«الحياة الطيبة» و«الغدير» و«الكلمة» أبرزها.. وتباع بسعر زهيد الأبحاث المنشورة تسعى لإبراز تفوق «الفقه الشيعي» على السني الدراسات تهدف لإشاعة لفظ «الشيعة» في العالم العربي انتشرت في الآونة الأخيرة دوريات علمية تابعة لمراكز أبحاث شيعية في مصر والعالم العربي، تنتج مطبوعات هدفها الترويج للعقيدة والمذهب الشيعي والخلط بين المذهبين السني والشيعي، بما في ذلك من مغالطات وترهات فكرية واضحة، سواء في الفقه أو العقيدة بشكل عام . وتلعب طهران دورا بارزا في تمويل تلك المراكز والدوريات، بعد أن سعت بشكل أساسي لاستقطاب عدد من الكتاب و الصحفيين لإدارة مواقع إلكترونية وتقديم أبحاث مقابل مبالغ مالية ضخمة، علاوة على استغلال زيارة الوفود الصحفية في أخبار من نوعية "وفد إعلامي مصري يزور إيران" للإيحاء بوجود «تطبيع » بين البلدين. واستطاعت إيران بشكل أو بأخر الترويج ل«أفكار شيعية » من خلال هذه المراكز البحثية ، وإنتاج دراسات وأبحاث كثيرة عن أعداد ونشاطات أبناء المذهب الشيعي، سواء المصريين او العرب، حتى يصبح لفظ «الشيعة» متداولا في «العقل الجمعي» المصري. وتمتلئ السوق المصرية بدوريات شيعية عديدة مثل "الكلمة" و"الحياة الطيبة" و"الغدير"، بالإضافة إلي استخدام القنوات الفضائية الشيعية مثل قنوات "العالم" و"الأنوار" و"الكوثر" و"الغدير" و"المنار" و"المسار" لترويج مثل هذه الدوريات والدراسات، لإضفاء ثقل فكري وعلمي عليها والايحاء بأنها دوريات فكرية محكمة. الجماعة والأمة وتتناول هذه الدوريات علي سبيل المثال موضوع " الجماعة والأمة"، فنجد دورية "الكلمة" التي يصدرها "منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث"، وتباع في الأسواق المصرية بسعر زهيد جدا، تنشر في العدد 81 الصادر في خريف 2013 بحثا بعنوان "جدليات الجماعة والأمة في المجال الإسلامي الشيعي الحديث والمعاصر" للباحث زكي ميلاد، يؤكد خلاله أن جدلية الجماعة والأمة هي أكثر وضوحا في المجال الإسلامي الشيعي منها في المجال الإسلامي السني. ويتابع البحث: "النظرة التي تشكلت حول المسلمين الشيعة قديما وحديثا كانت تضعهم خارج نطاق فكرة الأمة وذلك من خلال التشكيك في عقيدتهم وإيمانهم وتصويرهم كما لو أنهم فرقة منشقة عن كيان الأمة، وتصنيفهم في دائرة أهل الأهواء والبدع، وهناك من حكم عليهم بالضلال والخروج عن سبيل المؤمنين واتهامهم بالأعمال الشركية، والتعامل معهم وفق قاعدة هجر المبتدع، وهي القاعدة التي اتخذت من القطيعة والتباعد أصلا وأساسا". واعتبر أن هناك صورة يتعمد السنة في العالم العربي تشويهها للشيعة: "هذه هي الصورة النمطية التي ظلت متوارثة عن المسلمين الشيعة، لكنها الصورة التي لا تستند إلى علم ودراية وتكشف كيف أن المسلمين ظلوا يجهلون بعضهم بعضا ولا يسعون لرفع هذا الجهل، مع أنهم يحفظون ويكررون ما روي عن الإمام علي عليه السلام: "الناس أعداء ما جهلوا"، وروى عنه أيضا قوله "الجهل فساد كل أمر" و"الجهل أصل كل شر". ولاية الفقيه وتصدر جامعة المصطفى "فرع لبنان"، وهي جامعة إيرانية شيعية، دورية بعنوان "الحياة الطيبة" تباع في الأسواق المصرية، جاء في عددها السابع والعشرين بتاريخ 2013 بحثا بعنوان "ملامح التجديد في المنهج التفسيري عند الإمام الخميني على ضوء محورية المقاصد القرآنية"، تناول "تقديم الأطر العامة للمنهج التفسيري التجديدي الذي طرحه الخميني وفق محورية الكشف عن المقاصد القرآنية". ويؤكد البحث أنه "بملاحظة هذه المقاصد يتضح التأثر العرفاني