامل معها بتفكير المؤلف الدرامي الذي كتب عشرات الأعمال المسرحية وظل مؤمنا بها ومدافعا عنها "رغم حصار الحراب التي وجهت اليه حتى وصلت الى قطع معاشه من اتحاد الكتاب". وشأنها شأن غيرها من الظواهر السياسية المثيرة للجدل في الحياة الثقافية-فان "ظاهرة "علي سالم" اثارت انقسامات بين مؤيد ومعارض او بين محبذ ومندد فيما تقتضي دواعي الانصاف والموضوعية القول ان الرجل الذي انتقل للرفيق الأعلى انطلق في مواقفه السياسية من تصور وطني يعلي مصالح مصر قبل اي اعتبار اخر وان هذا التصور- وان اختلف الكثيرون معه- حظى بتفهم وتعاطف من كتاب كبار ومبدعين لايمكن التشكيك في وطنيتهم مثل النوبلي الراحل نجيب محفوظ الذي كان قد ابدى نوعا من الرفض لمحاولة الحجر على افكار علي سالم ورؤاه السياسية. وفي المقابل فان هناك تيارا عريضا في الحياة الثقافية والجماعة الصحفية المصرية رأى ان ممارسات وكتابات علي سالم تصب في خانة التطبيع مع اسرائيل وتخرق قرارات اتخذتها كيانات مثل نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب تحظر اي صورة من صور التطبيع ومن بينها بالطبع زيارة اسرائيل . واعاد صلاح منتصر للأذهان التكوين العصامي لصاحب "العيال الطيبين" و"البترول طلع في بيتنا" مؤكدا ان علي سالم لم يخجل من سرد كفاحه منذ بدايته "كمساريا ثم موظفا في شركة اوتوبيس محلية" فيما تمكن من الاطلاع على ابداعات كبار الأدباء العالميين والتحليق معها حتى اصبحت مكونا رئيسيا لابداعاته "التي لولا الحصار الذي فرض عليه لنال مكانة كبيرة اثق انه سينالها بعد رحيله". اما سمير عطاالله فيقول :"السيناريست كان غنيا بفقر الأيام الأولى التي عرف خلالها مصر البلد.كمساري اوتوبيس في دمياط يلتقي كل يوم مئات الطباع والنفوس والحالات فتتجمع في ذاكرته الى ان يصبح من ارباب المسرح الكوميدي في مصر ومن اقلام صحافتها البراقة خصوصا عندما يبتعد عن جدل السياسة ويبحر في اعماق مصر الشقية والضاحكة واللامبالية بالصعوبة والبؤس". ومثل اي مصري ابن بلد-كما يلاحظ الكاتب سمير عطالله-حول علي سالم مراراته الى سخرية وخلط حكمة الأمثال الصعيدية بالحديث عن حكمة افلاطون وغاص في السخرية حتى لم يعد لديه مكان للتملق اوالمسايرة. وكان الساخر العظيم علي سالم قد كتب في منتصف شهر يونيو الماضي:"في شهر يناير القادم اذا اسعدني الحظ بالوصول اليه سأبلغ الثمانين من عمري" فيما قال انه ولد في "شبرا البلد" التابعة لمحافظة القليوبية وانتقل وهو في سن الرابعة مع اسرته الى دمياط حيث كان والده يعمل شرطيا وكان قارئا ممتازا ورساما وكاتب قصة قصيرة. وفي هذا الطرح تحدث علي سالم عن عمله "كمساريا على خط دمياط-عزبة البرج" وربما كما يقول بطرافة كان اصغر كمساريا في التاريخ فيما تقاضى نحو ثمانية جنيهات شهريا فضلا عن مكافآة الايراد وهو مبلغ كبير للغاية بمقاييس ذاك الزمن حتى ان هذا المبلغ يساوي الآن الحد الأعلى لدخول كبار المسؤولين وهو 40 الف جنيه شهريا!. واذ اثارت مسرحية "مدرسة المشاغبين" جدلا كبيرا لم تتوقف اصداؤه حتى الآن بعد ان اتهمها البعض بأنها "ثغرة في حائط القيم والأخلاق" كشف الأستاذ صلاح منتصر النقاب عن ان الكاتب علي سالم ارسل له اصل مسرحية "مدرسة المشاغبين" كما كتبها ليثبت انها خالية من الكثير الذي اضافته مجموعة الممثلين البارعين الذين تصادف وجودهم معا وتباروا في الخروج على النص واصبح كل منهم نجما كبيرا. واضاف منتصر في زاويته بجريدة الأهرام ان علي سالم كتب عشرات المسرحيات التي حققت نجاحا كبيرا وله مسرحيات اخرى فرض عليها الحصار ولم تر النور" داعيا "للافراج" عن هذه الأعمال لترى النور ومؤكدا على ان "الأفكار قد تحاصر وقتا