أشارت نتائج دراسة علمية، أمس الإثنين، إلى أن تغير المناخ هو المسؤول الأول عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وعن نحو خمس حالات هطول الأمطار الغزيرة وهي النتائج التي تقدم برهاناً جديداً على مدى تأثير غازات الاحتباس الحراري - الناتجة عن الأنشطة البشرية - على الطقس. وقال علماء المناخ بالمعهد الاتحادي للتكنولوجيا بجامعة "زوريخ" بسويسرا: "ترجع في الوقت الراهن 75% من الارتفاعات القاسية في الحرارة ونحو 18% من حالات الهطول الغزير للامطار على مستوى العالم لتغير المناخ". أما بقية النسب المئوية فتعزى الى تقلبات طبيعية في الطقس، وفقاً لما ورد بوكالة الأنباء "رويترز". ويقول مركز هادلي البريطاني للأرصاد الجوية إن لفظ "قاسي" يعني نمط الطقس المتوقع في مكان ما مرة واحدة كل ألف يوم، فمثلاً في بريطانيا يبلغ 33.2 درجة مئوية في جنوب شرق إنجلترا و27 درجة مئوية إلى الشمال في أدنبره. وقال العالمان أريك فيشر وريتو نوتي، إن دراسة أجرتها الأممالمتحدة العام الماضي توصلت إلى أن ثمة احتمالاً نسبته 95% على الاقل في أن معظم الارتفاعات في درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين ناجمة عن الأنشطة البشرية. وهذه الدراسة التي وردت نتائجها في دورية "نيتشر" لتغير المناخ هي الأولى التي تتضمن نسباً مئوية بشأن كيف يؤثر الإحترار على الإرتفاع الشديد في درجات الحرارة وعلى هطول الأمطار. وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إن العام الماضي كان الأكثر حرارة منذ بدء تدوين هذه السجلات في القرن التاسع عشر وشهدت دول منها صربيا وبنجلادش وباكستان وجنوب أفريقيا والمغرب والبرازيل فيضانات عارمة. وعقد العلماء مقارنة بين ارتفاع عدد الأيام الشديدة الحرارة وتلك التي شهدت هطولاً غزيراً للأمطار في نماذج حديثة للحاسبات والسجلات التاريخية التي ترجع إلى أكثر من قرب مضى. وتوصلت الدراسة السويسرية إلى أن المتوسط العالمي لدرجات الحرارة ارتفع بواقع 0.85 درجة مئوية فوق الدرجات التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية وإن زيادة الاحترار ستزيد من مخاطر درجات الحرارة القاسية. ويجتمع عدد كبير من دول العالم في قمة الأممالمتحدة لتغير المناخ التي ستعقد في باريس في ديسمبر القادم للإتفاق على خطة عالمية للحد من تغير المناخ لما بعد عام.