قالت مصادر مطلعة إن أجواء إيجابية تسود اجتماعات اليوم الثانى للجولة السابعة لمفاوضات سد النهضة الأثيوبى التى تجرى بالعاصمة السودانية الخرطوم، ومن المأمول أن تنتهى الاجتماعات مساء اليوم باتفاق حول كيفية عمل المكتبين الاستشاريين الدوليين الفرنسي "بى آر ال"، والهولندي "دلتارس"، المنوط بهما القيام بالدراسات الخاصة بسد النهضة. وقالت المصادر، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن اجتماعات الجولة السابعة للجنة الفنية الوطنية، لن تحتاج إلى يوم ثالث، كما كان متوقعا، وإنه يجرى حاليا تقريب وجهات النظر بين الأطراف الثلاثة (مصر والسودان وأثيوبيا) وتوحيد الآراء من اجل صياغة "حل وسط" حول القضايا العالقة التى لم يتم حسمها خلال اجتماعات الجولة السادسة التى عقدت بالقاهرة الشهر الماضى. وأوضحت المصادر أن "مشروع الحل الوسط يحدد بدقة اختصاصات عمل كل مكتب باعتبار المكتب الفرنسى هو الرئيسى والهولندى هو المساعد بنسبة 70% للفرنسى و30% للهولندي" وأن يكون كل منهما مسئولا عن نتائج أعماله أمام اللجنة الفنية الوطنية (مؤلفة من 12 خبيرا من مصر والسودان وإثيوبيا)". وأشارت المصادر إلى أنه في الوقت الذى قدمت مصر فيه حلا وسطا لتجميع وجهات النظر الثلاثة، فوجئت بان السودان وإثيوبيا تقدمتا كل منهما بحل وسط، مما استدعى بذل جهود ومباحثات جديدة للتوصل إلى "حل وسط معدل" يجمع بين الحلول الوسط الثلاثة. يذكر أن الخلافات تدور حول نطاق الأعمال المشتركة بين المكتبين الاستشاريين الرئيسي والفرعي اللذين سيقومان بإجراء الدراسات تمهيدا لتسليمهما التقرير الفنى المعدل في صورته النهائية قبل توقيع العقد معهما الشهر القادم. وقد فجرت إثيوبيا الخلاف عندما طلبت أن يعمل المكتب الهولندى كمقاول من الباطن مع المكتب الفرنسى وأن يكون الأخير هو المسئول الوحيد عن إدارة الأعمال الخاصة بتنفيذ الدراستين ويقوم الهولندى بتنفيذ مايوكله إليه الفرنسى من أعمال في حدود نسبة أقصاها 30% ، وتمسكت إثيوبيا باقتراحها خلال اجتماعات الجولة السادسة التى عقدت بالقاهرة، وترفض مصر، مثلما يرفض المكتب الهولندى، أن يعمل من الباطن. ويطالب بصفته مكتبا دوليا مرموقا أن تحدد له مهام واختصاصات محددة يكون مسئولا عنها بالكامل أمام اللجنة الفنية الوطنية في حدود النسبة المشار إليها. يذكر أن الجولة السابعة للجنة الوطنية الفنية الثلاثية لسد النهضة الإثيوبى بدأت صباح أمس أعمالها بحضور وزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا دكتور حسام مغازى ومهندس معتز موسى ودكتور ألامايو تيجنو. وأكد وزير الموارد المائية، في كلمته في الجلسة الافتتاحية، حرص مصر على أهمية عامل الوقت والبدء في إعداد الدراسات الخاصة بسد النهضة الإثيوبى في أقرب فرصة ممكنة على أن يتم إنهاء العملية الحالية طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها بين مصر والسودان وإثيوبيا. وشدد مغازى على مسئولية الدول الثلاث عن إسراع العملية الحالية لتحقيق ماتم التوافق عليه بين قادة الدول الثلاث، مشيرا إلى أن "عامل الوقت هام للغاية ولذا يجب البدء في إعداد الدراسات في أقرب فرصة ممكنة، على أن يتم إنجاز العملية الحالية طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها". ونوه مغازى بأهمية اجتماع الخرطوم لاستكمال ماتم إنجازه حتى الآن وكذلك ما تم التوصل إليه في اتفاق المبادىء الموقع في مارس الماضى بين قادة الدول الثلاث والذى حدد خارطة طريق واضحة للتعاون بين الدول الثلاث لتدعيم المنفعة المشتركة.