أسئلة جديدة حول علم اجتماع المعرفة وجهاد الاستفتاء الفتوى لم تسلم من تأثير السلطة الرسمية في الأندلس بصمات رائد الأندلسيات عبادة كحيلة مطبوعة بالرسالة الباحثة : حرية البحث العلمي ركيزة للإبداع منحت كلية الآداب بجامعة القاهرة أمس السبت درجة الدكتورة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى للباحثة "شيماء فرغلى "، للدراسة المقدمة بعنوان " الفتوى وأثرها في الأندلس منذ الفتح الإسلامي إلى نهاية عصر ملوك الطوائف " والتى أشرف عليها المؤرخ الراحل الدكتور عباد كحيله ومن بعده د عطية القوصي ود . مني حسن. فيما تشكلت المنصة إلى جانب مشرف الرسالة من الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع والدكتور محمد عيسي الحريري . وقالت الباحثة شيماء فرغلي أن الدراسة تهتم بالفتوى باعتبارها ظاهرة حضارية تحظى بمكانة كبيرة ؛ فالفتوى صورة من الخطاب الديني في الأندلس والذي كان يشتمل علي التأليف الديني والتعليم في الكتاتيب ويمكن التعبير عنها من خلال المفتين غير المنضمين إلى المؤسسة الرسمية بجانب المفتين الرسميين . وأوضحت الباحثة أن حاجة العامة إلى الفتوى كانت من دواعي اللجوء لتلك الدراسة ، وقد ركزت على الفتوى كظاهرة ومؤثراتها الاجتماعية المختلفة وخلفية المفتين المعرفية. وقالت "فرغلي" أن الدراسة أثبتت وجود مدارس للإفتاء و مؤسسات للدولة في ذلك الوقت المبكر متعلقة بهذا الشأن ، وقد تشابكت بين الدولة ومؤسسات الفتوى روابط وهو ما أدى إلى تسييس بعض الفتاوى في بعض الأحيان، كما اتضح منها الآثار العديدة للفتوى داخل الأندلس في كافة المجالات. وقد أشادت المنصة بأثر المشرف الأول للرسالة الراحل عبادة كحيلة وبصماته الواضحة فيها، كما أشادت بالجهد الذي بذلته الباحثة برغم مجال دراستها المعقد والشائك في الموضوعات الحضارية والفكرية والتي امتدت لأربعة قرون مكتملة. لكن الدكتور عطية القوصي انتقد جنوح الرسالة للصبغة الفقهية أكثر من الجانب التاريخي في بعض الأحيان، وكذا الخروج عن الفترة الزمنية المحددة ببعض المباحث، وردت الباحثة بأنها آثرت دراسة الفتوى تاريخيا، راصدة الأحداث الاجتماعية المحيطة بها لتتضح الثوابت من المتغيرات. وبدوره ، اعتبر د. محمد الحريري أن الرسالة تعد صفحة جديدة في تاريخ دراسات الأندلس ، رغم أن الباحثة غفلت بعض الأبحاث الإقليمية المشابهة، لكنها امتازت بالبعد المعرفي الذي جعلها قيمة مضافة. أما د. أحمد زايد والذي أشرف على رسالة الماجستير للباحثة، فوصفها بالنبوغ المبكر، فيما أكدت د. منى حسن ، مشرفة الرسالة، أن مرونة الباحثة جعلتها تستوعب العديد من الرؤى التي طرحها أساتذتها لتجويد المضمون. وفي لمسة وفاء، عبرت الباحثة عن تأثرها لفقد أستاذها الراحل د. عبادة كحيلة، والذي شعرت أن روحه تحيط بالمكان، كطائر جميل، وقد نصحها بالاستعانة بالدكتور أحمد زايد والذي يحترم حرية البحث العلمي ويعطيه مساحات بلا حدود . ونصحت الباحثين التاريخيين بالالتفات للحدث كظاهرة متشابكة مع الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية ، وقد أضافت لبحثها فكرة "جهاد الاستفتاء" و"الاستفتاء الفردي" كمنطلقات جديدة.