مدريد: أشارت التنبؤات حول المناظرة التلفزيونية التي جمعت بين المرشحين للانتخابات المقبلة في اسبانيا الى فوز الحزب اليميني المعارض في الانتخابات المقرر اجراؤها يوم 20 نوفمبر الجاري. وقد اوضحت استطلاعات الرأي التى اجرتها كبرى الصحف المحلية والقنوات الاعلامية تفوق مرشح الحزب اليميني المعارض ماريانو راخوي على غريمه المرشح الاشتراكي للرئاسة الفريدو بيريز روبالكابا بخمس نقاط على الاقل في اعقاب النقاش الذي دام تسعين دقيقة وبثه عدد من القنوات الاعلامية المحلية امس الاثنين. وأظهر الاستطلاع الذى اجرته صحيفة "الباييس" الاسبانية "ان راخوي حظي بتأييد 46% من المتابعين مقابل 41 من المؤيدين لروبالكابا في الوقت الذي بين استطلاع اجرته صحيفة "الموندو" تفوق راخوي ب 51 % من الاصوات مقابل 44 لصالح روبالكابا". ويأتي ذلك في سياق استطلاعات الرأي الاخيرة التي تنبأت بنصر ساحق للحزب اليميني الشعبي في الانتخابات العامة المقبلة بواقع 17 نقطة مقارنة بالحزب الاشتراكي وذلك على خلفية الازمة الاقتصادية وما خلفته من تبعات ولاسيما مستويات البطالة العالية التي بلغت معدلاتها في اسبانيا ضعف مستوياتها في الاتحاد الاوروبي. وقد هيمنت قضايا البطالة والمعاشات التقاعدية والاقتطاعات الاقتصادية في قطاعي التعليم والصحة على المناظرة الوحيدة المقررة بين الطرفين اللذين تناسيا الحديث عن ازمة الديون والبطالة وحركة 15 مايو وقضايا الهجرة. ومن جانبه حاول روبالكابا تقديم منافسه على انه يمثل تهديدا لدولة الرفاه الاجتماعية مثيرا المخاوف حول خطط راخوي الاقتصادية التي تتضمن تخفيضات كبيرة في قطاعي الصحة والتعليم فيما انتقد الاخير انتماء روبالكابا وزير الداخلية السابق الى الحكومة الحالية التي خلفت نحو خمسة ملايين عاطل عن العمل. بينما رأى محللون ان المناظرة التي كان من المتوقع ان تعزز فرص المرشح الاشتراكي انتهت بتتويج راخوي رئيسا للوزراء وروبالكابا رئيسا للمعارضة في اعقاب الانتخابات العامة المقبلة المزمع اجراؤها بعد 12 يوما. وتعد هذه المناظرة الخامسة في تاريخ اسبانيا الديمقراطي حيث عقدت اول مناظرتين انتخابيتين في البلاد عام 1993 بين المرشح الاشتراكي انذاك فيليبي جوانزاليس وخوسيه ماريا أثنار فيما عقدت المناظرتان الاخريان بين رئيس الوزراء الحالي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو وزعيم المعارضة راخوي عام 2008. يذكر ان ثاباتيرو كان قد اعلن في نهاية شهر يوليو/تموز الماضي تقديم موعد الانتخابات الرئاسية بعد ان كانت مقررة في مارس من العام المقبل بهدف تحقيق مزيد من الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد وتعزيز مسيرة النمو الاقتصادي بعد ان كان اعلن في ابريل الماضي عدم ترشحه لفترة انتخابات رئاسية ثالثة. وكان الاشتراكيين قد تعرضوا لهزيمة تاريخية في الانتخابات الاقليمية والمحلية التي جرت في مايو الماضي وحصلوا فيها على 81ر27 في المئة من الاصوات في الوقت الذي حصل الحزب الشعبي اليميني المعارض على 58ر37 % من الاصوات متغلبا بفارق مليوني صوت وعشر نقاط مئوية وهي تعد اسوأ نتيجة يمنى بها الاشتراكيون منذ عام 1995.