دعا حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، السياسيين والمسئولين العراقيين إلى الكف عن إطلاق التصريحات التي تتسبب بآثار سلبية على الأوضاع في الأنبار التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش"، داعياً إلى محاربة الشائعات التي تؤثر على معنويات الأهالي والمقاتلين في المحافظة. جاء ذلك خلال اجتماع أمني عقده العبادي السبت، مع نواب محافظة الأنبار والمسؤولين فيها بحضور وزراء الدفاع والتخطيط والكهرباء ومستشار الأمن الوطني والقيادات العسكرية في المحافظة، جرى خلاله مناقشة الأوضاع الأمنية التي تشهدها الأنبار وعملية تحريرها من الدواعش ومشاركة العشائر والحشد الشعبي (شيعية) في المعارك، بحسب بيان صار عن مكتب رئيس الوزراء. كما بحث الاجتماع، بحسب البيان، أهمية تقديم الدعم السياسي لمعركة تحرير الأنبار والابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلبا على الأوضاع في المحافظة. ودعا العبادي إلى "محاربة الشائعات التي تؤثر على الأهالي والمقاتلين في الأنبار"، مطالبا بعض السياسيين والمسؤولين العراقيين ب"الكف عن إطلاق بعض التصريحات التي تتسببت بآثار سلبية على الأوضاع في الأنبار". وقال رئيس الوزراء إن العراق دخل مرحلة حاسمة في مسيرة القضاء النهائي على تنظيم داعش الارهابي، لافتاً إلى أن "مجرمي داعش يحاولون التأثير على الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش والهزائم التي منوا بها من خلال استهداف بعض المناطق الهشة"، في إشارة الى سد الثرثار الذي سيطر عليه التنظيم أمس السبت، وقتل العشرات من أفراد الجيش العراقي وقوات متحالفة معه. وكان تنظيم "داعش" سيطر أمس، على سد "ناظم الثرثار" (على نهر الفرات) شمالي قضاء الگرمة في محافظة الأنبار، وقتل 142 من عناصر الجيش وحلفائه بينهم قائد الفرقة السابعة العميد حسن طوفان، بحسب مصدر أمني عراقي. وأكد العبادي على "أهمية تعاون أبناء العشائر والأهالي والمقاتلين من أبناء الانبار في مسك الأرض بعد تحريرها من داعش"، منوهاً إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى مجهود كبير. وتعتزم لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي (البرلمان)، مساءلة وزير الدفاع خالد العبيدي الأسبوع الجاري، عن "نكسة الثرثار" بمحافظة الأنبار، بحسب تصريح لعضو في اللجنة ل"الأناضول"، أمس السبت. و"ناظم الثرثار" يقع على بعد 65 كم شمال غرب بغداد، وهو أكبر مشاريع السيطرة والتحكم بالمياه في العراق، وتصل سعة الخزن الإجمالية به إلى (85 مليار م3)، ويعد صمام أمان لمدينة بغداد وباقي مدن وسط وجنوب العراق من خطر فيضان نهر الفرات. وبدأت القوات العراقية، في ال8 من الشهر الجاري، حملة عسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من تنظيم "داعش"، وهي محافظة صحراوية شاسعة لها حدود مع ثلاث دول هي سوريا والأردن والسعودية. وكانت صحراء الأنبار أولى الأماكن التي أوجد فيها "داعش" موطئ قدم قبل شن هجوم على الفلوجة، كبرى مدن المحافظة، والسيطرة عليها مطلع عام 2014. وبالرغم من خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق) ونينوى وصلاح الدين (شمال)، إلا أن التنظيم ما زال يحافظ على سيطرته على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014 ويسعى لاستكمال سيطرته على باقي المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات الحكومية وأبرزها الرمادي.