قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم السبت إن بلاده ترغب في إحياء علاقاتها مع سريلانكا وحث حكومتها الجديدة على العمل مع الأممالمتحدة لضمان أن يفي تحقيق في جرائم الحرب بالمعايير الدولية. وصل كيري إلى الدولة الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا في وقت سابق اليوم السبت في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي للبلاد منذ عشر سنوات. وأعلن كيري بدء حوار ثنائي سنوي وقال إن الولاياتالمتحدة ستوفد خبراء على الفور لإسداء النصح للحكومة الجديدة فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي والتجارة والاستثمار. تأتي زيارة كيري بعد سنوات من التوتر بين واشنطن والرئيس السابق ماهيندا راجاباكسه بسبب مزاعم عن انتهاكات لحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب في نهاية صراع طويل مع الانفصاليين من التاميل والذي انتهى في 2009. وخلف ميثريبالا سيريسنا الرئيس السابق راجاباكسه بعدما حقق فوزا مفاجئا في الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني. واختلفت أيضا حكومة راجاباكسه مع الأممالمتحدة بسبب تحقيقها في فظائع الحرب. وبناء على طلب سيريسنا وافقت الأممالمتحدة على تأجيل تقريرها حتى سبتمبر أيلول. وفي كلمة أمام قادة أعمال ونشطاء قال كيري إن من المهم أن تتعاون الحكومة الجديدة مع الأممالمتحدة وأن تجري تحقيقا يحظى بالشرعية داخل سريلانكا. وأشار كيري إلى الحاجة لعملية مصالحة لتضميد جراح الحرب التي استمرت أكثر من 20 عاما. وحث الحكومة أيضا على إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين المتبقين والعمل مع المنظمات الدولية للتحقيق في قضايا الأشخاص المفقودين. وقال كيري "سريلانكا نقطة محورية. حل السلام لكن المصالحة الحقيقية سوف تستغرق وقتا... الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم كل المساعدة القانونية والفنية وأي مساعدة بإمكاننا لدعم سريلانكا." والتقى كيري بسيريسنا لفترة وجيزة والتقى بعد ذلك برئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ ومن المقرر أن يجتمع غدا الأحد مع راجافاروتايام سامبانتان رئيس الحزب السياسي الرئيسي للتاميل في البلاد قبل أن يتوجه إلى كينيا. وخلال مؤتمر صحفي قال كيري إن الولاياتالمتحدة لا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية لسريلانكا. وقال كيري "كل شيء نتحدث عنه ... نعرضه ولا نطلبه فكل شيء نقترحه هو تماما كذلك... اقتراح." وكان راجاباكسه قد أقام علاقات قوية مع الصين خلال حكمه. ولم يذكر كيري الصين بالاسم لكنه أكد خلال اجتماعه اليوم السبت أن الولاياتالمتحدة لا تطالب سريلانكا بأن تنحاز إلى دولة بعينها. وأضاف "الولاياتالمتحدة ليست هنا لتطالب سريلانكا بالانحياز إلى أي شخص أو رفض إقامة أي علاقة أخرى." وينسب إلى كيري في سريلانكا الفضل لدوره في المطالبة بإجراء انتخابات سلمية وشاملة واتصاله براجاباكسه عشية الانتخابات لحثه على احترام النتيجة.