يقع مسجد "الدمرداش" الأثري بالعباسية بجوار مستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس بحي الوالي محافظة القاهرة، ويرجع تاريخ إنشاءه إلى سنة 929 ه/1523م . ويتكون من مساحة مربعة تبلغ 11×10 متر تتوسط في أركانها الأربعة ثلاثة مقرنصات كبيرة تقوم فوقها مباشرة قبة كبيرة بيضاوية مدببة بها ست عشرة فتحة صغيرة ثمان منها مفتوحة كنوافذ والثمان الأخرى مسدودة كحلية. وفى كل ضلع من أضلاع الجهات الثلاث عدا حائط القبلة توجد ثلاثة عقود، ويحتوى جدار القبلة على محراب كبير بجواره من الجهة اليسرى مقصورة من الخشب الخرط بها ضريح "الشيخ الدمرداش" يعلو المحراب نافذة قنديلية مملوءة بالخشب الخرط. كما يوجد(54) خلوة في دورين سفلي وعلوي في الجهة الجنوبية منه، ويحيط به من الخارج من جهاته الثلاث الشمالية والغربية والشرقية حديقة، ومجموعة من المساكن التابعة لموظفي المسجد. صاحب المقام اختلف المؤرخون وكتاب السير في اسم الشيخ الدمرداش فقد جاء في تحفة الأحباب للسخاوى أن اسمه محمد بن الأمير دمرداش المحمدي، وفي كتاب طبقات الحنفية جاء عنه أن اسمه هو العارف بالله أبو عبد الله محمد شمس الدين المعروف بالمحمدي والملقب بالدمرداش و (كلمة دمير طاش كلمة فارسية معناها أنت كالصخر أو الحديد). ميلاده وتعليمه ولد الشيخ أبو عبد الله محمد الدمرداش بمدينة تبريز بإيران سنة 857ه/1453م، وأمضى طفولته وبعض شبابه في مدارس تبريز الدينية، وحفظ القرآن الكريم، ثم درس الفقه على مذهب الإمام أبى حنيفة رضي الله عنه. كما درس مبادئ التصوف وطريق السلوك على طريقة الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي أحد أشهر المتصوفين، والذي ينسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. وحضر الدمرداش إلى مصر في عهد السلطان الأشرف "قايتباى". وترك خدمة السلطان بعد عودته من الحجاز وانقطع للعبادة بعيداً عن أعين الناس بصحراء العباسية "الريدانية" فأعطاه السلطان قطعة أرض معاشاً له على خدمته فكان يزرعها ويأكل من عمل يده. وتوفي الشيخ الدمرداش سنة 929ه/1524م إي بعد زوال دولة المماليك ومجيء العثمانيين ودفن بزاويته.