يحتدم الجدل بشأن مدى سلامة مادة كيميائية موجودة في أكثر مبيدات الحشائش شيوعا على مستوى العالم، حيث أعلنت وحدة ابحاث للاورام تابعة لمنظمة الصحة العالمية ان مادة غلايفوسات الموجودة في المبيد الحشري "مسببة للأورام لدى البشر". وقال مسؤول مبيدات الآفات بالوكالة الأوروبية للحماية البيئية إن الوكالة اختتمت مراجعتها بشأن أكثر مبيدات الحشائش شيوعا وتعتزم نشر تقييم مبدئي مرتقب للمخاطر قبل حلول شهر يوليو. وتجيء مراجعة الوكالة للآثار الصحية والبيئية لمادة غلايفوسات في الوقت الذي يثار فيه الجدل حولها. وقال جيم جونز المدير المساعد لمكتب الأمان الكيميائي ومكافحة التلوث بالوكالة الأوروبية للحماية البيئية في مقابلة إن مراجعة الوكالة للآثار الصحية والبيئية لمادة غلايفوسات اختتمت منذ عدة اشهر لكن تقريرها تأخر لاتاحة متسع من الوقت للوكالة للتعرف على النتائج التي توصلت اليها منظمة الصحة العالمية. وقال جونز إنه يتوقع ان يجتذب التقييم المبدئي للمخاطر اهتماما واسع النطاق وتعليقات من جانب الجمهور. ومادة جلايفوسات هي المكون الرئيسي لمستحضر (راونداب) وهو مبيد للحشائش تنتجه شركة مونسانتو وتدخل هذه المادة ايضا ضمن 700 منتج آخر تباع في شتى أرجاء العالم. ويستخدم المزارعون هذا المبيد على نطاق واسع في محاصيل منها فول الصويا الذي تم تعديله وراثيا لمقاومة تأثير المبيد بحيث يقضي على الحشائش ولا يضر بالمحصول نفسه. وحققت الشركة المنتجة عائدات حجمها نحو خمسة مليارات دولار العام الماضي من منتجات جلايفوسات. وامتنع جونز عن تقديم مزيد من التفاصيل عن التقرير الختامي للوكالة الاوروبية التي كانت قد طالبت باجراءات للحد من مقاومة الحشائش للمبيدات. وتنتشر الحشائش المقاومة للغلايفوسات في معظم المزارع بالولايات المتحدة ما يزيد التكاليف على المزارعين ويضر بالانتاج المحصولي. وأعلن المستهلكون وجماعات الحفاظ على البيئة مجموعة من المخاوف بشأن غلايفوسات ويطالبون بالحد من استخدامه لكن شركات الانتاج الزراعي تقول إنه لم تثبت أي مخاوف خاصة بالسلامة وان هذا المركب من الادوات المهمة في قطاع الزراعة. وبعد أن تصدر الوكالة تقييما أوليا للمخاطر الخاصة بالغلايفوسات فانها ستتلقى تعليقات الجمهور قبل ان تضفي الصبغة الرسمية التنظيمية النهائية. يجئ هذا التقييم في الوقت الذي تعكف فيه شركة مونسانتو وشركات زراعية أخرى على ابتكار وسائل اخرى للمكافحة الحيوية التي تعتمد على كائنات حية توجد بصورة طبيعية في النبات وفي التربة من ميكروبات وأعداء طبيعية بدلا من اللجوء إلى المواد الكيميائية التخليقية وهى المكافحة التي يرى البعض انها بديل عن مبيدات الآفات التقليدية.