فى مثل هذا اليوم 20 مايو 1873 تفتق ذهن ليفي شتراوس عن اختراع البنطال الجينز الأزرق ذى الأزرار النحاسية ونال عنه براءة الاختراع . ولد ليفي شتراوس عام 1829 م في ألمانيا في بافاريا لعائلة يهودية، وهاجر في فترة مراهقته مع والدته وشقيقتيه إلى أمريكا عام 1847م، حيث سكنوا نيويورك. في ولاية كاليفورنيا بالولاياتالمتحدة كان يعيش شاب يعمل بائعاً متجولاً وكان اسمه «ليفي شتراوس» ألماني الأصل. كان زبائن ليفي من العمال الفقراء ممن يعملون بالمناجم، أو كانوا من البحارة ويعملون بالصيد وكان «ليفي» يبيع لهم الأقمشة التي تصلح لعمل الملابس كما كان يبيع للبحارة الاقمشة الخاصة بصناعة أشرعة المراكب والسفن. بدأ عمال المناجم يشكون من أن ملابسهم تتمزق وتبلى سريعاً بسبب طبيعة عملهم، وفي يوم عرضت زوجة أحد العمال وكان لديها 6 أبناء يعملون جميعا بالمناجم على «ليفي» شراء القماش الخاص بصناعة الأشرعة وذلك بعد ما شكت من تمزق سراويل أبنائها بعد فترة قصيرة من ارتدائها. ولمعت هذه الفكرة بسرعة في رأس «ليفي» فاتفق مع حائك على حياكة سراويل للعمال من القماش الأزرق السميك المخصص للأشرعة، واستخدم الحائك خيوطاً تتناسب مع سمك القماش فباع «ليفي» كل السراويل التي تمت حياكتها. لكن الأصل فى القصة أن ما يعرف «بلبس العمال» أو «بنطلونات الدنيم» بدأ في انجلترا عام 1600 م مع مصنع كان يقوم بتصنيع هذا النوع من اللبس من «الدنيم» (وهو نسيج قطني متين يصبغ عادة بالنيلة الزرقاء) وكان يسمى مصنع «الدنيم»، وهو أصل كل الجينز فيما بعد. عمال المناجم أما قصة «ليفي شتراوس» فتبدأ من عام 1953 عندما رحل إلى سان فرانسيسكو، عن عمر يناهز 24 عاماً، لفتح فرع لأعمال أخته التي تعمل في مجال بيع الملابس والقماش ومستلزمات الخياطة. كان واحد من عملاء «ليفي» خياط يدعى«جاكوب ديفيس». أصلاً من لاتفيا، ويعيش في رينو، نيفادا، وكان يشتري بانتظام بضاعته بالجملة من شركة «ليفي شتراوس». كان من بين زبائن يعقوب رجل دائم التمزيق لجيوب البنطلونات التي يقوم يعقوب بخياطتها. حاول يعقوب التفكير في وسيلة لتعزيزبنطلونات هذا الزبون، وفي يوم جاءته فكرة وضع المسامير المعدنية عند المناطق المعرضه للقطع، مثل زوايا جيب البنطلون وعند قاعدة الزر الطاير. نجحت هذه الفكره ولكن يعقوب خاف أن تسرق فكرته وقرر تقديم براءة اختراع لها، ولكنه اكتشف أنها تتكلف 68 دولاراً وهو لا يملك هذا المبلغ فقرر الاستعانة بشريك تجاري، وعرض الأمرعلى «ليفي شتراوس». في عام 1872 كتب يعقوب رسالة ل«ليفي» بما يفكر فيه وأنه في حالة الموافقة ستكون براءة الاختراع باسمهما معاً. وتوقع «ليفي»، الذي كان رجل أعمال ذكي، أن هذا المنتج سوف ينجح، فوافق على اقتراح يعقوب في 20 مايو عام 1873، تلقى الرجلين براءة الاختراع من الولاياتالمتحدة للبراءات والعلامات التجارية. برقم no.139،121 ويعتبر ذلك اليوم الآن «عيد ميلاد» الجينز الأزرق. عين «ليفي» يعقوب الخياط مشرفاً على إنتاج السراويل في مصنع «ليفي شتراوس» وشركاه في سان فرانسيسكو. وكانت بداية مصانع Levi's. الذي ذاع صيته في باقي الولاياتالمتحدة الأميركية واستخدمها بكثرة بعد ذلك رعاة البقر وعمال المناجم وعمال حقول البترول، وانتشر الجينز بكثرة في فترة الستينيات عندما انفجرت ثورة الهيبيز وأصبح هو الزي الرسمي للشباب. ولطبيعته القاسية التى تحتمل الصعوبات العديدة والعمل الشاق، كان يباع فى 1879 بدولار وستة وأربعين سنتاً فقط للرجال فقط، وكان من الصعوبة أن تجد بين من يرتدونه نساء العائلات المتوسطة أو الغنية ولكن المصممين راحوا تباعاً يطورونه، ويضعون تصميمات خاصة بحيث تناسب النساء وعرض جينز ليفايز Levi's للنساء على صفحات مجلة «فوج» لأول مرة عام 1935، واكتسب شعبية واسعة لدرجة أن تصميمات كلفين كلاين للجينز فى السبعينيات كانت تدر وحدها أرباحاً بقيمة 12.5 مليون دولار أسبوعياً، وبعدما ظل قماش الجينز حتى ستينيات القرن الماضى هو البنطلون المفضل لدى العمال وأبناء الطبقة المتوسطة، راح يتفشى فى معظم الطبقات وصولاً إلى المشاهير وبعض رؤساء الدول، ورغم انتشار صناعته ووجود آلاف الماركات المنتجة له، فلايزال اسم مبتكره طاغياً على كل الأسماء الأخرى. ثم تطورت الموديلات وذاع صيت الجينز في العالم كله في الثمانينيات ولم يعد مقصوراً على البنطلونات فقط بل والحقائب والأحذية وبألوان مختلفة كما ظهرت الماركات العالمية التي أخذت تنافس بعضها وبالتالي ارتفع سعر الجينز بعد أن كان مقتصراً على طبقة العمال فقط.