شككت مصادر مغربية في مزاعم الحوثيين إسقاط طائرة حربية مغربية باليمن، في الوقت الذي رفض فيه مسؤول بوزارة الخارجية المغربية الإدلاء بتصريحات حول سقوط الطائرة الحربية التابعة لقوات التحالف باليمن. وقال المسؤول بالخارجية المغربية، لوكالة الأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، اليوم الاثنين، إن بلاده "لا تتوفر على معطيات جديدة حول الحادث". وقال قيادي حوثي بارز، اليوم، إنهم أسقطوا طائرة حربية مغربية، تابعة لقوات التحالف، بمحافظة صعدة، شمالي اليمن. ولم يصدر أي بيان رسمي جديد بالمغرب عن تداعيات سقوط الطائرة المغربية، باستثناء بيان للجيش المغربي الذي أعلن في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، فقدان طائرة مقاتلة من طراز "إف 16" كانت تشارك في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، مشيرة إلى أنها "فقدت منذ الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (17:00 تغ) من مساء أمس الأحد، الاتصال بالطائرة". ولم يوضح البيان مكان فقدان الطائرة ولا السبب وراء ذلك إلا أنه لفت إلى أن "التحقيقات لازالت متواصلة بشكل حثيث وسيتم الكشف عن نتائجها لاحقا". ونسبت وسائل إعلام محلية تصريحات إلى مصادر مغربية تشكك في مزاعم إسقاط الطائرة الحربية من طرف الحوثيين باليمن. وبحسب موقع "اليوم 24" (موقع غير حكومي واسع الانتشار)، نقلا عن مصادره، أن "ما تروج له قوات الحوثي ليس صحيحا"، مشيرة إلى أن الحوثيين "لا يتوفرون على وسائل حربية تمكنهم من إسقاط طائرة من طراز F16، والتي تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم (القدم = 30.48 سنتيمتر)". وقال موقع "هسبريس" (موقع غير حكومي واسع الانتشار)، نقلا عن مصادر مطلعة، إن الأمر يتعلق بالضابط الذي سقط بمعية الطائرة التي كان يقودها لدى قيامه بمهامه الجوية، قبل أن يتم العثور على جثته، وبث حوثيون صورا له وهو مقتول في أحد الجبال بمحافظة صعدة (شمالي اليمن)، بالقرب من حطام المقاتلة. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال علي نجب، طيار عسكري مغربي سابق، إن "سبب سقوط الطائرة الحربية المغربية، التابعة لقوات التحالف باليمن، يرجع إلى استهدافها بصاروخ مضاد للطائرات أو عطب تقني وقع بالطائرة"، دون أن يحدد مصدر الصاروخ. وأوضح نجب إنه "إذا صحت فرضية سقوط الطائرة الحربية المغربية، التابعة لقوات التحالف باليمن، بسبب استهدافها بصاروخ مضاد للطائرات، فهذا يعني أن الحوثيين يمتلكون صواريخ متطورة حصلوا عليها من مصادر إيرانية التي بدورها تعتمد على الأسلحة الروسية". وفي تصريحات لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال ضيف الشامي، عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله"، المعروفة باسم الحوثيين، إنهم "أسقطوا طائرة حربية مغربية في محافظة صعدة (معقل الحوثيين)". وردا على سؤال حول الطيار وحطام الطائرة، قال الشامي إن "حطام الطائرة تحت حوزتهم الآن، إلا أنه لا توجد معلومات حتى الآن حول مصير الطيار". وبث الحوثيون، اليوم، مقطعا مصورا قالوا إنه لحطام طائرة مغربية مشاركة ضمن قوات التحالف العربي. وذكر موقع قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "تم اسقاط الطائرة المغربية "إف 16" في وادي نشور بصعدة على الحدود اليمنية السعودية، وأن مصير قائدها مازال مجهولا". وقالت القناة إن "رجال القبائل هم من أسقطوها، وليس قوات الجيش اليمني الموالية لهم وللرئيس السابق علي عبد الله صالح". وتشارك المغرب ب 6 طائرات "إف 16" في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن. وفي حال تأكد إسقاط الطيارة داخل اليمن، ستكون أول طيارة يتم إسقاطها للتحالف الذي تقوده السعودية منذء بدء العمليات داخل اليمن. وفي 26 مارس الماضي، وتحت اسم "عاصفة الحزم"، بدأت طائرات تابعة للتحالف غارات على ما يقول التحالف إنها أهداف عسكرية لجماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، المتحالف مع الحوثيين. ويوم 21 أبريل الماضي، أعلن التحالف انتهاء عملية "عاصفة الحزم"، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، موضحا أن هدفها هو استئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي بالغارات الجوية للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة.