لندن : كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" الجمعة أن وحدة عسكرية إسرائيلية هي المسؤولة عن خلق الفيروس الذي شل أنظمة الكمبيوتر في إيران وأوقف العمل في أحدث محطاتها للطاقة النووية. وقالت الصحيفة إن خبراء الكمبيوتر عثروا على إشارة من الكتاب المقدس (عند اليهود) في شفرة برنامج الفيروس "ستاكسنت" تدل على أن إسرائيل كانت مصدر الهجوم الالكتروني، وتضمنت كلمة (ميرتوس) وهي المصطلح لاسم شجرة الآس، وكانت الكلمة العبرية لميرتل (هداسا) اسم الملكة اليهودية لبلاد فارس استر. وأوضحت الصحيفة أن سفر استر في الكتاب المقدس يروي كيف صدت الملكة هجوما على السكان اليهود في بلاد فارس ثم أقنعت زوجها بشن هجوم استباقي قبل أن يتعرضوا لهجوم، مشيرة إلى أن إسرائيل هددت من قبل بشن هجوم وقائي ضد منشآت إيران لمنع الأخيرة من اكتساب القدرة على تهديد وجودها. وأضافت الصحيفة البريطانية إن خبراء الكمبيوتر قضوا عدة أشهر وهم يتابعون مصدر فيروس "ستاكسنت" والذي أصاب أنظمة التشغيل الصناعية التي أنتجتها الشركة الألمانية (سيمنز) في جميع أنحاء العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن المبرمجين الذين تابعوا قضية ستاكسنت رجحوا احتمال أن يكون الفيروس أُدخل إلى إيران عن طريق وحدة ذاكرة كمبيوترية بواسطة إحدى الشركات الروسية التي تساعدها على بناء مفاعل بوشهر. وقالت إن الباحث الألماني رالف لانغنر أكد أن شعبة جهاز استخبارات الإشارة في الجيش الإسرائيلي، الوحدة 8200، هي التي نفذت هجوم فيروس الكمبيوتر وسرّبته إلى حواسيب محطة بوشهر النووية، فيما لم يستبعد خبراء في شؤون أمن الانترنت احتمال أن تكون إسرائيل وراء الهجوم دون أن تعترف بذلك لحلفائها. وكانت ايران اعلنت أن الفيروس "ستاكسنت" يواصل هجماته على الأنظمة المعلوماتية في إيران حيث تضرر 30 ألف جهاز كمبيوتر حتى الآن. وكان فيروس "ستاكنسنت " اكتشف في البداية في روسياالبيضاء في يونيو/ حزيران الماضي وأعلن عن حالات مماثلة في العديد من البلدان ومن بينها إيران . ويشرح خبراء عمل الفيروس، مؤكدين أنه هجوم يذهب مباشرة إلى أنظمة "التحكم بالبرمجة" وهي المسئولة عن البرمجة في معظم الآلات الصناعية، ما يعني أنها الدماغ في تلك الآلات. ويستخدم الفيروس ثغرات في تلك البرمجيات، عن طريق البحث عنها أثناء تطوير البرنامج أو تحديثه، بمعنى أنه يزيد فرصة العثور على طريقه إلى النظام في حالة وجود أي ثغرة فيه، حتى وإن تم إصلاحها. وبمجرد أن تصيب تلك البرمجيات الخبيثة النظام يمكنها أن تنتشر إلى أجهزة الكمبيوتر الأخرى على الشبكة الداخلية. ورغم أنها ليست مستندة إلى الإنترنت، إلا أنها يمكن أن تنتشر من خلال استخدام الإنترنت غير المباشر ، وعملها الرئيسي هو البحث عن نوع معين من الآلات، ثم العودة إلى خادم سيطرة مركزي على بعد مئات الأميال، حيث الأوامر ستصدر لها مرة أخرى للانتشار في متاهة من الخوادم التي أنشئت لجعل تتبع الفيروس شبه مستحيل. ومن خلال تلك الخوادم حول العالم تبث البيانات التي تم إنشاؤها بغرض التحكم في أنظمة "التحكم بالبرمجة" في تشغيل الآلات لذا ومن الناحية النظرية، فإن مجموعة من الناس على جانب من كوكب الأرض يمكنهم السيطرة على جهاز في محطة للطاقة النووية على الجانب الآخر.