أثار إجراء صحيفة "القاهرة" التابعة لوزارة الثقافة حواراً مع "على مولا" صاحب منتدى مكتبة الإسكندرية الذي ساهم في رفع أكثر من 100 ألف كتاب على شبكة الإنترنت، ومؤسس أشهر منتدى تحميل كتب "البي دي إف" على الإنترنت، أثار جدلاً، الأمر الذي دفع رئيس اتحاد الناشرين باعتبار الحوار "سقطة" في تاريخ الصحيفة، متوعداً "مولا" بالسجن حال وصوله إلى مصر. في الحوار؛ أكد "مولا" أن الكتب التي رفعها تنقسم لنوعين، نوع صورها بنفسه من خلال "الاسكانر" وجعلها بي دي اف، ثم تولى رفعها عبر منصاته الإلكترونية، وهي تبلغ ما يقرب من 1400 كتاب، ونوع آخر كان إسهامه فيه الجمع وتحديد روايط لتنزيله بعد الحصول عليه من مكتبة الإسكندرية والإنترنت، وهذه تتجاوز 100 ألف كتاب. ووصفه الحوار بأنه ليس مجرد رافع للكتب، بل هو قارئ ومثقف، وقد يكون ذلك سبب تأنيه فيما يرفعه، فهو لا يرفع المراجع الدينية التي تعج بها المواقع، ولا كتب التنمية البشرية التي تستهدف طموحات المراهقين، ولا كتب الطبخ ولا كتب التخصص الدقيق التي لن يستفيد منها سوى القلة كما يقول. ويكشف الحوار أن علي مولا سوري، يقيم في بودابست منذ عام 1987، وعن حقوق الملكية الفكرية وغضب دور النشر مما يفعله يقول: حقوق الملكية الفكرية منتهكة أصلاً في بلداننا العربية، وأعتقد أن تصوير الكتب ساهم في التعريف بالكُتاب الذين كان معظمهم يرسل لنا نتاجه حتى ننشره له. وقد لاحظنا في المنتديات أن الكتب التي نصورها ونرفعها يتم الطلب على نسخها الورقية وتنفذ بسرعة، بعد الإعلان المجاني الذي يلقاه الكتاب في المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي. ويؤكد مولا أن الجميع استفاد من اتساع دائرة نطاق القراء. وتبقى مسألة حقوق الملكية مثار جدل، مضيفاً: لم أصور كثير من مؤلفات الكتاب العرب، ومن اعترض بصوت عالي هم المؤلفون العرب غير المعروفين الذين لم يصور أحد لهم أي كتاب، كانوا يثيرون المشاكل للفت الانتباه ليس إلا. وأعلن مولا عن قرب تأسيسه لدار نشر من أجل طبع وتوزيع الكتب الورقية على أن يكون مقرها في القاهرة، ويكون هدف المشروع تطوعي لا يهدف للكسب المادي بل يكون استكمالاً لنشر المعرفة، وعن اختياره للقاهرة يقول أنها عاصمة للثقافة العربية، ولأن الحياة في مصر حلم يراوده منذ الطفولة. وكرد فعل على الحوار، قال عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين في تصريحات صحفية، أن الاتحاد بصدد إرسال خطاب إلى الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة، يستنكر فيه إجراء حوار صحفي على صفحات جريدة "القاهرة" التابعة للوزارة مع علي المولا، والذي وصفه بأنه "حرامي كتب"، وأن الاتحاد ليس ضد إجراء حوار معه "ولكن كان لا يجب على الصحفي أن يمجد فيه ويصفه بأنه روبن هود المحبوب. وأكد المصري أن مثل هذا الحوار يعد سقطة في تاريخ جريدة عريقة، لافتاً إلى أن المولا سيسجن فور وصوله إلى أرض القاهرة، لأنه باعترافه في الحوار قام بسرقة الكتاب والناشرين على حد سواء.