رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي ، لحضوره حفل تخرج طلاب من الكلية الحرية والفنية العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة ، مشيرا إلي أن زيارته تأتي امتدادا لمواقف المملكة العربية السعودية المشرفة ايذاء مصر شعبها واستكمالا لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي تطوع للدفاع عن مصر في عام 1956 ودعم المجهود الحربي في حرب أكتوبر 1973. وأشار إلي أن الزيارة تأتي في إطار سعي البلدين في استمرار العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين والانتقال بها لمستوى أكثر تميزا. ووجه السيسي رسالة للأمير محمد بن سلمان خلال كلمته في حفل تخرج بعض الكليات والمعاهد العسكرية، قال فيها : "كان لازم تكون معانا في الاحتفال، لأن دى رسالة قوية للشعبين المصري والسعودي بالإضافة إلي الشعوب الخليجية مفادها أننا يجب أن نكون معا". وقال السيسي: " من المهم أن نعرف ان في الوقت الحالي التي يمر بها المنطقة العربية في أحوج ما نكون أن نكون معا، لأن التحديات والتهديدات كثيرة، ولا يمكن أن نستطيع أن نتغلب عليها إلا معا"، مضيفا أن "مصر والسعودية هما جناحا الأمن القومي، ولن ترونا إلا معا". وأضاف السيسي: "أن الذين سينضمون للقوات المسلحة والشرطة للزود عن الوطن بعزة وكرامة وعزم لا يلين، وذلك في مرحلة دقيقة تشتد فيها الحاجة إلي جهود المخلصين من أجل تحقيق أمنها واستقرارها والحفاظ على أراضيها ضد أي عدوان خارجي غاشم أو عمل ارهابي جبان، يستهدف النيل من الوطن وتهديد مقدرات شعبه في ظل ظروف اقليمية بالغة الدقة والصعوبة وتتزامن مع تلك المرحلة حركة نهضوية شاملة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية وهو الأمر الذي يتطلب يقظة أمنية كاملة، و جهدا مضاعفا لتأمين مصالح مصر في كافة المستويات. كما هنأ السيسي الطلاب والخريجين لنيلهم "شرف الانضمام لصفوف القوات المسلحة والشرطة"، داعيا اياهم أن يكونوا مثالا يحتذي به في حب الوطن، مهنئا أيضا أسر الخريجين. كما أكد أن دور خريجي الكليات المدنية لا يقل عن خريجي الكليات العسكرية في بناء الوطن، مشيرا إلي "فكما يحتاج الوطن إلي قوة عسكرية وأمنية تحميه وتزود عنه، فهو يحتاج أيضا للتسلح بالعلم والمعرفة ووسائل التكنولوجيا الحديثة، ولن ينهض دون حركة فكرية وأدبية ثرية ترتقي بالمنظومة الفكرية والإخلاقية". ووجه السيسي الشكر إلي أرواح شهداء الجيش والشرطة والمدنيين الأبرياء، موضحا أن دمائهم سالت لتحرير الوطن من أسر الاستبداد والفشل. كما وصف مشروع قناة السويس الجديدة بأنه "شريان جديد للملاحة الدولية وقناة دائمة للتواصل الحضاري، موضحا أن هذا "انجاز قام به المصريين وقدموه هدية للعالم لأثراء حركة التجارة الدولية". وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد تدشين مشاريع قومية جديدة خلال الفترة القادمة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس و سيناء، بالأضافة إلي توسيع الشبكة القومية للطرق ، ومشروع استصلاح المليون فدان، وانشاء مدن جديدة وتحديث النقل البحري والعديد من المشروعات التي ستحقق تطلعات الشعب المصري. كما وعد أنه سيتم بدء البرلمان المصري قبل نهاية العام الجاري، للتأكيد على مواصلة طريق تحقيق الديمقراطية والحرية والعد والمساواة للجميع. جاء هذا خلال حفل تخرج الدفعة "109" حربية والدفعة "52" من الكلية الفنية العسكرية والدفعة "44" من المعهد الفني للقوات المسلحة، وكذلك الدفعات "105" أطباء و"104" رئيسات تمريض و"73" مهندسين و"61" مختلط من الكلية الحربية والدفعة رقم "18" من خريجات المعهد الفني للتمريض بالقوات المسلحة، الذي أقيم اليوم الخميس بمقر الكلية الحربية بحي مصر الجديدة بالعاصمة المصرية القاهرة. وقد حضر الاحتفال الرئيس السيسي و عدد من الوزراء والرئيس السابق المستشار عدلي منصور والمشير محمد حسين طنطاوي وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية وعدد من كبار رجال الدولة، إلى جانب عدد من الوفود العربية الرسمية، بالإضافة إلى ولى ولى العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.