يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سلسلة من العقبات غير المتوقعة التي تعترض المباحثات التي تجرى اليوم الثلاثاء لتشكيل حكومة ائتلافية، وذلك غداة انتهاء المهلة المتاحة أمامه لتقديم حكومة جديدة للرئيس الإسرائيلي. وصعد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نافتالي بينيت من حزب "البيت اليهودي" مطالبه حتى ينضم إلى حكومة نتنياهو وفقا لما قاله مساعدوه اليوم، ويأتي موقفه الأكثر تشددا بعد أن أعلن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بشكل مفاجئ أن حزبه"إسرائيل بيتنا" لن يعود إلى الائتلاف الحكومي بزعامة نتنياهو. وكان نتنياهو يعتمد على ليبرمان ، الذي يعد حتى الآن شريكا طبيعيا وواضحا،في خططه الرامية إلى تشكيل ائتلاف حكومي يضم الأحزاب الدينية واليمينية لكي يحصل على أغلبية 67 نائبا في البرلمان الإسرائيلي الذي يضم 120 مقعدا. والآن أصبح نتنياهو معتمدا على وزير الاقتصاد، حيث أنه سيفتقد بدونه إلى الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة. وكان حزب الليكود اليميني القومي بزعامة نتنياهو قد وقع اتفاقا للائتلاف مع حزب "شاس" الديني المتشدد مساء أمس الاثنين، كما وقع الأسبوع الماضي اتفاقا مع حزب "كلنا" الذي ينتمي إلى يمين الوسط، وأيضا مع حزب "يهودية التواره المتحد" الديني المتشدد. ولدى هذه الأحزاب الأربعة مجتمعة 53 مقعدا برلمانيا، ويحتاج نتنياهو إلى بينيت للحصول على أغلبية برلمانية ضئيلة تبلغ 61 مقعدا. وتنتهي مهلة تشكيل الحكومة الجديدة التي حصل عليها نتنياهو وتستغرق 42 يوما في وقت متأخر من مساء غد الأربعاء. وقال مصدر مسؤول بحزب "البيت اليهودي" إن الحزب يشعر بالاستياء إزاء منح نتنياهو وزارة مهمة تسيطر على المؤسسات الدينية لحزب شاس، وردا على هذه الخطوة رفع حزب "البيت اليهودي" سقف مطالبه وتقدم بعدة مطالب جديدة كشرط للانضمام إلى الائتلاف الجديد. وتفوق نتنياهو على التوقعات، وفاز حزبه الليكود بثلاثين مقعدا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 17 آذار/مارس الماضي، غير أن نظام التعدد الحزبي في إسرائيل يجعل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية معقدا للغاية.