اعترفت جماعة أنصار الله الحوثيين بشدة أزمة نقص المشتقات البترولية التى تعانى منها اليمن ، وأكدت الجماعة التى تدير البلاد وتتحكم في الوزارات أن الكميات المتبقية من الوقود في معظم المستشفيات اليمنية ستنتهى في خلال يوم . وأوضحت دائرة العلاقات الخارجية بجماعة أنصار الله في رسالة للامين العام للامم المتحدة بان كى مون أن الأدوية في المستشفيات في تناقص مخيف مع وجود آلاف الجرحى والمرضى فيها بسبب الاوضاع التى تتعرض لها اليمن .. وركزت الرسالة على أوضاع المواطنين في المحافظات الشمالية خاصة صنعاء وصعدة ولم تتطرق الى الحرب في عدن أو المحافظات الجنوبية على الاطلاق والمأساة التى تحدث في هذه المحافظات بالاضافة الى تجاهل ما يحدث من حرب تكاد تكون منسية في محافظتى الضالع والبيضاء . وضربت المحافظات اليمنية أزمة وقود وطاقة لا مثيل لها في أى بلد شهد نزاعات داخلية ، فقد توقفت محطات الطاقة بسبب عدم وجود الديزل والمازوت اللازم لتشغيلها كما أن محافظة مأرب التى تزود العاصمة صنعاء بالكهرباء متوقفة عن العمل لعدم استطاعة الفرق الفنية الدخول لمنطقة الجدعان لاصلاحها على الرغم من التوصل الى هدنة عدة مرات للسماح للفرق بذلك الا أن الحوثيين لم يلتزموا بالهدنة كما تقول المقاومة في مأرب وهم ينفون ذلك والنتيجة أن الاصلاح الذى لن يستغرق سوى ساعات قليلة متوقف بارادة طرف من النزاع وحتى ان تم الاصلاح فسوف تواجه المحطة مشكلة الوقود اللازم لتشغيلها خلال أيام قليلة . ودخلت العاصمة صنعاء وعدة محافظات تعتمد على محطة مأرب في ظلام تام لليوم التاسع عشر على التوالى . وكانت وزارة الكهرباء قد قامت بتوفير المازوت والديزل لمحطتى التقوية في حزيز وذهبان بالعاصمة ومدت المحطتان المواطنين بصنعاء بالكهرباء لمدة ساعتين يوميا ومنذ ستة أيام انقطعت الكهرباء عن العاصمة بالكامل ويبدو أن المحطتين توقفتا عن العمل مما أدى الى شبه توقف للانشطة الحياتية في العاصمة التى يكاد أن تنعدم فيها حركة السير بعد المغرب . والغريب في الامر أن محطات الوقود لا يوجد بها بنزين أو سولار وتقف السيارات أمامها بالايام للحصول على 40 لترا ويقوم السائقون بتدبير جزء من احتياجاتهم من السوق السوداء التى يتحكم فيها مقربون من السلطة كما يقول اليمنيون ..وفى يوم امس نظمت جماعة أنصار الله الحوثيين مسيرة للتنديد بالعدوان على اليمن وجابت السيارات محملة بالحوثيين بكامل أسلحتهم شوارع العاصمة لحماية المسيرة وكأنه لا أزمة في الوقود على الاطلاق . وتدخل العاصمة اليمنية في أزمة مياه شرب بسبب عدم توفر الوقود لانها تعتمد على الآبار التى تعمل بالسولار في تزويد المواطنين بالمياه ونقله للمنازل في سيارات "تنكات ضخمة" تعمل أيضا بالسولار ويرفعها المواطنون الى خزانات علوية بالكهرباء غير المتوفرة مما أدى الى زيادة أسعار المياه للمواطنين الى الضعف . وكان الامين العام للامم المتحدة قد حذر أمس الاول أطراف الصراع باليمن من أن العنف يهدد بوقف العمليات الإغاثية لأنه يؤدي لإعاقة وصول شحنات الطعام والدواء والوقود وهو ما ينذر بكارثة إنسانية ..وطلب من جميع الأطراف الاتفاق على هدنة انسانية وفتح طرقات آمنة أمام الوكالات الإنسانية لوصول المساعدات الانسانية والوقود لليمنيين .