رام الله - أ ش أ: كشف الدكتور ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين السابق أنه سيتم فى غضون شهر نشر التقرير الطبى الفرنسى الذى تم تسليمه للسلطة الفلسطينية عن أسباب وفاة الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار"، باللغة العربية. وقال القدوة،بمناسبة الذكرى السابعة على رحيل عرفات غدا الجمعة، "إن التقرير سيرد على كثير من أسئلة الشعب الفلسطينى لأنه سيوضح بشكل دقيق الكلام الذى ذكرناه سابقا عنه وهو كلام صحيح" ، مضيفا "إنه من حق الفلسطينيين أن يحصلوا على إجابة قاطعة بشأن وفاة الرئيس عرفات ونحن من واجبنا توفير هذه الإجابة".
وأضاف "إننا لدينا قناعتنا الشخصية الواضحة كما الأغلبية الساحقة من الشعب الفلسطينى وربما الشعوب العربية بأن هذه الوفاة لم تكن طبيعية، وأنها جاءت نتيجة تسميم قامت به جهات إسرائيلية، وهناك الكثير من المؤشرات والدلائل فى هذا الاتجاه".
وعما إذا كان الفرنسيون قد أخفوا جوهر ومضمون التقرير الطبى ، أجاب القدوة قائلا "إن الفرنسيين لم يخفوا جوهر التقرير الطبى بل قدموه.. ولكن القانون الفرنسى يمنع تقديم أية معلومات عن أية حالة مرضية إلا لعائلة هذا المريض، وبالتالى فهم تجاوزوا التنفيذ الدقيق له بسبب هذه الحالة الخاصة..لذلك تم تسليم نسخة أخرى لى لأنهم كانوا يعلمون وضعى الرسمى فى السلطة الفلسطينية وكان مفهوم لديهم أنه سيكون بين يدى السلطة، لكن عملية إخراج التقرير كان يجب أن تكون منسجمة مع القانون الفرنسى".
وقال الدكتور ناصر القدوة، رئيس مؤسسة ياسر عرفات، "جوهر التقرير فى تقديرى أنه لا يحتوى على أكاذيب..فالجانب الفرنسى لم يزور الحالة الطبية بل أعطى معلومات صحيحة لكنه لم يقم بإعطاء كل المعلومات .. هذه هى النقطة التى يجب أن نضع الإصبع عليها".
وأفاد بأن التقرير يشرح الحالة لكن لا يقدم الدليل.. ويقول إن هذه الحالة لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض..وإن المشكلة الصحية الأساسية التى أدت إلى الوفاة ناجمة عن تكسير الصفائح البيضاء .. وهذا يحدث عادة نتيجة ثلاثة احتمالات الأول سرطان وهذا غير موجود..والثانى التهابات حادة وشاملة وهذا غير موجود .. أو تسمم وإننا لم نجد أى سم معروف لدينا".
وقال القدوة "الكلام واضح لمن يريد أن يفهم أنه تسمم لكن لم يعطينا الدليل..الأمر مرتبط بطبيعة الحال بالمسئولية السياسية وهى من يعلن أن عرفات مات مسموما من قبل إسرائيل.. ما قام به الفرنسيون واضح فهم لم يزوروا ولم يكذبوا بل قدموا المعلومات لكن ليس بنسبة مائة فى المائة..فهم أعطوا مؤشرا لما حدث دون أن يقدموا الدليل".
ونفى القدوة ما تردد عن تورط أطراف فلسطينية بالتعاون مع إسرائيل فى عملية تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات ، قائلا "ليس من المنطقى إطلاقا الافتراض أن إسرائيل ستناقش هذا الأمر أو ستستعين بجهات فلسطينية .. فمسألة التخلص من زعيم الشعب الفلسطينى والرئيس المنتخب مسألة على درجة كبيرة من الخطورة بالكاد يمكن مناقشتها مثلا مع الرئيس الأمريكى".
وقال القدوة "إن دم ياسر عرفات فى رقبة أصحاب القرار بإسرائيل ، ولا يجوز أثناء خلافاتنا الداخلية استخدام هذا الأمر لتحقيق أية مكاسب سياسية ضد أى طرف من الأطراف الفلسطينية.. فالمسئولية إسرائيلية ويجب أن تبقى كذلك ، وكل المؤشرات علانية وغير علانية تشير إلى هذا ولا يجوز التلاعب بهذا الموضوع".
واستبعد رئيس مؤسسة "ياسر عرفات" وجود جهات فلسطينية تقف وراء عدم كشف حقيقة اغتيال عرفات ، قائلا "إن الإسرائيليين حريصون على عدم وصول الجانب الفلسطينى للحقيقة كاملة..لكننا فى الشرق الأوسط لا توجد أسرار لفترات طويلة،وأننى عندى قناعة بأننا سنتوصل إلى الإجابة القاطعة".
وعن دور مؤسسة "ياسر عرفات" فى هذا الإطار، أجاب القدوة إننا نقوم فى المؤسسة بإعادة قراءة التقرير الطبى ومحاولة فهمه بشكل أفضل لنا كما أننا نحث الأطراف الأخرى على القيام بدورها بشكل تام.
وحول علاقته الشخصية بالرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات كونه ابن شقيقته ، قال وزير خارجية فلسطين السابق " كان هناك علاقات بالمعنى الشخصى لكن فى أوقات لاحقة وخصوصا مع الانخراط بالعمل الوطنى صار جزء كبير منها رسميا إلى حد كبير.. لكن فى فترة المستشفى كان الموضوع آخر فالبعد الشخصى حميم وبارز وربما نتيجة للظرف السائد وفى تقديرى خلال فترة الوجود بالمستشفى شعر عرفات بأنه نجا مرة أخرى وبدأ يتحسن وأصبح عنده وعندنا جميعا أمل بأن المسائل فى طريقها إلى التحسن.. حتى الفريق الطبى الفرنسى يبدو وكأنه مطمئن، لكن عندما تدهورت حالته كان ذلك بشكل حاد ومفاجىء وتم نقله إلى العناية المركزة..ولم يجر نقاش محدد".
وردا على سؤال عن أن حركة فتح بدأت تودع تاريخها الملىء بالمحطات التاريخية بعد وفاة أبوعمار ، أجاب القدوة قائلا "إن أى حركة سياسية مع غياب قائدها المؤسس ورجل له كاريزما خاصة تتأثر بكل تأكيد والحقيقة ليس غياب عرفات فقط ولكن غياب جيل كامل من القادة العظام بقى منهم الرئيس محمود عباس "أبومازن" وفاروق القدومى ".
وعما إذا كان يتوقع حل السلطة الفلسطينية فى الفترة القادمة ، استبعد رئيس مؤسسة "ياسر عرفات" حدوث ذلك، قائلا "عندما تتحول السلطة ستتحول باتجاه دولة فلسطين المستقلة فى هذه أمور فى هذه الحياة غير قابلة للتراجع ومن ضمنها وجود السلطة".
وعن توقعاته بشأن جلسة مجلس الأمن الدولى المقررة غدا الجمعة للبت فى الطلب الفلسطينى، قال القدوة "لن يكون هناك شىء حاسم ربما يحتاج الوقت إلى مزيد من الوقت ..فلسطين لن تحصل الآن على عضوية الأممالمتحدة".