الذي سلكه الإمام وقد قارب فيه كثيرا من سبقه من العرفاء، أمثال صدر المتألهين الشيرازي في تفسيره "تفسير القرآن الكريم"، وخصوصا (أسرار الآيات وأنوار البينات) وكتابه (مفاتيح الغيب) وقبله الغزالي في كتابه جواهر القرآن ودرره". وفي عدد 25 من دورية "الحياة الطيبة" نطالع افتتاحية بعنوان "نظرة في الفقه الإسلامي" تقول: "ولعل ما يميز الإمام الخميني عن أسلافه من الفقهاء هو اتجاهه إلى ملامسة الدائرة الاجتماعية في الفقه الإسلامي بموازاة الدائرة الفردية، ومن أبرز الطروحات التي لامسها البحث الفقهي عند الإمام هي أطروحة ولاية الفقيه التي تعالج النظرة إلى رأس الهرم الاجتماعي والسياسي في المجتمع الإسلامي". وتضيف: "وانطلاقا من تلك الدروس القائمة على شرح نظرية ولاية الفقيه استطاع الإمام الخميني أن يعيد للفقه السياسي الشيعي (لاسيما ما يتعلق منه بالحكومة وتشكيلها) حضورا فاعلا ومؤثرا ليس فقط في الحياة العلمية بل أيضا في الساحة الإسلامية عموما". والغريب ان العدد خصص للطعن المستتر في الفقه السياسي الإسلامي بقوله "ختاما وبكلمة موضوعية يمكن القول: إن قواعد الفقه السياسي الإسلامي لم تدون عند فقهاء السنة بالشكل المطلوب والكامل، وإن ما ذكر منها مفسرا أو مشروحا، سواء في السير أم في كتابات الماوردي، أم في كتابات ابن قتيبة أم في كتابات ابن خلدون وغيرهم، أم المدرسة المعاصرة، هذا كله إثراء لهذا العلم، إلا أنه لم يكن تأصيلا وتقعيدا يؤول إلى بناء منهج مرجعي وقواعد ضابطة." أما دورية "الغدير" الصادرة شتاء العام الماضي، فقد جاء فيها بحث بعنوان " دور المرجعيات الدينية في التماسك أو التفسخ " لأحمد قبلان المفتي الجعفري في لبنان، وهو رجل دين شيعي، قال فيه "إن المرجعية ضرورة شرعية في عالم إبراء الذمم، بمعنى أن المكلف بالفقيه أو القادر على التميز ملزم بالتقليد". ورجح أن المرجعية حق أصيل في الاجتهاد الذي خلت منه الأمة الآن سوى في عالم المرجعيات يقصد النظام التشريعي الشيعي المقيد بولاية الفقيه لبعد نظرها علي حد قول الدورية في تحقيق المصالح العامة والولايات الكلية للأمة، وبذلك يكون قد خرج علينا لتطبيق مفهوم المرجعية وأنه مفهوم ذاتي صالح للأمة جميعا وليس للفقه الشيعي الإمامي الذي اختلف عليه كثير من فقهاء أهل السنة". الفقه السياسي الشيعي أما دورية "الاجتهاد والتجديد" المعنية بقضايا الاجتهاد والفقه الإسلامي من منظور شيعي، ففي عدديها الثامن والعشرين والتاسع والعشرين الصادرين في خريف وشتاء العام الماضي، فقد نشرت بحثا بعنوان "ازدواجية دور المصلحة في الفقه السياسي الشيعي " للدكتور السيد صادق، قال فيه إن "الفقه الشيعي الذي ينظر إليه بالمعيار التاريخي يجد أنه عبارة عن حواشي على فقه أهل السنة، بينما يحفظ هويته الخاصة في تقابله مع ذلك "الغير"، نجده الآن أقرب إلى فقه السنة وأقرب بكثير لما عرف عندهم بمبحث المصالح المرسلة". واكمل: "ونجد الإمام الخميني قد رفع من مقام عنصر المصلحة في الحكومة الإسلامية حتى أنه جعله مقدما على الأحكام الفرعية، فهو كان يرى الحكومة من الأحكام ذات الأولوية في الإسلام، ومقدما على كل الأحكام الفرعية حتى على الصلاة والصوم والحج، لانها تمثل شعبة من الولاية المطلقة للنبي صلى الله عليه وسلم" واختتم بقوله "لا يسعنا إلا التذكير بكلمة الإمام الخميني، حيث قال إن مصلحة النظام من الأمور المهمة، حيث إن التغافل عنها يمكن أن يكون سببا موضوعيا في انهزام المنظومة الفكرية الإسلامية لا سمح الله".