تصدَّرت مصر قائمة الوجهات السياحية الخارجية للمواطنين السعوديين في موسم 2015م، باستحواذها على 35% من حجوزات السعوديين، وفي مرتبة تالية تحلُّ دبي، ومن ثم كلٌّ من تركيا، وشرق آسيا، والنمسا. هذا، وقد حقق عدد السياح السعوديين المتجهين إلى مصر قفزات كبيرة في الأرقام، ونسب الحجوزات بشكل يومي. وعادت مصر للتربع على عرش الوجهات السياحية للسعوديين بشكل فاق المتوقع. فقد ارتفع عدد السياح السعوديين إلى مصر خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 70 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما زاد عددهم خلال شهر أبريل 2015م، بنسبة 57.3 %، مقارنة بالشهر ذاته من عام 2014م. وقالت وزارة السياحة المصرية والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، في تقرير لها، إن المملكة احتلت المرتبة الخامسة لجهة عدد السياح، والليالي التي قضوها في مصر خلال شهر أبريل الماضي والأشهر الأربعة الأولى من هذا العام. وأشارت إلى استمرار النمو الإيجابي في عدد السياح القادمين إلى مصر في أبريل الماضي، إذ سجل عدد السياح الذين زاروا مختلف المقاصد السياحية في مصر ارتفاعاً بنسبة 7.4 في المئة، كما ارتفع عدد السياح العرب الذين زاروا مصر خلال أبريل من العام الحالي بنسبة 17.7 في المئة. وجاء ذلك، متزامناً مع إطلاق وزارة السياحة المصرية حملة "مصر قريبة" التي استهدفت السائح العربي وقرب إطلاق حملة إعلانية الدولية، إذ ستعيد هذه الحملة الجديدة تسليط الضوء على السياحة الثقافية، وتخصيص ما بين 20 إلى 25 في المئة من موازنة الحملة لتنشيط هذا المنتج، كما تهدف الحملة الجديدة إلى إعادة الحركة إلى مقاصد السياحة الثقافية بالتركيز على استقطاب فئتي العائلات والشباب، إذ تسعى إلى ربط تسويق مقاصد السياحة الشاطئية بمقاصد السياحة الثقافية من طريق برامج سياحية تجمع بينهما. وقال رئيس الهيئة العامة للتنشيط السياحي المصري، سامي محمود، "يسعدنا النمو المتواصل في أعداد السياح القادمين إلى مصر الأمر الذي يعكس تنافسية القطاع السياحي المصري على صعيد المنطقة والعالم، من خلال تنوع منتجه السياحي وتعدد مقاصده"، مشيراً إلى أن هذه الأرقام تأتي لترسخ مكانة مصر التي لطالما كانت وما زالت قبلة العرب السياحية، ومحوراً لجميع الأحداث الثقافية والفنية والترفيهية على مستوى المنطقة. وأضاف: "يأتي إطلاق حملة (مصر قريبة) ليعكس التقارب الجغرافي والثقافي والاجتماعي مع الإخوة العرب الذين تستقبلهم مصر بالترحاب والمودة، من خلال توفيرها لأفضل العروض السياحية بكلفة تنافسية وقيمة مضافة لا يوجد لها مثيل في المنطقة. كما تؤكد هذه الأرقام عودة مصر لتلعب دورها الرائد على صعيد المنطقة، إذ ما زالت من أكثر الوجهات أمناً للسياح العرب والأجانب الذين يحظون باحتضان شعبي وحكومي". فقد كان القرار الحازم لوزارة السياحة المصرية، في واقعة منع سائح سعودي وعائلته من الدخول إلى أحد المواقع السياحية في القاهرة بسبب ارتدائه "الثوب السعودي"، حين أصدرت قراراً نهائياً من الوزير بإغلاق المطعم الذي شهد الواقعة، وحرص وزير السياحة المصري، خالد رامي، على استقبال السائح السعودي لتقديم الاعتذار الشخصي له، خير شاهد على أهمية السياح السعوديين في مصر وحرص الجهات المصرية على خدمتهم، الأمر الذي دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لتقديم شكره وتقديره للموقف الذي اتخذته وزارة السياحة المصرية. كما ثمن سمو الأمير سلطان بن سلمان، الموقف غير المستغرب من الحكومة المصرية التي فتحت تحقيقاً في الحادثة، مشدداً سموه على أن المملكة العربية السعودية ترتبط مع جمهورية مصر العربية بعلاقات تاريخية وقوية على مختلف المستويات والأصعدة، فضلاً عن علاقات القربى والود التي تربط الشعبين الشقيقين. وكان صاحب السمو الملكي سمو الأمير سلطان بن سلمان، قد قام بتوقيع مذكرة تفاهم مع المهندس هشام زعروع، وزير السياحة المصري السابق، بشأن دعم سبل التعاون السياحي بين البلدين وتوظيف التراث الحضاري والثقافي والتاريخي في الاسهام في التنمية السياحية، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى مصر للمشاركة في أعمال الدورة ال 17 لمجلس وزراء السياحة العرب، في نوفمبر 2014م. وقد تضمنت مذكره التفاهم، تطوير التعاون بين البلدين في مجال توظيف التراث الحضاري والثقافي والتاريخي، وتبادل الخبرات والمعلومات السياحية في الأنظمة الخاصة بالنشاطات والخدمات السياحية والمتعلقة بحماية الموارد الطبيعية والثقافية والتراث العمراني والشعبي والحرف والصناعات التقليدية واستثمارها في التنمية السياحية. كما تضمنت المذكرة، الاستفادة من الخبرات البشرية المتخصصة في إدارة وتطوير الوجهات السياحية في البلدين، والتنسيق بينهما في مجال تنمية المواقع والمرافق في الوجهات السياحية وتخطيطها وتطويرها، والتعاون في إقامة الفعاليات والمهرجانات السياحية المشتركة، والمشاركة في المعارض والمؤتمرات والندوات التي تقام في البلدين، بما يسهم في تطوير السياحة. ذلك بالإضافة إلى، التعاون بين البلدين في مجال التعليم والتدريب السياحي، وإنشاء المراكز والمعاهد السياحية وإدارتها، إضافة إلى عدد من مجالات التعاون في قطاعات السياحة المختلفة.