أكد د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن مجتمعاتنا تعانى أزمة ثقافية فى المقام الأول، وقد غاب الفكر الفلسفى عن المجتمع فلم نكتشف مواطن قصورنا. واستشهد أبوالفضل بقوله تعالى "ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرًا كثيرًا". وفي ملتقى الفلسفة التطبيقية بالمجلس الأعلى للثقافة اليوم، أكد الأمين العام أننا بحاجة للغة فصيحة لا تراوغ الواقع، بل تكشفه ولا تخبئ غياب تفكيرنا، بل تبعثه جليًا فى منظومة أخلاقية واضحة. واستطرد بقوله : أيها الفلاسفة اسمعوا صيحة معلمكم سقراط "ينبغى عليكم إنزال الفلسفة إلى الأرض تختلط بأديم الأرض وهموم البشر". وقد انطلق "ملتقى الفلسفة التطبيقية وتطوير الدرس الفلسفى المصرى"، برعاية وزير الثقافة، وبحضور د "خلف الميرى" رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، ود مصطفى لبيب مقرر اللجنة بالإناية، ود مصطفى النشار مقرر الملتقى. من جهته تحدث "الميري" عن أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرض ثم الإنسان الذى أبدع الحضارة وتطور ليؤكد على بصمته فى هذا العالم، والتاريخ أب للعلوم كلها فبدونه لن يتواجد الحاضر والمستقبل، وتعتبر الجغرافيا والفلسفة ضلعى مثلث العلوم مع التاريخ، وفى حضرة الفلاسفة أكد على احترامه لهذا الملتقى وفائدته فى وضع ميثاق أخلاقى يتعلق بالفلسفة التطبيقية يكون بمثابة استراتيجية عربية للتعامل معها، من خلال فلسفة معاصرة للتربية وينظم تربوية حديثة وفاعلة تدرب أبناءها على التفكير العلمى الناقد الذى يمكن هؤلاء الأبناء من التعامل الايجابى مع كل هذه المستحدثات والاستفادة منها. وفيما دعا د. مصطفى لبيب، للإستفادة من هذه الملتقيات لحل مشكلات الواقع، تحدث د. مصطفى النشار عن ظاهرة عزوف جمهور الناس عن الفلسفة، وما السبب فى هذا الهجوم الضارى على الفلسفة والاتهامات التى توجه بدون وجه حق، مع أنها علم التفكير وإعمال العقل للوضوح والفهم وليس للإبهام والغموض. ودعا لأن يبتعد الفلاسفة عن الكتابة الملغزة المتخصصة البعيدة عن السلاسة، واستشهد بالأستاذين الجليلين د. ذكى نجيب محمود ود. فؤاد ذكريا، حيث كانا يعبران عن أعقد القضايا الفلسفية بأسلوب مبسط يفهمه كل من يقرأه.