بالأمس كان السبت الذكري الثانية والأربعين لانتصارات المصريين في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 الثلاثاء هذا الاسبوع تتجدد انتصاراتنا في 30/6 و 3/7 و 26/7.. أرجو أن تذكرنا متتاليات الاحتفاء بانتصارات المصريين وجيشهم الوطني أنه لا قوة علي الأرض بإذن الله ستهزم إرادتنا وصلابتنا وثقتنا فيما نستطيع أن نحققه من معجزات إذا أخذنا بكل أسبابها وأن علينا أن نناقش النجاحات والاخفاقات وما تحقق وما لم يتحقق وما يجب أن يُصحح وما يجب أن يتحقق في ضوء الإيمان واليقين بالخير الوفير القادم لهذا الوطن ولأبنائه بحجم ما صبروا وكابدوا وبحجم ما يعملون ويخلصون ويشاركون في رفع البناء الآن ويواجهون بصلابة وإصرار خطط الهدم والتخريب المأجورة والعميلة والعاملة بالوكالة للمخططات الاستعمارية الدولية والاقليمية والداخلية. أعود إلي 30 يونيو 2013 فكما كان الخروج الهادر للملايين انعتاقا وتحررا للمصريين من محنة حكم جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي كان لي شخصيا مع الأسباب العامة التي جمعت ملايين المصريين لانفجار غضبهم والخروج لاستعادة ثورتهم انعتاق وتحرر من أوجاع عقل وروح تعذبا بقرار خاطئ ظننت عندما اتخذته بعد طول رفض وتردد واعتذار فبعد أن أصبح توليهم حكم مصر أمرا نافذا فلا بأس من مشاركة ورقابة لمختلف أطياف العمل الوطني سبقها علنية ما قدمته وأعلنته من تحذيرات عن الكارثة التي ستحدث إذا أرادوا أن يغلبوا الجماعة علي مصر وأوهام أن يجعلوا مصر جزءا من الجماعة أو يترددوا في اقامة حكم ديمقراطي يحترم سيادة المصريين ويحقق أهداف ثورتهم. ويعلم الله أني ما وافقت علي الاقتراب من دائرة من دوائر صناعة القرار إلا لأحمل ملفات المخاطر والمشكلات التي امتلأت بها سطوري ومقالاتي خاصة في السنوات الأخيرة من حكم النظام الأسبق ونشرتها ما بين صفحات صحيفة الأهرام قبل إنهاء المد لي عقابا علي ما أكتب وواصلتها علي صفحات الوفد والدستور وبعضها كان يحمل عنوان بلاغات مفتوحة إلي النائب العام ويوثق مخططات ابادة وتدمير الجماعة المصرية الإنسان والأرض والزرع والمياه والحيوان والطيور والأسماك ومواجهات وإدانات مع مسئولي التطبيع الكبير الذي يقود تنفيذ المخطط.. ووثقت ما يكشف ويثبت أن مصر أصبحت وطنا ملغما بقنابل ستتوالي تفجيراتها في صحة وأجسام وطعام الأجيال الحالية والقادمة أتذكر أنه من أهم شهادات العلماء أثناء الحملة التي استغرقت سنوات صرخة لعميد معهد الأورام وقتها أ.د حسين خالد ما يأكل المصريون ويتعرض له الأرض والزرع والمياه سيتحول إلي قنابل أورام تنفجر أمراضا وموتا خلال السنوات العشر القادمة وهي السنوات التي نعيشها والكوارث الصحية التي تعصف بالمصريين الآن. اقتربت دائما من دوائر صناعة القرار بأمل أن أضع وثائق المخاطر بين أيدي وتحت أعين المسئولين والقادرين علي اتخاذ القرارات ولم أدرك أن الرئيس الاسبق ليس صاحب القرار وأن صحة وإبادة المصريين لا تعني جماعة لا تعترف بوطن ولا عروق انتماء وولاء تمتد بينها وبين أبنائه وعندما سقط شهداء جدد من الشباب في ذكري أحداث محمد محمود أعلنت استحالة استمراري ودماء شهيدة يتجدد سقوطها ثم جاء الاعلان الدستوري الكاشف للوجه والمخطط القمعي والاستبدادي والذي كان الفيصل والفاصل والذي أعلن بوضوح أن الجماعة والتنظيم تحت غطاء الدين المفتري عليه أعدوا لمصر الكبيرة عليهم وكل يوم يمضي تحت حكمهم كان يتبدي أكثر تقزمهم وعجزهم وخوفهم منها ومن شعبها وضرورة تفكيك مؤسساتها وأعمدة صلابتها وقوتها وفي مقدمتهم جيشها وضرورة استبداله بعد تفكيكه بميليشياتهم العسكرية وميليشيات سائر الجماعات من أتباعهم وضرورة سحق مكونات ومقدمات الهوية والشخصية الحضارية والثقافية والإيمانية وحيث أدرك المصريون بمعجزة حدسهم وحسهم واستشعارهم بالخطر المحدق ببلادهم أن إنهاء حكم الجماعة ضرورة حياة وانقاذ لمصر من أن تلحق بمصير العراق وسوريا وما كان مدبرا لليبيا واليمن ولم يكن قد بدأ بعد وما تتالي وتوالي من أحداث أكد إحساس المصريين بالمصير المظلم القادم علي أيدي الجماعة وأن كل يوم