منحت الكاتبة الأميركية جيمي غوردون جائزة الكتاب الوطني الأميركي عن روايتها "سيد الحكم الخاطئ"، وهي قصة خيالية عن سباق الخيل في ولاية ويست فرجينيا المغبرة. وعلى الرغم من إشادة النقاد بالرواية نظراً لوضوحها وغناها اللغوي، فقد شكلت تلك الجائزة مفاجأة لم تتوقعها غوردون التي شرعت في تأليف الروايات منذ عقود. وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير نشرته، أخيراً، عن الرواية، التي وصفتها بالمميزة من حيث الشخصيات ودقة السرد. وتدور أحداث "سيد الحكم الخاطئ" حول مجموعة مذهلة من الأشخاص المتواضعين والمفعمين بالأمل الذين يجربون حظهم، ونقودهم، في مضمار سباق "إنديان ماوند داونز" المتهالك في ويست فرجينيا.
تصور الرواية حسبما نقلت "وكالة الشعر" عالم سباقات "المطالبة" في عام 1970، الذي يسمح لأي مالك خيل بإشراك حصانه المتفوق في السباق الذي يرجح أن يفوز فيه. ولكنه يجازف بأن تتم المطالبة بحصانه، أي شراءه، من قبل مالك آخر بأقل من قيمته الحقيقية.
ويصل الوافد الوسيم وحسن المظهر تومي هانسل إلى مضمار السباق برفقة خيوله الأربعة، وصديقته ماجي ذات الشعر المجعد تسير خلفه. حيث يخطط لإدخال الخيول في سباقات المطالبة ومنحهم مرتبة أقل من تلك التي تستحقها.
وتركز أمله في أن يشارك ببعض الرهانات المربحة، ويكسب بعض المال، ويغادر المضمار سريعاً دون أن يخسر أياً من أحصنته. ولم يضع تومي في الحسبان عدداً من الشخصيات المشبوهة التي كانت تتصدر المنافسة. وقد اعتقد كبار السن، ومنهم سائس الخيل المخضرم ميديسين إد ومدربة "النصب" دوسي جيفورد، بأن تومي كان مجرد "شاب أحمق"، ولكنهم وضعوا مصيرهم بين يديه على أية حال.
وتتشابك أحداث القصة عندما تحظى ماغي باهتمام كل من توتاي وبيغ. ومن ثم يأتي فوز الأحصنة على نحو غير متوقع. وإحدى مزايا سرد غوردون، الذي يرقى إلى مستوى السرعة والصعوبة اللذين يتطلبهما موضوع الرواية، هي أنه يصور الخيول بقدر من الدقة يوازي دقة وصف الشخصيات، بما في ذلك الحصان الأصيل بلتر "ذو العينين المائلتين والأنف المعقوف" والفرس الجريئة و"الفيلسوفة" ليتل سبينوزا، التي تصفها الكاتبة ب"الحساسة والمريبة". ونظراً لأن غوردون تنحدر من سلالة طويلة من متسابقي الخيول، ولأنها أشركت حصاناً لها في سباقات مماثلة، فإنها تعي ما تقول.
إذ إنها، بالإضافة إلى ابتكارها شخصيات حية، تستخدم لغة غنية بالمفردات المتداولة في مضامير السباق، مما يغرق القارئ فيما قد يكون بالنسبة للغالبية منا عالماً غريباً من سباقات الخيل الرخيصة التي كانت منتشرة في سبعينات القرن الماضي. ولا يمكن أن توصف رواية "سيد الحكم الخاطئ" بالكمال.