نشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم، تفاصيل جديدة لعملية الإنزال التي نفذتها في موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي. وقالت الكتائب عبر موقعها الالكتروني: إن "مقاتليها قتلوا 10 جنود إسرائيليين، وحاولوا أسر جندي، واغتنموا قطعة سلاح، خلال العملية التي تم تنفيذها يوم 28 يوليو/ تموز 2014". فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان أصدره، بعد ساعات على تنفيذ العملية يوم 28 يوليو من العام الماضي، عن مقتل خمسة من جنوده فقط خلال الهجوم الذي شنه مقاتلو القسام على موقع "ناحل عوز". وفي تفاصيل العملية، قالت كتائب القسام: "بعد طول عناء وجهد وضع المجاهدون اللمسات الأخيرة على النفق الذي أعد لتنفيذ عملية ناحل عوز، وعلى الفور تداعت غرفة العمليات القسامية، وبدأت بدراسة كل التفاصيل التي رصدتها وحدات الرصد، إضافة لخرائط وتصوير جوي للمواقع الصهيونية وقبل التنفيذ، بأيام توجه مجاهدو القسام لرصد الموقع العسكري المستهدف مرة أخرى". وأضافت "تأكدت القيادة أنه سيكون لدى المجاهدين رؤية واضحة حول طبيعة الهدف، ومطابقة لما تدربوا عليه، وجاءت الأوامر بتحرك المجاهدين نحو النفق الذي مكثوا فيه 24 ساعة قبل التنفيذ، ثم بدأوا بالتعرف على تفاصيل المكان الذي سيتم مهاجمته، وتم توزيعهم وتكليف كل منهم بمهمة محددة ووزع العتاد العسكري والمجاهدون وفق تخصصاتهم القتالية". وتابعت الكتائب "بعد وصول مجموعة المجاهدين إلى عين النفق الموجودة قرب الموقع الإسرائيلي خرج قائد العملية عدة مرات لرصد واستطلاع الموقع، وتم التعرف على طبيعة المكان ورصد حركة الآليات قبل أن يبدأ تنفيذ العملية". وأوضحت أنه بعد عصر (18:30 تغ) يوم 28 يوليو/ تموز 2014، كان القرار بتنفيذ العملية، وتم مباغتة الجنود الإسرائيليين في موقعهم العسكري، فكان أول من خرج من النفق قائد العملية ثم خرج بقية المقاتلين وتحركوا نحو الموقع. وأشارت إلى أن مقاتليها تقدموا لتنفيذ العملية رغم أن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة للغاية في سماء موقع "ناحل عوز". وقالت: "تمركزت مجموعة مجاهدي كتائب القسام، قرب الموقع بعد أن خرجت من عين النفق، واتخذت من الأشجار سواتر لها قبل أن يتقدم عدد من المقاتلين نحو بوابة الموقع التي عثروا عليها بالقرب منها على عدد من الجنود الإسرائيليين فعاجلوهم بإطلاق النار من مسافة صفر فقتل جنديان، وبعد ذلك أجهز المجاهدون على بقية الجنود". وذكرت أن مقاتلي "القسام" تقدموا نحو أحد الجنود الإسرائيليين الذي تبين أنه لا زال على قيد الحياة، فقاموا بسحبه في محاولة لأسره/ بعد أن استولوا على سلاحه، ومزقوا جعبته العسكرية، فبدأ الجندي يحاول الإفلات من المقاتلين الذين قاموا بضربه لإخضاعه. وأضافت "كان الجندي الصهيوني خائفا كثيرا، ويصرخ بشدة، ومع ذلك تم سحبه إلى أن وصل المجاهدين إلى بوابة الموقع العسكري، فأمسك الجندي بها بكل قوته فقام المجاهدين بقتله والانسحاب إذ لم يكن الوقت في صالحهم". وأوضحت أن العملية العسكرية تم تنفيذها في غضون دقائق معدودة، وعادت المجموعة التي نفذتها إلى قواعدها بسلام. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعقيب حول ما نشرته "القسام" التي بدأت مؤخرا في نشر مقاطع لاقتحام مواقع عسكرية إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة. وفي السابع من يوليو/تموز 2014، شنت إسرائيل على قطاع غزة حربا استمرت ل"51 يومًا" تسببت بمقتل نحو 2200 فلسطيني، وإصابة 11 ألفا آخرين. في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 68 عسكريًا من جنود الجيش الإسرائيلي، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكريًا، نصفهم تقريبا باتوا معاقين، بحسب بيانات عبرية نُشرت مؤخرا. وخلال الحرب، أعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي "شاؤول آرون"، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان "آرون"، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس". وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى هدار غولدن قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب 2014، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفه. ومؤخرا، نشرت الصحف الإسرائيلية تقارير حول إمكانية وجود أسرى "أحياء" لدى حركة حماس، التي تلتزم "الصمت" . وكلّف رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، ضابط الاحتياط في الجيش "ليؤور لوتين"، بإدارة ملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية العامة، مؤخرا.