تل أبيب: كشفت صحف عبرية صباح الاربعاء ان اجهزة الامن الاسرائيلية كانت تعلم بمخطط الفلسطيني نديم انجاصة الذي قام باقتحام السفارة التركية في تل أبيب . وقالت الصحف ان محكمة إسرائيلية اطلقت سراح انجاصة قبل أسبوعين بعد سجنه على خلفية ارتكابه عملية سرقة واعادته الشرطة الإسرائيلية إلى حاجز عسكري قرب رام الله في الضفة الغربية. ورفضت المحكمة الاسرائيلية طلبه عدم اعادته إلى الضفة الغربية بادعاء أنه يخاف قتله بسبب تعاونه مع جهاز الامن العام الاسرائيلي "الشاباك" ، الامر الذي دفعه الى الاتصال بالصليب الأحمر ، وقال "انه يتواجد في تل ابيب ويريد الحاق ضرر بالمحيط الذي يتواجد فيه وان اطلاق سراحه في الاراضي الإسرائيلية قد يشكل خطرا أمنيا". الا ان وكيل انجاصة المحامي افيطال حوريف ، قال " اذا تواجد موكله في المناطق الفلسطينية فإن الإمكانية الوحيدة التي ستكون امامه من أجل إنقاذ نفسه من حكم الاعدام هي التعاون مع جهات معادية لإسرائيل". واظهرت التحقيقات ان انجاصة اتصل صباح الثلاثاء مع مراسل صحيفة "معاريف" ناتيف نحماني وأبلغه أنه يعتزم الدخول إلى السفارة التركية وطلب من الصحفي استدعاء الشرطة وهو ما قام به نحماني فعلا. وقال نحماني إنه طوال الفترة التي كان خلالها على اتصال مع انجاصة كان الأخير يهدد باقتحام السفارة التركية والتمترس فيها والمطالبة بالحصول على لجوء سياسي. وكانت التحقيقات انتهت مع انجاصة في الساعات الاولى من صباح الاربعاء ، حيث تم تسليمه الى الشرطة الإسرائيلية التي تعتزم تقديمه للمحاكمة بتهمة الدخول الى اسرائيل والتواجد فيها بصورة غير شرعية ، الا انه يتلقى الان العلاج في احدى مستشفيات تل ابيب بعد اصابته في ساقه بعيار ناري أطلق عليه بعد محاولته احتجاز رهينة في السفارة. وسرد دبلوماسيون أتراك للشرطة الإسرائيلية تسلسل الأحداث مساء الثلاثاء وقالوا ان انجاصة قفز عن السور المحيط بالسفارة في منطقة لا تغطيها كاميرات الحراسة وتسلق إلى الطابق الثاني ودخل مبنى السفارة عبر نافذة ووصل إلى غرفة نائبة القنصل وطلب منها الحصول على لجوء سياسي في تركيا. واضاف الدبلوماسيون "واخبرته الموظفة ان السفارة مغلقة لكن بعد أن أصر على الاستجابة لطلبه حضر إلى المكان ضابط أمن السفارة بينما حاول انجاصة معارضة اعتقاله وعندها تم إطلاق النار عليه وإصابته في ساقه". وتابع الدبلوماسيون "ان انجاصة حاول احتجاز رهائن وكان يحمل سكينا ومسدس لعبة" . وكان "راديو إسرائيل" قال امس الثلاثاء أن هذا الشاب الفلسطيني كان متعاونا في السابق مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" واقتحم أيضا في عام 2006 السفارة البريطانية بتل أبيب قبل أن يتبين أن السلاح الذي كان بحوزته هو مسدس لعبة . واختتم قائلا إن هذا الفلسطيني معروف بضلوعه في أحداث جنائية أخرى وكان قال عقب إخراجه من السفارة البريطانية في العام 2006 إنه كان عميلا للشاباك قبل أن يتخلى الأخير عنه إثر انفضاح أمره .