ولكن لايمكن قتلها". ولم يجنح الاستاذ صلاح منتصر للمبالغة عندما وصف المقالات القصيرة للراحل الكبير علي سالم في جريدة الشرق الأوسط اللندنية بأنها "بالغة الروعة في الخلط بين السياسة والأدب والدراما وتمنح علي سالم لقب الأستاذ في الكتابة القصيرة التي لاتقل عن الدور الذي قام به يوسف ادريس في القصة القصيرة. و"ظاهرة علي سالم " تنتمي بامتياز لثقافة الليبرالية المصرية فيما استمر في الكتابة حتى اللحظة الأخيرة في خضم العصر الرقمي باحثا عن الكائن الانساني كما يصنعه هذا العصر ولايمكن وصفه "بالكائن السعيد" لكنه يبحث دوما عن ابتسامة وفي وضع القابلية لأن يضحك من اي شيء "ولو من نفسه وعلى نفسه فهو يعلم بينه وبين نفسه" انه "جزء من عالم يتكاذب وان كل المرايا التي تحيط به في هذا العصر الرقمي لاتعكس الواقع بدقة "فهي "المرايا الكاذبة"!. لكن تاريخ السخرية دوما يثير الجدل والأمر ابعد بكثير من ظاهرة علي سالم والا لما تصدى كاتب ومفكر في حجم وقامة عباس محمود العقاد لتناول ظاهرة "فؤاد الصاعقة"!..ماذا قال العقاد عن هذا الصحفي الساخر؟. يقول عملاق الثقافة المصرية والعربية عباس محمود العقاد:"اذا كان سبب من اسباب السمعة مانعا للكتابة عن احد فهذا الكاتب الصحفي اولى الناس بالسكوت عنه ولكنه احق الصحفيين بالكتابة عنه اذا كان تاريخ الأدوار الكتابية في حياة الصحافة عندنا موجبا للكتابة عن صاحب الدور". وفي سياق طرح تناول فيه هذا الشخص المثير للجدل اضاف العقاد:"كان احمد فؤاد صاحب صحيفة الصاعقة الأسبوعية اشهر الصحفيين من ابناء جيله في تمثيل ذلك الدور الذي عرفناه في صحافتنا بعد ظهور الصحف السيارة عندنا وانتشارها في اواسط القرن التاسع عشر واذا وجب ان نختصر اسماء الصحف التي يصح ان نطلق عليها صحافة الهجاء الاجتماعي في اسم واحد فاسم فؤاد الصاعقة هو ذلك الاسم الذي لايزاحمه شريك مثله في هذه الصناعة". كان الناس يعرفون اسم "فؤاد الصاعقة" ولايعرفون اسم "احمد فؤاد" اذا انفرد بغير هذه القرينة وقد يكتفون باسم "الصاعقة" ولايزيدون فيعرف قراء الصحافة من يريدون وكان فؤاد الصاعقة كما يوضح العقاد ممثلا في المجتمع المصري لدور واحد على صورتين: صورة تظهر في محيط الأدب الشعبي وهي صورة "الأدباتي" المتجول بين بلاد الريف والحضر و"صورة مفصحة" من هذا الأدباتي وهي صورة "الأديب الأريب" المحتال لعيشه في لغة المقامات. واذا كان القوم في الغرب الآن يتناولون البعد الاقتصادي للسخرية في العصر الرقمي فهاهو العقاد قالها منذ زمن بعيد:"اذا اردنا ان نترجم هذه الصناعة بالأسلوب الاقتصادي لتفسير الأدب والتاريخ فالصحفيون من طائفة احمد فؤاد هم محصلو ضريبة الوجاهة والهيبة في المجتمع الجديد"!. ويوضح العقاد الأمر بقوله " اذا كان لنا ان نتخيل في هذا المجتمع سلطان من السلاطين الأقدمين فان هؤلاء الأدباتية يخدمونه بالرقابة على اصحاب الجاه والهيبة فيحيلهم بتحصيل الضريبة لحسابه من جميع هؤلاء هربا من تكلف المغارم والوفاء بحق الجزاء الصريح" لافتا الى ان "هذه الوظيفة لم تكن مخجلة لأصحابها ولاكان اصحابها يكتمونها ويدورن حولها". وكان "فؤاد الصاعقة"-كما يضيف العقاد-ابرع هؤلاء الجباه في استغلال وجاهة الوجيه وهيبة المهيب شفويا وتحريريا بغير عناء وهو عالم بحدود العرف والقانون مع كل طبقة من تلك الطبقات وكانت صحيفة الصاعقة اسبوعية كما تقول رخصتها او يقول عنوانها . لكنها في الواقع لم تكن اسبوعية ولايومية ولاشهرية ولاسنوية وانما تصدر" كلما وجدت الضحية التي تؤدي ضريبة الجاه والهيبة سواء من هذه الضريبة ثمن الثناء او ثمن الهجاء او ثمن النجاة من التهديد والوعيد". وكان "فؤاد الصاعقة" كلما لقى العقاد يقول له :"انا اعلم انك لاتخافني كما يخافني فلان وفلان..