شهدت واقعة مقتل طالب مصري معارض والعثور علي جثته في صحراء شرقي القاهرة، انتقادات طلابية معارضة تحمل وزارة الداخلية مسؤولية مقتله، فيما قالت الوزارة إنه اشتبك معها بالسلاح فقتل، أثناء محاولة القبض عليه. وكانت وزارة الداخلية المصرية أعلنت أمس مقتل الطالب المصري إسلام صلاح عطيتو ، والذي قالت أسرته، إنها تنتظر دفنه اليوم الخميس، عقب الحصول علي جثمانه من أحد ثلاجات حفظ الموتي بالقاهرة ظهرا، وفق توضيح شقيقه محمد عطيتو علي صفحته الرسمية علي "فيسبوك". وروت وزارة الداخلية تفاصيل مصرع الطالب المعارض قائلة في بيان، إنه: "قد أمكن تحديد مكان اختباء أحد عناصر لجنة العمليات النوعية المتورطة فى حادث اغتيال ضابط مصري، وهو الإخوانى إسلام صلاح الدين أبوالحمد عطيتو بأحد الدروب الصحراوية بدائرة قسم شرطة ثانى التجمع الخامس (شرقي القاهرة) وحال مداهمة القوات لمكان اختبائه بادر بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، فقامت القوات بمبادلته إطلاق الأعيرة النارية مما أدى إلى مصرعه وضبط السلاح الآلى الذى كان يستخدمه". وأشارت الوزارة في بيانها الصادر أمس إلي أن هذه العملية فى "إطار جهود الأجهزة الأمنية لضبط مرتكبى حادث اغتيال العقيد وائل طاحون الضابط بمصلحة الأمن العام (نهاية الشهر الماضي) وما توافر من معلومات تفيد اضطلاع عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى من أعضاء لجان العمليات النوعية بالتورط فى تنفيذ الحادث" هذه الرواية التي ذكرتها الداخلية قوبلت برفض بعض التيارات الطلابية المعارضة، حيث أدانت حركة طلاب حزب مصر القوية المعارض بجامعة عين شمس غربي القاهرة، ما أسمته "واقعة قتل الطالب اسلام صلاح". وفي بيان لها اليوم الخميس، أضافت الحركة: "لا تكاد الكلمات تخرُجُ من غير دمع الأعين ووجع القلوب، بعد فاجعة أصابت طُلَّاب هندسة عين شمس، من اختطاف للشهيد بإذن الله اسلام صلاح الدين عطيتو ومِن ثمَّ قتلُهُ بدَمٍ بارِد، بل والاستهتارَ بِدَمهِ كأحَدِ الإرهابيين القَتَلى". وفي السياق ذاته حملت حركة "شباب ضد الانقلاب" المعارضة وزارة الداخلية مسؤولية مقتل الطالب قائلة في بيان: "الشهيد اسلام صلاح طالب في الفرقة الرابعة بهندسة عين شمس (غربي القاهرة) اختطفته مليشيات الانقلاب من قلب الجامعة بعد مغادرته لجنة امتحانه، ووجد جثمانه في صحراء التجمع الخامس (شرقي القاهرة) وداخلية الانقلاب تعلن بعدها انها تمت تصفيته بهد تبادل لإطلاق النار أثناء محاولة القبض عليه". فيما أعلن اتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس استقالته وقدم اعتذارا للطلاب عن استكمال مهامه ردا على مقتل صلاح. وفي بيان له نشر علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، روي اتحاد الطلاب رواية مخالفة لرواية الداخلية، قائلا:" فوجئ طلاب لجنة رقم (260أ) الدفعة الرابعة قسم كهرباء قوى بدخول شخص مجهول الهوية بصحبة أحد موظفي الكلية والسؤال عن الطالب "إسلام صلاح الدين عطيتو" ومطالبته بالذهاب إلى شئون الطلاب بعد الانتهاء من امتحانه كما لاحظ الطلاب انتظار هذا الشخص أمام باب اللجنة حتى الانتهاء من الامتحان واصطحاب الطالب إلى مكان مجهول ولم يُستدل على مكانه من حينها". وأضافت: "في صباح اليوم التالي انتشرت أخبار مقتل الطالب كالنار في الهشيم ولكنها رواية كاذبة بثتها وزارة الداخلية على أنه أحد الإرهابيين الذين تم قتلهم فى أحد الأوكار بعد تبادل لإطلاق النار". ومنذ الإطاحة ب محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر والمنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، يوم 3 يوليو/ تموز 2013، تتهم السلطات المصرية قيادات جماعة الإخوان وأفرادها ب"التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارا في ديسمبر/ كانون أول 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية". فيما تقول جماعة الإخوان إن نهجها "سلمي" في الاحتجاج على ما تعتبره "انقلابا عسكريا" على مرسي الذي أمضى عاما واحدا من فترته الرئاسية المقدرة بأربع سنوات، وتتهم في المقابل قوات الأمن المصرية ب"قتل" متظاهرين مناهضين لعزله.