أكد مسئولون في نيبال، ودول مجاورة، اليوم الأحد أن الحصيلة الإجمالية لضحايا الزلزال الهائل الذي دمر أجزاء كبيرة من النيبال تخطت الألفى قتيل. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية كمال سينج، أن العدد المسجل للقتلى في النيبال ارتفع إلى 1953 شخصا، فيما قال مسئولون في الهند أن عدد القتلى وصل إلى 53، وقالت وسائل الإعلام الصينية أن 17 شخصا قتلوا في التيبت. وأفاد مركز المسح الجيولوجي الأمريكي، أن الهزات الارتدادية التي تبعت الزلزال، استمرت طوال ليلة أمس، وأن هزة بقوة 4.6 درجات ضربت المنطقة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد. وأشار مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن 4.6 ملايين نسمة، من أصل 27 مليون نسمة عدد سكان نيبال، تضرروا جراء الزلزال، الذي انعكست آثاره على 30 منطقة إدارية من أصل 75. من جانبه كتب "كوندا تيكسيت" رئيس تحرير صحيفة تايمز النيبالية على تويتر قائلًا: "المباني انهارت، والمعابد سوّيت بالأرض، والهزات الارتدادية بلغت نفس قوة الزلزال الأول"، بينما أشار المدون "سالوكيا" إلى أن هناك أناسًا بحاجة ماسة للمأكل، والمشرب، وخيام الإيواء، وبشكل عاجل. بدورها أفادت صحيفة هندوستان تايمز، أن عائلات السياح الموجودين في نيبال، تحاول التواصل مع ذويها الذين يزورون نيبال في موسم الرحلات. وأفاد مسؤولو مؤسسات الإغاثة الدولية، أن عدد القتلى المعلن حتى الآن، هو الوارد في العاصمة، والمدن المحيطة بها، مشيرين أن الكم الأكبر من الخسائر البشرية ناجم عن حدوث انهيارات في 80% من الوحدات السكنية الصغيرة. كما تجري أعمال البحث والانقاذ تحت أطلال "قلعة داراهارا"، التي دمرها الزلزال، والتي تعتبر أحد أكثر الأماكن التي يرتادها السياح، إذ تم انتشال 50 جثة من تحت أنقاضها منذ ليلة أمس. من جانبه قال منسق جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة آسيا –الهادي "جاغان تشاباغان"، إنه من الصعب تحديد حجم الدمار الذي تسبب به الزلزال حتى اللحظة، مبينًا أن زلزال الأمس قد يكون الأكثر تدميرًا، الذي تشهده البلاد منذ عام 1934. وواصلت الهند التي تأثرت مناطقها الشمالية بفعل الزلزال، إجلاء مواطنيها الموجودين في نيبال، وقال المتحدث باسم الخارجية الهندية "فيكاس سواروب"، إنه تم إجلاء 540 هنديًا، بواسطة طائرة أرسلتها الحكومة الهندية، وأنها ستواصل إرسال المزيد من الطائرات لإجلاء مواطنيها المتبقين في نيبال. وأفاد وزير الخارجية الهندي "سوشاما سواراو"، أن مباني السفارة الهندية لدى "كاتماندو" تعرضت لانهيار جزئي، وأن ابنة أحد العاملين في السفارة لقيت حتفها. بدوره أجرى الرئيس الهندي "نارندرا مودي" اتصالًا هاتفيًا بنظيره النيبالي "سوشيل كويرالا"، أبلغه فيه استعداد بلاده لتقديم المساعدة، وأن بلاده أرسلت 285 خبيرًا في أعمال البحث والإنقاذ، من أجل المساهمة في عمليات إجلاء المحاصرين تحت أنقاض المباني المنهارة. ووصل عدد ضحايا الانهيارات الثلجية التي حدثت في قمة إيفرست 17 قتيلًا، كما تم انتشال 61 من متسلقي الجبال، وهم أحياء، والذين كانوا محاصرين تحت الانهيارات. وأفاد مسؤولون في جمعية متسلقي الجبال النيبالية، أن 22 من المصابين الذين تم انتشالهم إصاباتهم خطيرة، وأنه تم نقل جميع المصابين بواسطة طائرة مروحية إلى مستشفى موجودة بقرية "فيريتشي"، كما أكدت أن أعمال البحث ما زالت مستمرة عن محاصرين آخرين، من متسلقي الجبال، وأن الظروف الجوية السيئة في المنطقة، تعيق أعمال البحث والإنقاذ والانتشال، فيما أكدت الجمعية أن بين ضحايا قمة إيفرست، أحد مدراء موقع "غوغل" العالمي، ويُدعى "دانيال فريدينبيرغ". جدير بالذكر أن عددًا من البلدان سارعت إلى تقديم المساعدات الإنسانية والفنية إلى نيبال، بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والصين، وباكستان، والهند، وتركيا، وإيران، وكندا، وإسرائيل، إذ أرسلت الصين طاقمًا مكونًا من 62 شخصًا، متخصصين في أعمال البحث، والإنقاذ، فيما قررت الحكومة الكندية تقديم 5 ملايين دولار إلى السلطات النيبالية، بينما توجه طاقم تركي مكون من 65 شخصًا، بتنسيق وإشراف إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) التابعة لرئاسة الوزراء التركية إلى نيبال، للمشاركة في جهود الإنقاذ عقب الزلزال. فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "بيتر ليرنر"، أن بعثة من الجيش ستغادر خلال الساعات المقبلة إلى العاصمة النيبالية "كاتماندو" لتقديم المساعدة. من جانبها أرسلت وزارة الخارجية الإيرانية تعازيها إلى نيبال، وصرّح مدير الهلال الأحمر الإيراني "علي عسكر أحمدي"، أن طهران جاهزة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى هناك. كما أرسلت بعض المنظمات الدولية منها، الصليب الأحمر، وأوكسفام، وأطباء بلا حدود، خبرائها لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. وشهدت نيبال صباح أمس زلزالًا مدمرًا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أسفر عن مصرع أكثر من 1900 شخص، وهو العدد الذي يقول مسؤولون إنه مرشح للزيادة، مع استمرار البحث عن ناجين حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد. وكانت نيبال التي شهدت بعض مناطقها، ومنها العاصمة، دمارًا هائلًا، طالبت دول العالم بتقديم معونات لمساعدتها على مواجهة آثار الزلزال.