وضع أبطال ملحمة تأميم قناة السويس (26 يوليو 1956) قواعد السباق وتركونا نعدو، ولا تحل علينا هذه الذكرى إلا ونرى أعمالهم حاضرة في الوجدان.. فهم عمالقة ودرر صنعت تاريخ مصر، لكي يكون مستقبلنا بسام مشرق ولتكون قناتنا سبيل رفاهية وسلام للعالم، فتأميم قناة السويس هو البطولة في معناها الأسمى، وتعد ذكراها ال (59) ملحمة تأصلت بإنجاز جديد وهو حفر قناة السويس الجديدة. 26 يوليو 1956 الساعة العاشرة تماما وفي اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نبأ التأميم، كان الرجال البواسل يتولون الإشراف على المهام التي أسندت إليهم، وبالطبع كان أشد الناس ابتهاجا بقرار التأميم موظفو شركة القناة المصريون وعمالها. وسارت حركة الملاحة وانتظم العمل في القناة في اليوم الأول للتأميم وفي الأيام التالية بدقة متناهية، ولم تتعطل أية سفينة، وظلت قناة السويس تؤدي رسالتها، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. وقد صرح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حديث صحفي أذاعته وكالة أنباء الشرق الأوسط من براج بأن "تأميم قناة السويس وعودتها إلى أيدي أصحابها الشرعيين، وهم الشعب المصري، هو إعادة حق طال اغتصابه من مصر، ولا شك في أن زيادة الدخل القومي لمصر نتيجة لعودة هذا المرفق المغتصب ستنعش الاقتصاد المصري نوعا ما، فإننا نضع في الاعتبار الأول أن تظل قناة السويس في المستوى الممتاز لكي تواجه مطالب الملاحة في المستقبل" وفقا لما جاء في كتاب للمهندس محمود يونس. وامتدادا لهذا الفكر وعقب التطوير الدائم للقناة، كان القرار بحفر قناة السويس الجديدة لتكون جاهزة لاستيعاب السفن المستقبلية، ومستعدة للتعامل مع النمو في حجم التجارة العالمية، ففي العام 2023 ستمر 97 سفينة يوميا وإذا لم نقم بهذا الإنجاز كانت هذه السفن ستنتظر بالأيام في المجرى الملاحي وبالتالي سينعكس على تصنيف المرفق. وبمناسبة هذه الذكرى، وجه رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش التحية للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وللمهندس محمود يونس (والذي كلفه الرئيس الراحل عبد الناصر بقيادة عملية السيطرة على مكاتب شركة قناة السويس) ورفاقه في التأميم المهندس مشهور أحمد مشهور والمهندس محمد عزت عادل الذين عملوا في الفترات الصعبة الأولى. وقال مميش - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن "قرار التأميم بنى مستقبل مصر وأيضا قرار بناء السد العالي بنى مستقبلها، إنها قرارات عملاقة أثرت في التاريخ المصري وبالتالي في العالم أجمع، فالرئيس الراحل جمال عبد الناصر أخذ أشجع قرار بتأميم قناة السويس". وأضاف "ولولا هذا القرار كنا مازلنا تابعين للشركة العالمية لقناة السويس البحرية ولها حق امتياز، فكان القرار في التوقيت المناسب وعم بالفائدة على مصر كلها واستفاد منه المواطن المصري الشريف". وشدد الفريق مهاب على ضرورة التعلم من الماضي لبناء حاضرنا ومستقبلنا، وأن يكون قدرنا وممتلكاتنا في أيدينا وتكون لنا اليد العليا دائما وعلى مر الزمان. وأشار إلى أن يوم 26 يوليو الذي يوافق ذكرى التأميم يعد أيضا ذكرى تفويض الشعب للرئيس عبد الفتاح السيسي لمكافحة الإرهاب، فهذا الشهر به احتفالات كثيرة حيث نحتفل أيضا بالذكرى (63) لثورة يوليو المجيدة. من جهته، قال المهندس أحمد شوقي مصطفى مدير إدارة الأشغال بهيئة قناة السويس وعضو مجلس الإدارة - في تصريحات خاصة - إن "ذكرى التأميم هذا العام تمثل طابعا خاصا لتزامنها مع قرب الافتتاح الرسمي لقناة السويس الجديدة (السادس من شهر أغسطس المقبل) التي أثبتت أن الإنسان المصري بقوته وتصميمه وإرادته يهزم أي شيء فإرادته فوق كل إرادة بتوفيق من الله". ووجه الشكر لكل أبطال التأميم ورؤساء الهيئة.. واصفا إياهم بأنهم مصريون شرفاء ومجهودهم لا يوصف وأسسوا القواعد التي تحكم عمل الهيئة إلى الآن..لافتا إلى أن فترة المهندس محمود يونس كانت عصيبة وأثبتنا للعالم كله مصداقيتنا وقدرتنا على تشغيل القناة بنفس الكفاءة والمعدلات. من جانبه، قال المتحدث الرسمي لهيئة قناة السويس طارق حسنين - في تصريحات خاصة - إن "هذا اليوم كان بداية العزة لمصر بعودة هذا الأصل العزيز لأصحابه الشرعيين فكانت هذه البداية، ويعد حفر قناة السويس الجديدة ونجاح التشغيل التجريبي لها امتدادا لهذا العمل"..مشيرا إلى أنه في المستقبل سيكون هناك المزيد من الإنجازات. ووجه رسالة حب وتقدير لأبطال ملحمة التأميم لما بذلوه من جهد جبار لصالح الوطن..قائلا" الأبطال العاديون هم القادة على الأرض أما من يتحمل المسئولية أمام القيادة السياسية والعالم كله فهم قادة الأبطال". وأضاف" أوجه التحية للمهندس محمود يونس والمهندس مشهور أحمد مشهور وقبلهم الدكتور محمد حلمي بهجت بدوي أول رئيس لهيئة قناة السويس وكذلك أحيي الفريق أحمد علي فاضل، وأتمنى التوفيق للفريق مهاب مميش في مهمته العظيمة لحمل الراية عالية خفاقة أمام العالم أجمع".