رجح خبراء أمريكيون أن تشهد اجتماعات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في منتجع كامب ديفيد بعد غد الخميس مطالب خليجية أمريكية متبادلة تتعلق بإيرانوسوريا ومواجهة التطرف في منطقة الشرق الأوسط. ووقعت دول مجموعة 5+1، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة الحليف الأول لدول الخليج، في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، اتفاق إطار مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهو ما آثار مخاوف دول الخليج من أن يقود هذا الاتفاق إلى تزايد نفوذها في المنطقة، وامتلاكها السلاح النووي، ما يهدد باندلاع سباق نووي في المنطقة. ورأى الأستاذ المساعد في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، جوش لانديس، أن اجتماعات كامب ديفيد، التي دعت إليها واشنطن، ستركز على التدخل الإيراني في الشرق الأوسط، وستحاول دول الخليج توحيد صف حلفائها داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، أملا في إضعاف الإيرانيين. وتتهم عواصم خليجية إيران بتبني سياسة طائفية توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وتعارض احتمال حصولها على سلاح نووي، فيما تنفهي طهران هذا الاتهام، وتقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية مثل إنتاج الكهرباء، وتتهم إسرائيل بالتحريض عليها؛ لصرف الأنظار عن ترسانة نووية إسرائيلية ضخمة وغير خاضعة للرقابة الدولية. لا نديس مضى قائلا لوكالة "الأناضول" إن دول الخليج "ستريد من أمريكا اتخاذ موقف معارض أشد قوة من (رئيس النظام السوري بشار) الأسد ولإيران (حليفته)، ربما عن طريق فرض منطقة حظر طيران (فوق سوريا) على سبيل المثال". كما ستتناول الاجتماعات، بحسب الخبير الأمريكي، "الجهود الأمريكية لمساعدة السنة (في مواجهة إيران الشيعية)"، معتبرا أن "سوريا ستكون على قمة جدول الأعمال". وبالدرجة الأولى، يدين الأسد ببقائه في السلطة حتى اليوم إلى الدعم الإيراني والروسي في مواجهة مطالب المعارضة بإنهاء حوالي 44 عاما من حكم أسرة الأسد وإقامة نظتم ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة. فيما رأى رئيس المجلس الوطني للإيرانيين الأمريكيين، تريتا بارسي، في حديث مع الأناضول، أن "اجتماعات كامب ديفيد ستركز على ثلاث قضايا، هي أولاً إيران، والتي لا تشعر دول الخليج بالارتياح بخصوصها، أو على الأقل السعودية". و"القضية الثانية، والتي تحب الإدارة (الأمريكية) التحدث عنها، هي كيفية تمكن دول مجلس التعاون الخليجي من التعامل مع مشاكلها الداخلية، لأنه من وجهة نظر أوباما فإن التهديد الحقيقي لهذه الدول يأتي من الداخل وليس من إيران، وهذا يتضمن التعامل مع التطرف الذي ساعدت السعودية على وجه التحديد في تحفيزه، أما القضية الثالثة فتتعلق بمبيعات الأسلحة (الأمريكية للخليج) وأشكال مختلفة من الالتزامات الأمنية وغيرها"، بحسب بارسي. واستبعدت أن يكون لهذا الاجتماع "نهاية سعيدة جداً، حيث ستحاول واشنطن النأي بنفسها عن ترتيبات توازن القوى في المنطقة لإيجاد حل أكثر شمولاً، فكلما ألزمت نفسك بتحالفات لاحتواء طرف ثالث، كلم زرعت بذوراً لصراعات طويلة الأمد"، على حد تقيرها. في الاتجاه نفسه، قال آنتوني كوردسمان، رئيس مجلس آرلي بيرك للدراسة الاستراتيجية والدولية (غير حكومي) إن لدى دول الخليج "مخاوف كبيرة جداً من العلاقة بين الولاياتالمتحدةوإيران، وبالتالي يمكن أن يصبح هذا محور كامب ديفيد، بالإضافة إلى سورياوالعراق واليمن". ويشهد اليمن منذ 26 مارس/ آذار الماضي غارات تشنها طائرات تحالف تقوده السعودية ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) ووحدات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، المتحالف مع الجماعة. وبينما تقول الرياض إن هذه التحركات تأتي استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المقيم حاليا في السعودية، بالتدخل عسكريا ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية"، يرى مراقبون أن هذه التحالف يمثل حقلة جديدة في صراع بين إيران، التي تدعم الحوثيين، والسعودية، على النفوذ في المنطقة، على غرار ما يحدث في العراقوسوريا ولبنان. ورأى كوردسمان، في حديث مع "الأناضول"، أن الاجتماعات يمكن أن تكون ناجحة إذا تمكنت من "طمأنة حلفاء (الولاياتالمتحدة) في الخليج بخصوص قضية إيران"، وكذلك "تقديم ضمانت أمنية".