وكل ماارجوه منك الا تجهر بذلك امام هؤلاء ودعنا نأكل عيشنا معهم يرزقنا الله واياك"!. كان "فؤاد الصاعقة" ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي وبعيدا عن هذه الظاهرة وزمنها وسياقها التاريخي تحول علي سالم الى ظاهرة مثيرة للجدل وحتى للخصومات السياسية الضارية حياته التي امتدت للعصر الرقمي. و "ظاهرة علي سالم" التي بلغت ذروة عالية مع مسرحيته الأشهر "مدرسة المشاغبين" كانت تدشن مع مسرحياته السياسية جانبا هاما ثقافة الفرجة التلفزيونية في مصر وهي بحاجة لنقاد يحددون على وجه الدقة موقعها وموضعها واسهاماتها في تلك الثقافة . والأمر مختلف مما عرف في سياقات ثقافية-تاريخية اوروبية بظاهرة "الكباريه السياسي" وهي بالحقيقة الموضوعية سياقات مغايرة ومختلفة عن السياق المصري الراهن. ففي خضم الأحتقانات الاجتماعية- السياسية-الاقتصادية التي ضربت المانيا في بداية ثلاثينيات القرن العشرين ازدهر ماعرف "بكباريه القنافذ" وبات احد اهم "الكباريهات السياسية" التي عرفتها اوروبا. وبلغت "الكباريهات السياسية" ذروة عالية في عهد الامبراطور الألماني فيلهلم الثاني عندما خفت الرقابة وفي تلك الأيام لم يكن على المغني الشعبي او الممثل الكوميدي الا ان يضع "مونوكولا" على عينه ويتحرك على المسرح بخطوات عسكرية حتى يجعل المتفرجين يضجون بالضحك حتى قبل ان ينطق بكلمة واحدة!. وعندما هزمت المانيا في الحرب العالمية الأولى زادت السخرية وتصاعدت ظاهرة "الكباريهات السياسية" حتى اصبحت "كباريهات برلين السياسية" ذات شهرة عالمية وكان الزوار الأجانب يحرصون على مشاهدة عروضها الساخرة فيما بدأ نجم الكاتب والشاعر والمخرج المسرحي الألماني برتولت بريخت يسطع في هاتيك الأيام . كتب بريخت عددا كبيرا من "النكت المزدوجة" او التي تفهم على وجهين احدهما بسيط والآخر خفي ودقيق كما اشتهر في هذا المجال الفنان الألماني فيرنر فينك الذي كان برنامجه لايزيد عن مونولوجات يلقيها بأسلوب بارد ومهذب في الظاهر ولكنه في الباطن اشبه "بالسهم الخارق الحارق"!. فالكباريهات السياسية كظاهرة ثقافية وليدة الحاجة للضحك والرغبة في السخرية من السلطة او التهكم عليها وكلما زادت ضغوط السلطة وممثليها في الأجهزة البيروقراطية كلما ازدادت حدة التهكم بصور خفية واشكال غير مباشرة وعبر المعاني المزدوجة وأساليب التورية. وكأن الكباريه السياسي بذلك كله يتحول الى متنفس للتوترات والاحتقانات بقدر مايسعى للتعبير عن رد فعل رجل الشارع او المواطن العادي حيال من يملكون السلطة . ولكن "ظاهرة علي سالم" وان حملت بعض سمات "ظاهرة الكباريه السياسي " فانها تأتي في سياق ثقافي-تاريخي مصري يختلف كثيرا عن السياق الثقافي-التاريخي الذي افرز ماعرف بثقافة الكباريه السياسي ولعلها بما تثيره الآن من جدل مصري-عربي تختلف ايضا عن المسرح الكوميدي-السياسي وان جمعتهما لافتة معالجة الشأن السياسي بأساليب انتقادية. وعلي سالم كاسم يقترن ب اداء نجم كوميدي ساطع مثل عادل امام ناهيك عن سمير غانم وثلاثي اضواء المسرح على وجه العموم فيما استفادت الظاهرة بشدة من امكانات التلفزيون التي ولجت بها للبيوت . ولئن كان الكاتب اللبناني الكبير سمير عطاالله يقول :"سوف اطل من النافذة وافتقد المسرح الذي كنت اتمتع بمشاهدته يوما بعد اخر" مختتما طرحه بشأن الراحل المصري الساخر علي سالم بالقول :"مات مشاغبا" فستبقى مصر ارض المرح البريء بشعبها المحب للحياة وصانع الفرحة في كل درب رغم قسوة التحديات وصخب المراذلات !..جرح الفقد عميق لكننا بالبصيرة نعرف الطريق واحلى الأماني مازالت تنتظر في ثنايا الزمن!