دعا وزير الخارجيّة العراقي إبراهيم الجعفريّ، اليوم الأربعاء، الأممالمتحدة إلى اتخاذ موقف من المحاولات الرامية لما اسماه "تمزيق وحدة النسيج المجتمعي في البلاد والمساس بسيادته". وكان الجعفري يشير الى مشروع قانون في الكونغرس الأمريكي يتضمن السماح بتمويل أمريكي مباشر لكل من البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، وقوات أمنية قبلية سنية (العشائر)، وقوات الحرس الوطني السني العراقي (قوات غير حكومية تتولى حماية المحافظات السنية)، على أن تعامل كل من هذه القوات كدولة لتوافي اشتراطات منح التمويل الأمريكي المباشر المنصوص عليها دستوريا. وقوبل مشروع القانون برفض الحكومة العراقية التي تقودها الشيعة لكنه لاقى استحسان السنة والاكراد على حد سواء. وجاءت مطالبة الجعفري خلال لقائه اليوم الأربعاء مع ممثل الأمين العام للأمم المُتحِدة في العراق يان كوبيتش، بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية . وشدد الجعفري خلال اللقاء على "أهمّيّة أن تؤدي الأمم المُتحِدة دوراً في دعم، ومُساعَدة العراق في الجوانب المُتعدِّدة: (الإنسانية، والأمنية، والسياسية، والخدمية)". وقال إن "الأمم المُتحِدة هي المظلة الدوليّة المسؤولة عن حماية، ومُسانَدة شُعُوب العالم، مُشيراً إلى أنَّ وزارة الخارجيّة مُستعِدّة لتقديم كلِّ التسهيلات لإنجاح عمل البعثة الأمميّة في العراق، وتوظيف الجُهُود، والطاقات لتوفير كلِّ أنواع الدعم، والمُساهَمة في حفظ أمن، واستقرار العراق". كما شدد الوزير العراقي على "ضرورة أن تقف الأمم المُتحِدة موقفاً شجاعاً بوجه كلِّ المُحاوَلات التي تسعى لتمزيق وحدة النسيج المُجتمَعيِّ العراقيّ والمسِّ بسيادته". من جانبه قال مُمثِّل الأمين العامّ للأمم المُتحِدة في العراق يان كوبيتش إنه "سيبذل كلَّ الجُهُود، والإمكانات لتقديم المُساعَدات للعراق في مُختلِف المجالات". واشار الى أنه "سيتباحث مع الأمين العامّ للأمم المُتحِدة بان كي مون خلال زيارته للأمم المُتحِدة في نيويورك بكلِّ ما من شأنه تعزيز عمل البعثة الأمميّة، والمُساعَدة على حفظ وحدة، وأمن، واستقرار العراق". وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى العراقية (شمال) قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتقاتل العشائر العراقية السنية في المناطق الغربية من العراق وقوات البيشمركة الكردية في الأجزاء الشمالية من العراق إلى جانب القوات الأمنية العراقية. ويطالب السنة والأكراد بمزيد من الدعم الدولي بالأسلحة والاعتدة لمحاربة داعش ويتهمان الحكومة العراقية بعدم تسليحهما وتسليح فصائل شيعية تقاتل إلى جانب الحكومة.