يواجه الفنانان رامز جلال وهاني رمزي الاتهام نفسه بالاتفاق المسبق مع النجوم على المقلب ببرنامجي "رامز واكل الجو" و"هبوط اضطراري"، لكن الفارق بينهما أن الأول نجح في انتزاع ضحكات المشاهدين، بينما الثاني لم ينتزع سوى مشاعر الشفقة على حال هاني رمزي. رمزي، الذي أطل في إعلان ترويجي لبرنامجه قبيل حلول شهر رمضان المبارك، بدا واثقا من نفسه عندما ظهر ساخرا بشكل غير مباشر من حجم طائرة رامز جلال قائلا "دا أنا أطول منها"، قبل أن يتوجه إلى استقلال طائرة من الحجم الكبير، غير أنه بعد أسبوع من عرض البرنامجين بات واضحا أن الكوميديا ليست بحجم الطائرة، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط". فبرنامج "هبوط اضطراري" خرج بصورة باهتة ومملة، وتفاصيل الحلقات تكاد تكون مكررة، تبدأ بصراخ وعويل من جانب الفنان الضحية وتنتهي بفقدانه الوعي أو على الأقل إطلاق العنان ليديه لتوجيه اللكمات لكل من يقترب منه. ربما لو كان الفنان هاني رمزي جزءا من المقلب بالتواجد داخل الطائرة لكان الحال أفضل لأنه حينها ستتاح له فرصة الارتجال وتدبير مزيد من المقالب اللحظية للضيف تزيد من جرعة الكوميديا بالبرنامج، لكن وجوده خارج المشهد تماما والاكتفاء بالتعليق على انفعالات الضيف أضر كثيرا بمساحة الكوميديا. وزاد من تعقيد الأمور بالنسبة لهاني رمزي أنه وضع نفسه في مقارنة مع رامز جلال، ليس فقط لأنه يقدم نفس فكرة المقلب، لكن أيضا لأنه اختار الأسلوب نفسه بالتعليق على ردود أفعال الفنانين ضحايا المقلب، وبالتأكيد لم تأت المقارنة في صالحه إطلاقا، قد يكون تاريخ هاني رمزي السينمائي أكثر عمقا من رامز، لكن في برامج المقالب لا يحظى بالميزة نفسها. رامز و"الانفلات اللفظي" تبقى مشكلة رامز جلال السنوية هي حالة "الانفلات اللفظي" الذي لا تخلو منه حلقة واحدة من حلقاته، سواء جاءت على لسانه أو على لسان الضيف الضحية أثناء غضبه من المقلب، والتي تصل في بعض الأحيان إلى سب الدين وشتائم بالأمهات والآباء، وألفاظ جنسية فجة، بشكل أساء كثيرا - ليس للفنانين الضحايا وحدهم - ولكن أيضا للوسط كله الذي بدا للمشاهدين وكأنه يضم مجموعة من "الشتامين". وإذا لم يكن ممكنا إلقاء اللوم على فنان انفعل جراء تعرضه لمقلب ساخن، فهذا لا ينطبق بالتأكيد على رامز جلال الذي لم يكف عن إطلاق التعليقات التي يمكن اعتبارها سبا وقذفا في بعض الأحيان حتى أنه في حلقة الفنانة لوسي قال بسخريته المعتادة عن الفتاة التي كانت في انتظارها بأول الحلقة إنها بالتأكيد ستثير إعجاب لوسي "وستعرض عليها العمل في الأريزونا (ملهى ليلي تمتلكه لوسي)، لتكون فتاحة للزبائن"!. الاتهام المتكرر سنويا لتلك البرامج بالاتفاق المسبق مع الضيوف، مسألة لا يمكن الجزم بها، أو على الأقل إثباتها، ما جعل الاتهام يفقد معناه، فإذا كان ثمة اتفاق مسبق مع النجوم، ورغم ذلك تحظى بتلك المشاهدة العالية، فهى براعة من جانب صناع البرنامج وبراعة كذلك في أداء الفنانين الضحايا، وفي هذه الحالة سيصبح معيار نجاح البرنامج قدرته على الاستعانة بفنانين يجيدون تمثيل تعرضهم للمقلب مقابل أجر يزيد أو يقل حسب نجوميتهم. أما إذا لم يكن هناك اتفاق مسبق مع النجوم على المقلب تصبح تهمة "الإساءة" للفنانين بهذه المقالب "باطلة" لأنه إذا كان قد تعرض لخدعة المقلب، يظل عرض الحلقة قراره وحده، وإذا رأى في ظهوره على هذا النحو "مسيئا" له، فعليه أن يرفض عرض الحلقة مهما كانت الإغراءات المالية، وإذا وافق على عرضها فلا يلومن إلا نفسه!.