طهران: فتح الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد جبهة جديدة للصراع الداخلي بتعيين صهره اسفنديار رحيم مشائي ممثلا خاصا له في شئون الشرق الاوسط ، وذلك في تحدي واضح لمطالب عدد من مراجع التقليد وكبار العلماء فضلا عن نواب وقادة سياسيين بعزله من اي منصب رسمي. ويعد المبعوث الايراني للشرق الاوسط واحدا من اربع مناصب جديدة في مجال السياسة الخارجية الايرانية ، التي تظهر بوضوح عزم نجاد على القيام بدور قيادي أكبر في الدبلوماسية الإقليمية . وبدأ الصراع الداخلي الايراني بسبب مشائي والد زوجة نجل احمدي نجاد منذ يونيو /حزيران 2008 عندما قال "ايران هي صديقة الشعب الامريكي والشعب الاسرائيلي ، ما من امة في العالم هي عدوتنا وهذا فخر لنا ، اننا نعتبر الشعب الامريكي من افضل شعوب العالم". واثارت هذه التصريحات ردود فعل عنيفة في مختلف الاوساط السياسية والبرلمانية والدينية ، وكان من المتوقع ان يسعى نجاد في ولايته الرئاسية الثانية التي صاحبتها اضرابات منذ اليوم الاول لها من قبل معارضيه بتزوير الانتخابات بتجنب وضع مشائي في اي منصب رسمي حساس ، الا ان ما حدث كان العكس تماما . فقام نجاد بتعيين رحيم مشائي نائبا اول لرئيس الجمهورية، الا انه وبضغوط قوية من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية الايرانية تم اعفائه من منصبه ، لكن نجاد تمكن من الحفاظ على حليفه السياسي من خلال تعيينه مديرا لمكتب الرئيس حيث ظل هدفا للانتقاد المستمر. واثار مشائي منذ ايام قليله استياء المحافظين مجددا عندما قال في مؤتمر للايرانيين في المهجر "هناك عدة تفسيرات للاسلام حول العالم لكن فهمنا لحقيقة ايران والاسلام ينبع من المدرسة الايرانية. من الان وصاعدا علينا ان نقدم المدرسة الايرانية للعالم". واثارت هذه الجملة انتقادات شرسة من المحافظين في معسكره نفسه ، حيث قال اية الله احمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران ان "وضع مدرسة ايران في مواجهة مدرسة الاسلام هو قومية وثنية لم يقبل بها الشعب الايراني قط". وطالب عدد من النواب المحافظين الرئيس الايراني بتفسير تصريح مشائي حول "المدرسة الايرانية" للاسلام. وصرح النائب المحافظ احمد توكلي الذي غالبا ما ينتقد الحكومة "انها خيانة للاسلام ولايران. على الرئيس توضيح موقفه من هذا الشخص الذي يستخدم منابر عامة للتعبير عن مواقف منافية للدستور والاسلام وايران".