مشهد "القباب السبع" أو "السبع بنات" يقع جنوب مدينة الفسطاط والتي تعرف حاليا بحي مصر القديمة وعلي بعد 7500 متر من مسجد الإمام الليث.. وتبقي من هذه الأضرحة أربعة أضرحة مفقود قبابها التي سقطت، كما كشف عن جدران لاثنين آخرين منهما، وجميعها علي صف واحد غير مستقيم، ومتماثلة البناء تقريباً فكل منها علي شكل مربع من الخارج طوله 6 م ، ومن الداخل 4.25 م ، ويتكون هذا البناء المربع من ثلاثة طوابق الأول من الحجر، والطابق الثاني والثالث بتدرج من الآجر ، أما الطابق الثالث وهو مثمن الشكل فتحت فيه ثمان نوافذ ، والملمح العام لتلك القباب هو البساطة في التكوين . فقد ذكر المؤرخ المقريزي في معرض حديثه عن القباب السبع بقوله : "هذه القباب بآخر القرافة الكبرى مما يلي مدينة مصر". وتعددت الروايات حول انشاء المشهد وكان منها: امر الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي العزيز بالله ببناء المشهد.. عام 400 هجرية 979 ميلادية. فالحاكم كان يحب الأمراء والتجار ويميزهم بصرف الرواتب الخاصة بهم.. لذلك أمر بتخصيص راتب قدره ستة آلاف دينار سنوياً لأحد التجار القادمين من بلاد المغرب ويدعي أبو الحسن علي بن الحسين و أكرم ضيافته.. وصار هذا التاجر من شيوخ الدولة واشتري الكثير من الأراضي والأملاك والبساتين في الجهة الشرقية من المعادي والتي تعرف حالياً بحي البساتين.. وأصبح ابنه فيما بعد وزيراً للخليفة الفاطمي ويدعي أبو القاسم بن الحسن.. والذي فر هارباً إلي الجزيرة العربية خوفاً علي حياته بعد ان انتشرت ظاهرة قتل كبار مسئولي الدولة في هذه الفترة. وبذلك قرر الحاكم بأمر الله الانتقام من وزيره الهارب وأمر بقتل بنات الوزير السبعة انتقاماً من والدهن وتمت هذه المذبحة عام 400 هجرية ثم حاول استرضاء الوزير فأمر ببناء سبع قبات كمدافن وكانت هذه القباب بداية عصر الأضرحة الفاطمية وتطور القباب الإسلامية.. حيث تتميز بارتفاعها وتناسب أبعادها.. وتظهر بها الزخارف الهندسية البارزة علي جوانبها من الداخل والكتابات الكوفية وكذلك تغطيتها ببلاطات القيشاني الملون.. كما تظهر بها زيادة ارتفاع القبة بتحلية الجزء الاسفل منها. وفي رواية أخرى يقال أن القباب أو الأضرحة مدفون بها فتيات مسلمات يقال إن عددهم سبع فتيات، هؤلاء الفتيات استشهدوا وهم يقاتلون الروم إثناء الفتح الإسلامي وكانوا يقومون بأشجع المعارك ولم يعرف إنهم فتيات إلا بعد استشهادهم حيث أزالوا اللثام عن وجههم فوجدوهم فتيات . ويروي آخرون ان المشهد أطلق عليه السبع بنات نسبة إلى سبع راهبات عزروات تفرغوا لخدمة المرضى والعلاج وأصبح هذا الأسم متداول فى جميع المدارس والكنائس الكثولوكية ويوجد بها علاج وخدمة المرض وعلى هذا أطلق الاسم ويلاحظ أن هذا التعبير مطابق للحقيقة نظرا لارتباطها بأسم السبع بنات ومن المعروف الى الآن عندما يصاب أحد بآلم فى أذنيه يقال له أذهب إلى السبع بنات ولهذا أرتبط الاسم بخدمة المرضى وعلاجهم . ومباني الأضرحة قد اندثرت بفعل عوامل الزمن ولم يتبق منها سوي 4 أضرحة صغيرة تهدمت قبابها وأجزاء من حوائطها.. عدا قاعدتين لقبتين.. وتقع القباب في صف واحد غير مستقيم.. وكان يعتمد تخطيط كل قبة علي حجرة مربعة يوجد بكل ضلع من أضلاعها الأربعة باب معقود بعقد مدبب.. ويقع باب الضريح في الضلع الجنوبي الشرقي.. ويوجد بمنطقة الانتقال التي يتحول بها المربع إلي دائرة لإقامة القبة عليها العديد من فتحات شبابيك للتهوية.