سيمتد فيه حكمهم ويحكمون فيه قبضتهم هو امتداد وتمكين للتمكين والتمكن والتفكيك والسيطرة.. فكان الانفجار العظيم الثاني للمصريين ليحققوا بمعجزة إلهية اسقاط ثاني حكم للبلاد في أقل من ثلاث سنوات!! أي قوة وقدرة أن يفعلوها وأصحاب النفوذ والسلطة بعدتهم وعتادهم وجحافل تابعيهم وأذنابهم والمستفيدين منهم علي مقاعد الحكم؟!! فأغشيناهم فهم لا يبصرون صدق الله العظيم لم تتوقف تحذيرات قيادات القوات المسلحة من الخطورة التي وصل إليها المشهد الوطني وسط الزلازل التي تستهدف المنطقة وتعصف بها كلها.. ولم تتوقف دعواتهم لاتخاذ خطوات تلبي مطالب الجماهير والملايين التي بدأت تتدفق إلي شوارع وميادين مصر كلها.. كان الغضب الجماهيري تجاوز كل شيء وتجاوز دعوات وخطوات لم تتخذها الجماعة للقبول باستفتاء علي الرئيس السابق.. كانت أوامر الجماعة بالرفض.. وكانت إرادة وقرار عشرات الملايين بإسقاطها. أحاول استدعاء بعض عناوين لصحف كبري سجلت وقائع تلك الأيام والمدهشات التي صنعها عشرات الملايين من المصريين وما حققه استجابة الجيش لهم من منع اندلاع حرب أهلية كانت مطلوبة لكسر استعصاء مصر علي العملاء والمخططات والجماعة والتنظيم وسائر التنظيمات والجماعات التي جُهزت للعمل إذا فشلت الجماعة الإرهاب المحتمل كما وصفه وحذر منه المشير عبد الفتاح السيسي يومها عندما لم يكن قد بدأ تحريكه واستخدامه لاستكمال تفجير وإسقاط المنطقة. مصر في قبضة الخوف العنوان الرئيسي الذي اختارته الأهرام علي صفحتها الأولي الأحد 30 يونيو والصور الرئيسية للحشود والملايين في التحرير ومختلف ميادين ومدن مصر مطالبة بالرحيل وصور للحشود في رابعة لدعم رئيسهم والتمسك به شرارات نيران المواجهات الدامية المحتملة تشتعل.. «الإصرار» في التحرير ترفع شعاري والمظاهرات تتزايد وتتصاعد بالوجه البحري، ومظاهرات الصعيد تتواصل واستمرار المظاهرات في شرم الشيخ ودهب مطالبة بإسقاط النظام. في صورة جميلة لأم مصرية شابة تحمل طفلها علي كتفيها وتشاركه رفع علم مصر وتنادي بإسقاط حكم الإخوان الصورة تحيط بها مجموعة من التعليقات الخارجية علي ما يحدث في مصر وتختصر من المشهد إرادة الملايين الهادرة في الميادين وأن ما يحدث أزمة عابرة يدعو أوباما مرسي والمعارضة إلي نبذ العنف لتجاوزها!! بينما تري الاسوشيتدبريس أن المصريين يتأهبون لأسابيع من الفوضي وتحذر من تحول المناطق السكانية إلي ساحات قتال في وقت يعاني المواطنون من انقطاع الكهرباء ونقص البنزين وارتفاع الأسعار. بينما تجمع مجموعة من وسائل الاعلام العالمية أن مصر علي شفا حرب أهليةََ. وخابت كل الظنون والتوقعات التي حلمت بالفوضي الخلاقة تجتاح مصر وتدمرها والحرب الأهلية تحرقها وانتصرت إرادة وصلابة شعب أصبحت حرفة من حرفه وإبداعاته الأساسية صناعة النصر.. صنعها في لحظات مصيرية وفاصلة ومليئة بالمخاطر والتحديات في تاريخه القديم والحديث وليمهد الطريق إلي المشهد العظيم في 3/7 عندما استجاب جيشه لإرادته.. وبما يعني أن هذه الإرادة وتنظيمها واحترامها ومشاركتها وثقتها يجب أن تظل من دعائم قوة وصلابة المشهد الوطني وأن تزال أسباب كثيرة للقلق وللإحساس بمسافات وابتعاد وألا تترك فراغات يملؤها خراب الماضي والفساد والنهب ووكلاء الإرهاب.. يتقدم الأسباب احتضان الشباب ومعالجة جميع أسباب الاحتقان وادخالهم شركاء أساسيين في منظومة إدارة وبناء بلدهم وأن تتسارع وتتكامل قوائم الإفراج عن المدانين في مظاهرات سلمية ضد تجاوزات في قانون التظاهر ليس مقبولا في دولة 30/6 أن يكون في السجون شباب «اتاخدوا في الرجلين» وأن تشدد الرقابة والمحاسبة علي الممارسات الأمنية ويحقق التوازن من حفظ الأمن واحترام الحريات وأن تطرح رؤي جديدة في العاصمة الإدارية ويعاد النظر في إدارة ملفات العدالة الاجتماعية وأهلية المحافظين وإنجازاتهم في المحافظات.. وكل ما يجعل الملايين من صناع الثورة شركاء في منظومة البناء وصناعة النجاح الذي يري بشائره من يقرأ المشهد الوطني بتجرد وموضوعية وما تحقق فيه حتي الآن رغم ما يواجه ويقاوم من أخطار وتحديات. نقلا عن " الاهرام" المصرية