أصدرت دار الإفتاء المصرية كتاباً بعنوان " مسيرة الفتوى بالديار المصرية" ليخلد تاريخ ومسيرة المؤسسة خلال ما يقرب من مئة عام منذ تأسيسها عام 1895 م حتي تولي آخر مفتي للديار المصرية وهو د.شوقي علام . الكتاب من تأليف د. عماد هلال أستاذ التاريخ الحديث المعاصر ، ويضم 14 فصلا تحمل عناوين "المفتون بمصر من الصحابة"،"المفتون بمصر من التابعين"،"المفتون بمصر من تابعي التابعين"،"المفتون بمصر من تلاميذ الإمامين مالك والشافعي"، "المفتون بمصر في العصر الفاطمي"، "المفتون بمصر في العصرين الأيوبي و المملوكي حتى ظهور منصب" مفتى دار العدل"،"المفتون بدار العدل من المذاهب الأربعة"،"مفتو المذاهب بعد اختفاء دار العدل حتى ظهور منصب" مفتى السلطنة العثمانية بالديار المصرية"، "مفتو السلطنة العثمانية بالديار المصرية"،مفتو السادات : الحنفية والمالكية والشافعية والرسميون بالديار المصرية"، "مفتو الديار المصرية"،"مقرات دار الإفتاء المصرية"، وأخيرا "مهمة دار الإفتاء وهيكلها الإداري". دار الإفتاء .. المؤسسة والرسالة ذكرت أغلب المصادر التي أرخت لنشأة "دار الإفتاء المصرية" أنها أنشئت في جمادى الآخر سنة 1313 ه/نوفمبر سنة 1895 م في عهد الشيخ الإمام حسونة النواوي اعتماداً على أن أول سجل من سجلات الفتاوى التي تمتلكها الدار. وهو سجل الفتاوى الخاص بالإمام النواوي ,والذى كتب غلافه ما نصه : دفتر قيد فتاوى الديار المصرية المحولة على حضرة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر مولانا الشيخ حسونة النواوي بأمر عال صادر لنظارة الحقانية بتاريخ 21 نوفمبر سنة 1895 نمرة 10 وبلغ لحضرته من النظارة المذكورة بتاريخ 7 جمادى الثانية سنة 1313 ه نمرة 55 ,وعلى الله حسن الختام" . اول مفتي يحمل المنصب كما اختلفت المراجع التي اهتمت بالتأريخ لمنصب الفتوى حول تاريخ ظهور منصب "مفتى الديار المصرية ", فقد أكد الشيخ محمد العباسي المهدى في مقدمة (الفتاوى المهدية ) أن والده الشيخ محمد أمين المهدى قد شغل منصب مفتى الديار المصرية في عهد محمد على , وهناك من ذكر إن الشيخ محمد التميمي هو أول من حمل لقب "مفتى الديار" ,وثمة من أكد أنه الشيخ محمد العباسي المهدى" ,اعتمادا على ما ذكره في مقدمة (الفتاوى المهدية ) . كما كانت توجد وظيفة مقابلة في عصرهم جميعاً هي وظيفة "مفتى السادة المالكية بالديار المصرية ". كما وجدوا أن الأمر العالي الصادر في 28 ربيع الآخر 1304ه /24 يناير 1887 م , بتعيين الشيخ محمد البناء في وظيفة الإفتاء . قد نص على :"إنه لوثوقنا بعالمية حضرة الأستاذ الفاضل الشيخ محمد البناء الحنفي ,وما هو عليه من كمال الاستقامة والعفة والورع , واتصافه بحلية الفضل والكمال؛ وجهنا لعهدته وظيفة الإفتاء الحنفية بالديار المصرية " .فالأمر هنا واضح في مسمى الوظيفة ,ولكن مع مرور الوقت ؛ ونتيجة لانفراد الشيخ البناء بالفتوى , واختفاء وظيفة "مفتى السادة المالكية بالديار المصرية " ؛لم تعد عبارة "السادة الحنفية " بضرورية في اللقب فحذفت واختصر اللقب إلى "مفتى الديار المصرية ". ووجدنا أن القضاة والمفتين بالأقاليم , ونظار الحقانية والداخلية والمالية ووكلائهم عندما كانوا يخاطبون الشيخ البناء فى مكاتباتهم الرسمية بين عامي 1304-1306 ه/1887-1889 م كانوا يفتتحون الخطابات بعبارة بروتوكولية نصها :"مفتى أفندي الديار المصرية فضيلتلو افندى حضرتلرى" وأخيراً لما قرر مجلس النظار إحالة الشيخ البحراوي مفتى نظارة الحقانية إلى المعاش , صدر الأمر العالي في 26 شوال سنة 1306 ه /25 يونيو 1889م, ينص على "إحالة الشيخ عبد الرحمن البحراوي مفتى نظارة الحقانية على المعاش ونقل حضرة الشيخ محمد البناء مفتى الديار المصرية بدلاً عنه". وطبقاً لمنطوق هذه الأوامر العليا نجد أن الشيخ البناء قد دخل إلى المنصب حاملاً لقب "مفتى السادة الحنفية بالديار المصرية " وخرج منة حاملاً لقب "مفتى الديار المصرية ". وبذلك يمكن القول بأن الشيخ محمد البناء هو أول من حمل لقب "مفتى الديار المصرية " بلا نسبة إلى مذهب. وفيما يلى ترجمة باختصار شديد لكل من حمل هذا اللقب .