رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه حال التأكد من صحة استخدام تنظيم داعش لأسلحة كيماوية، فإن ذلك من شأنه أن يشكل تصعيدا لصراع قائم منذ أكثر من عام في العراقوسوريا، بل ومن الممكن أن يكثف الضغوط التي تواجهها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتدخل بصورة أقوى في الحرب ضد هذه الجماعة المتشددة. ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على نسختها الالكترونية اليوم السبت - عن مسئولين أمريكيين، قولهم إن ثمة اشتباه حول استخدام داعش لعناصر كيماوية - يرجح بعضهم أنه غاز الخردل- في هجوم شنه التنظيم على المقاتلين الأكراد شمال سوريا قبل أسبوعين. وأضافت أن وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أعلنت أمس الجمعة أنها تبحث تقارير حول احتمالية وقوع هجوم آخر بغاز الخردل الأسبوع الماضي على القوات الكردية في "مخمور" بالعراق. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التقارير تأتي في وقت توجه فيه انتقادات حادة لنجاح اوباما في إجبار الرئيس السوري بشار الاسد على التخلي عن ترسانته الكيماوية وتسليمها الى الغرب لتدميرها . وأشارت إلى أنه بينما كان أوباما على استعداد للتصريح بشن ضربات جوية ضد "داعش"، التي يعتبرها عدوا لسورياوالولاياتالمتحدة، فإنه قاوم التورط مباشرة في المعركة من أجل الإطاحة بحكومة الأسد. ونبهت الصحيفة الى أن أوباما سبق أن قال أن استخدام الأسلحة الكيماوية سيكون تجاوزا لخط أحمر ويفرض التحرك الأمريكي. ونقلت تقارير إعلامية كردية أول أمس الخميس عن مسؤولين محليين، إنه تم إطلاق قذائف هاون على مواقع كردية في مخمور والتي قد تحتوي على غاز الخردل، حيث أن جراح المصابين من مقاتلي البشمركة كانت مختلفة عن تلك التي تلحق بالمقاتلين في أي هجوم تقليدي، حسبما أوردت الصحيفة الأمريكية. في السياق ذاته، قال باتريك رايدر، المتحدث باسم القيادة المركزية للولايات المتحدة في مؤتمر صحفي عبر الهاتف مع الصحفيين: "أطلعنا على هذه التقارير ونأخذها على محمل الجد، ولكن في هذه المرحلة، لا نعرف حقا ما الذي يمكن أن يكون قد تم استخدامه"، غير أنه رفض التعليق على ما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد أرسلت مفتشين مستقلين للتحقق من هذه الهجمات. واعتبرت "نيويورك تايمز" أن هذه القضية تزداد تعقيدا على مر التاريخ، لافتة إلى معاناة الأكراد وتعرضهم لهجمات كيماوية في الماضي، ولكن منذ عام 2002، التمس العديد من المسؤولين الأكراد دعما غربيا مما سلط الضوء على الهجمات ومخزونات الأسلحة الكيماوية التي لم يتم تأكيدها أبدا. غير أن مسئولين أمريكيين قالا أمس الجمعة إن أجهزة الدفاع والأجهزة الاستخباراتية خلصت إلى الاعتقاد بأنه تم استخدام غاز الخردل قبل أسبوعين في هجوم شمال سوريا وأسفر إصابة العديد من المقاتلين الأكراد. وقال أحد المسئولين، أن ذلك الرأي أثار تقييمات عن معقولية التقرير الخاص بهجوم مخمور.